أكد زعيم التيار الإصلاحي بحركة فتح، النائب محمد دحلان، اليوم الأربعاء، على أنّ ما ينفذه الرئيس التركي رجب أردوغان، إنما يتم في إطار تنسيق وتفاهم ثلاثي مع إيران وإسرائيل.
وقال دحلان في بيان صحفي ورد وكالة "خبر" نسخة عنه: "لسنوات امتنعت دومًا عن الخوض في سجالات مع غوغائية الإعلام التركي وأذناب ورجالات نظام أردوغان".
وأضاف: "على الصعيد الشخصي لا أرى جدوى من الأخذ والرد مع ما ورد علي لسان وزير خارجية أردوغان ومع نظامه الذي أرتكب ويرتكب كماً هائلاً من الجرائم بحق الإنسانية وبحق قطاعات واسعة من الشعب التركي في المقام الأول بشكل يومي وممنهج. لكن".
وتابع: "بمناسبة تزايد الإدانات الدولية الواسعة لتلك الجرائم وحروب الإبادة القديمة والجديدة سواء بحق ملايين الأرمن ومئات الآلاف من العرب والأكراد، أردت التأكيد بأن تلك الغوغائية التقليدية فشلت في التغطية على جرائم الماضي".
وأردف: "ستفشل في تبييض وجه وصفحة نظام يمارس العدوانية بحق جيرانه، ويمارس أقسى أنواع الإستبداد والقمع الداخلي بحق مواطنيه ويزج بعشرات الآلاف من الأكاديميين والنشطاء والقضاة والصحفيين والمعلمين في السجون، ويمنع لقمة العيش عن مئات الآلاف من أبناء شعبه بطردهم من وظائفهم".
وأشار دحلان إلى "الأرقام الصادمة والواردة في تقارير منظمة العفو الدولية عن اعتقال عشرات الآلاف، وفصل أكثر من 150 ألف شخص من وظائفهم، وإغلاق أكثر من 2200 مؤسسة تعليمية، و 150 مؤسسة صحفية وإعلامية، و 15 جامعة، و 19 إتحاد عالمي، واعتقال أكثر من 160 صحافيًا وإعلاميًا".
ونوه إلى أنّ "كل ذلك يحدث في تركيا تمهيدًا لبرنامج شامل هدفه تفكيك التشريعات والمؤسسات، وتمهيدًا لمخططات (أخونة) تركيا ككل"، موضحًا: "الكل يعلم بأن أردوغان آخر شخص يؤمن بالديموقراطية وهو القائل بأن اللعبة الديمقراطية تشبه الحافلة تقلك إلى مقصدك ثم تنزل منها بلا حرج".
واستحضر أن "تلك السياسات الأردوغانية الأستبدادية في الداخل التركي بلورت توأمها الإقليمي من دعم لا محدود لكل التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق ومصر وليبيا، وتسهيل تنقل وتسليح وتمركز أكثر من 50 ألف أرهابي دولي من وإلى سوريا خلال السنوات الماضية مما وضع العالم أمام أعنف موجة إرهابية عرفها التاريخ راح ضحيتها مئات الآلاف من الأبرياء، حطمت اقتصاد أكثر من دولة عربية".
واستدرك النائب دحلان بالقول: "لعل ذروتها جرائم الحرب التي ترتكبها قواته الغازية لسوريا بأطماع احتلالية توسعية مكشوفة، وبكل ما يترافق مع ذلك الغزو من جرائم بشعة وإعدامات وحشية مباشرة واستخدام أسلحة فتاكة ومحرمة دوليًا".
وأكمل حديثه بالقول: "من جانب آخر الحملات المسعورة لأردوغان ونظامه بحق جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بالتزامن مع محاولات احتلال أجزاء من سوريا والعراق وليبيا تكشف وتفضح النوايا الحقيقية لنظام يعيش أزمات وهم (الخلافة) وعار الواقع الفعلي".
ولفت إلى أن "تلك الحملات التي تحاول النيل مني بين الحين والآخر تزيدني إصرارًا على كل مواقفي الوطنية والقومية، وحين تأتي المذمة من نظام مثل نظام أردوغان الدموي الاستبدادي المختل فتلك شهادة أعتز بها أمام شعبي الفلسطيني وأمام أمتي العربية".
واختتم حديثه قائلاً: "كلنا يعلم بأن ما ينفذه أردوغان إنما يتم في إطار تنسيق وتفاهم ثلاثي مع إيران وإسرائيل بهدف السيطرة على منطقتنا وتقاسم النفوذ فيها، وللتغطية على تنامي وتعاظم العلاقات التجارية والأمنية والعسكرية مع الاحتلال الإسرائيلي بما في ذلك التدريبات الدورية المشتركة بين سلاحي الجو التركي والإسرائيلي".
