الانتخابات ... والاهم نتائجها !!!!

حجم الخط

بقلم وفيق زنداح

 

 حضور الدكتور حنا ناصر رئيس لجنة الانتخابات المركزية واجتماعه مع قيادات الفصائل وما صدر عن هذا الاجتماع من موافقة على اجراء الانتخابات بصورة متتالية واجتماع رئيس اللجنة بعد مغادرته لمدينة غزة بالرئيس محمود عباس الذي أكد على العمل على انجاز الانتخابات ... خطوة هامة تحتاج للمزيد من الخطوات .

حركة الجهاد الاسلامي وقد خرجت من مسار الانتخابات لتحدد موقفها بقبولها بالمشاركة بانتخابات المجلس الوطني ورفضها المشاركة بالانتخابات الرئاسية والتشريعية ... وحركة حماس التي تعاملت بذكاء شديد بعد رفضها المسبق ... وقبولها الحالي !!!! باقي القوى سارت على ذات الطريق بعد مواقف مسبقة كانت تطالب فيها باجراء الانتخابات الشاملة والمتزامنة !!!! .

اولا الانتخابات بحد ذاتها وسيلة ديمقراطية واستحقاق وطني .... وحق شعبي كفله النظام والقانون ... وليس بالقبول باجراء الانتخابات جميلة من الجمائل ... او حسنة من الحسنات !!!! الفصائل بمجملها لا تستطيع الاستمرار بادارة الظهر للانتخابات ... وعلى قاعدة ان الجميع بمأزق !!!! واكثرهم مأزقا وازمات هو الشعب الفلسطيني الذي يعاني الويلات نتيجة للحالة الفصائلية كأحد الاسباب التي تزيد من هموم الناس وازماتهم ... في ظل انقسام اسود اتى علينا بالهم والغم والازمات التي تزداد مع الوقت .

حماس اعلنت عن جهوزيتها !!! واستعدادها !!! وان تحترم نتائج الانتخابات في ظل وقائع سياسية !!! واتفاقيات موقعة لا يستطيع احد الخروج عنها !!!! وعن التزاماتها .

ستجرى الانتخابات في ظل تساؤلات لا زالت مفتوحة دون اجابات واضحة هل ستتم الانتخابات في ظل حكم حماس ؟!!! ومن الذي سيحمي تلك الانتخابات وصناديق الاقتراع !!!! ونزاهة وشفافية الانتخابات !!!!

قضايا كثيرة فنية وتفصيلية بحال اجراء الانتخابات ومع ذلك فتلك القضايا يمكن العمل عليها ... وتجاوز عقباتها .

لكن الاهم نتائج تلك الانتخابات !!!!!

اولا :- ان لا نكرر اخطاء الماضي بمعنى ان من يشارك بالانتخابات يجب ان يقبل بسقفها وشروطها من خلال برنامجها الوطني ومشروعها واتفاقياتها أي ان الانتخابات محكومة ببرنامج وطني ووسائل واهداف وطنية ثابتة ليس من السهل الخروج عنها او تجاوزها .

هناك اتفاقيات حتى وان كانت معطلة الا انها تعتبر الانتخابات من استحقاقات تلك الاتفاقيات التي تأسست عليها السلطة الوطنية والتي لا يجب ان نخرج عنها ... ولكن ان نبني عليها باتجاه اقامة دولة فلسطين وبرلمانها في ظل حل سياسي ... او في ظل قرار دولي بالاعتراف بدولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية .

انتخابات 2006 فازت حماس بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي وتم تكليفها من الرئيس محمود عباس بتشكيل الحكومة العاشرة فماذا حدث ؟ّ!!! لم يعترف العالم بها ... حتى العرب لم يعترفوا بها أي ان الحكومة قد تم شلها منذ بدايتها لماذا ؟!!!! لان حماس دخلت الانتخابات على برنامجها ووسائلها .... ولم تدخلها على ما هو قائم من برنامج ومشروع ووسائل نضالية واعترافات متبادلة مما جعل المجتمع الدولي ومؤسساته تقاطع تلك الحكومة وتتعامل مع مؤسسة الرئاسة ... مما اوصلنا الى ما نحن عليه الان !!!! المشكلة ليست بالقبول بالانتخابات على اهمية ذلك ... لكن المشكلة اذا ما بقي كل فصيل يتحدث بلغته وبرنامجه ويعتمد وسائله !!!!

صحيح ان هناك تغيرا في المواقف والبرامج ... الا انه لم يصل الى مرحلة القبول الدولي

هناك تعقيدات شائكة أمام نتائج الانتخابات اذا ما كانت خارج السياق والمتوقع ... ولكن يمكن تجاوز تلك العقبات بالشراكة بقائمة واحدة لا تعطي الفرصة والمجال لاي قوة دولية او حتى للكيان الاسرائيلي ان يمارس الضغوط والحصار وان يعمل على ابتزاز القيادة الفلسطينية .

المسألة الاخرى ان الانتخابات التشريعية ومن ثم الرئاسية تعتبر انتخابات لمناطق السلطة الوطنية وليست انتخابات لكافة ابناء الشعب الفلسطيني الذي له قيادته الشرعية وممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية صاحبة الولاية السياسية القانونية والوطنية والتي لها كامل الحق بالحديث السياسي وعقد الاتفاقيات وبالتالي اخراج السلطة من عقبات يمكن ان تقع فيها من جراء نتائج تلك الانتخابات .

بكافة الاحوال القبول بالانتخابات خطوة ايجابية حتى وان كانت متأخرة لكنها خطوة تحتاج الى المزيد من النقاش وعدم التعصب والتزمت امام اولويات وطنية لا تحتاج لإضاعة المزيد من الوقت .