كما رأينا بعد 13 يوما من الحراك الشعبي اللبناني من مظاهرات واعتصامات عمّت المدن والبلدات اللبنانية قدم يوم أمس رئيس الحكومة سعد الحريري استقالة حكومته، وتعتبر استقالته أحدث تطور في التطورات الأخيرة التي يشهدها لبنان منذ نحو أسبوعين من مظاهرات حاشدة طالب فيها المتظاهرون بتحسين ظروغ حياتهم ومحاربة الفساد، لكن ما يصفه البعض من المراقبين بعد استقالة الحريري للأحدااث اللبنانية بأن سياسة لبنان من المحتمل بأنها ستواجه المجهول بعد كل ما جرى؟

إن المتظاهرين ومنذ بداية احتجاجاتهم قالوا لتستقيل الحكومة كمطلب كان رئيسيا لهم ويمكن القول بأن المتظاهرين نجحوا في تحقيق أول مكلب لهم، رغم احتجاج الكثير من المتظاهرين اللبنانيين على استقالته، لكن الآن ماذا بعد؟ بلا شك فإن الحوار الآن مطلوب لخروج لبنان من أزمتها،لكن هل ستنتهي بسرعة في حال تم التوافق على تشكيل حكومة جديدة.

جديدة من اختصاصيين تكون فادرة على إنقاذ لبنان من أزمته الاقتصادية بالإضافة إلى أن تكون حكومة مقبولة من الشعب اللبناني.. يرى الكثير من المحللين بأن استقالة الحريري ربما تكون بداة لحلحلة سياسية من شأنها أن تخرج لبنان من مأزقها، فبعد أن تعذر محاولة تغيير حكومي قدم الحريري استفالته لئلا تنزلق البلد إلى اقتتال داخلي، وبعد استقالة الحريري، فما هي السيناريوهات للمرحلة القادمة؟ كما هو متعارف عليه يقوم النواب بتسمية رئيس وزراء جديد، ليقوم رئيس البلاد بدوره بتكليفه رسميًا بإجراء المشاورات لتأليف الحكومة الجديدة المهم أن يكون هناك توافق بين جميع الفرقاء السياسيين الموزعين على أساس طائفي، أما السيناريو الثاني فهو الذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة، أو تتم حكومة تسيير أعمال برئاسة الحريري، حتى يختار البرلمان اللبناني رئيس حكومة جديدا، لكن هل تغيير الحكومة سيخرج لبنان من أزمتها؟ فلا يمكن التنبؤ بالقادم، لكن بكل تأكيد التوافق مهم لجميع الطوائف، حتى يتم إرضاء المحتجين عبر سياسة إصلاح مهمتها إعادة البلد إلى وضع أحسن، لتحسين معيشة اللبنانيين، رغم أن الحريري كان رئيس حكومة مثابرا لخدمة مواطني لبنان..