ليس الكذب من سماتها، هي أصدق من مرآةٍ تخترق جوانبك، لكنها تُلونه بالأبيض، لون قلبها؛ أمك، والكذب الأبيض، وكوميديا «الاشتغالات»، جزءٌ أصيل من شخصيتها، أو بالأحرى الأم المصريّة خاصة.
وربما تلك القصص والوعود التي وصلت حدَّ «الكليشيه» في طفولتك، أصبحت تُمثّل أقرب الذكريات إلى قلبك، والتي قد تقصها في جلسة سمر، أو حنين إلى الماضي، أو كهذا التقرير، الذي يعود فيه إلى ذكريات الكذب الأبيض و«اشتغالات الأمهات» لأبنائهم صغارًا.
5. "هات الفلوس أشيلها لك"
في مواسم الأعياد، ونتائج الامتحانات المُحورية، كالثانويّة، تكثر الأموال، والغنائم، وتخشى الأم دائمًا على ولدها من الإسراف والتبذير، وهُنا ما أن ترى الأوراق النقدية ذات الفئات العالية تكثُر، حتى تخرج بتلك الجُملة الشهيرة «هات الفلوس أشيلها لك». تقول «ي. أ»، 18 عام، أن تلك الجُملة دائمًا ما كانت تسمعها في الأعياد، لكن الأمر يتوقف عند السمع فقط، وينقطع البصر بعد ذلك عن تلك الأموال، لكنها تظفر منها، ببعض الملابس أو الهدايا، التي تنفقها الأم ممّا ادخرت هي، في ما يشبه نظام اقتصادي مُحكم تُمثله الأم للإبقاء على النقود لفترة أطول من إسراف الأبناء.
4. فقرة الرُعب
قاتل مُتسلسل، مصاص دماء، أو مُجرم مُختل عقليًا، قد تكون حكايات تلك الشخصيات مُرعبة، وتبث الذعر في قلبك حين تراها على الشاشة، لكن حين كُنا صغارًا، أشياء كـ«أبو رجل مسلوخة، أمّنا الغولة، البُعبُع» كانت تُمثّل ذُروة الرعب لنا.
محمد، 32 عام، يقول إن والدته كانت تلجأ لتلك الشخصيات والقصص المُختلقة لإرغامه على فعل شيءٍ أو ثنيه عن فعل آخر، والحقيقة أنه لا يعلم لماذا كان يخاف من شخصية مثلًا ندعوها «أمّنا الغولة»، ونعتز بها، حدّ أننا أسميناها «أمّنا».
3. «هات الجزمة وهنخرُج»
دومًا كان الأمر مُقترن بشيءٍ عليك جلبه من الداخل، هذا هو الطلب الذي تسمعه ما أن تطلب الخروج مع والدتك يومًا ما، فتُنبهك هي أنه عليك الذهاب لجلب شيء ما، حتى تتمكّن من الذهاب معها، ودائمًا ما تجد شيئًا عليك الذهاب لجلبه، وما أن تأتي حتى تجدها قد غادرت، فتبدأ بالنحيب.
تقول نهلة، 21 عامًا، أن جُملة «هاتي الجزمة من جوّه وهنخرج» كانت الكذبة الأشهر في هذا الموقف، والغريب أنها تصلح في كُل مرةٍ اعتمادًا على سذاجة الأطفال المعهودة.
2. «أصحى.. الساعة 7»
في خضم محاولات الإيقاظ المُتعثرة دائمًا، والتي تقوم بها الأم، لتضمن أن يصحو الابن في الموعد المُناسب، للمدرسة أو الجامعة، ابتكرت استراتيجيّة جديدة، وهي أنه «أصحى.. الساعة 7»، وهذا التوقيت يشمل الخامسة والسادسة صباحًا، شرط ألا تكون تعدّت السابعة، وهو ما تؤكده «ي.أ» بالأعلى، أنها تكون طريقة مناسبة للاستيقاظ في الموعد، إلا أنها تختزل ساعة أو بضع دقائق من نومٍ هنيء.
1. الوعود طويلة الأمد
استراتيجيّة أخرى تركن إلى سذاجة الأطفال المعهودة والتي استخدمناها في طريقة «هاتي الجزمة وهنخرُج» بالأعلى، فهي هُنا، تلعب على الجزء المادي من تلك السذاجة، فتُلقي الوعود المُغرية، كأن «افعلي كذا وسأحضر لكِ كذا»، والمُميز في سذاجة الأطفال –التي قد تكون غير موجودة الآن- أنها تتيح إرجاء تلك الوعود دومًا ببعض الكلام المعسول، كوعدٍ بإحضارها في العيد القادم، ثُم الإجازة الصيفية، فبداية الدراسة.. إلخ.