بقلم: محمود أحمد 

الثورات العربية بين الواقع والمأمول

الثورات العربية بين الواقع والمأمول
حجم الخط

غزّة - وكالة خبر

لا أحد ينكر قوة الشعوب حين تنتفض في وجه الظلم فإرادة الشعوب أقوى من القوى العسكرية المحلية والإقليمية والدولية، ففي العقد الأخير شهدت البلدان العربية سلسلة ثورات غيّرت المشهد السياسي في المنطقة بدأت في تونس وامتدت في العواصم العربية حيث لا تكاد تخلو عاصمة عربية من الثورات، مصر، ليبيا، السودان، العراق، الجزائر، سوريا، وصولا لثورة الشعب اللبناني كل هذه الثورات تتبنى نفس المطالب تقريباً (حرية، عدالة اجتماعية، حياة كريمة) 

لماذا لا يتم توحيد جهود هذه الثورات ومطالبها لمطلب واحد وأسمى ومنح الحكومات فترة زمنية معينة لتنفيذ هذا المطلب لأنه حلٌ لجميع المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، لماذا لا يكون مطلب الثورات العربية الأوحد هو تبني الوحدة العربية كوحدة جغرافية واحدة مع الاخذ بالاعتبار حق الأقليات في الوطن العربي من أمازيغ، اكراد، بربر، شراكسة، شيشان وغيرهم.

لماذا لا يتوجه المتظاهرون من جميع البلدان العربية للمناطق الحدودية بين الدول والتظاهر بشكل سلمي لفترة معينة وفي حال لم يتم الاستجابة لمطالبهم يتم اقتحام الحدود وازالتها بين مدن – دول - ثاني أكبر دولة في العالم - الوطن العربي - من حيث المساحة والسكان والقوة العسكرية 

قد يثير هذا سخرية البعض ليفاجأو بأن أحد أعضاء مجلس شيوخ – قدوتهم -   كتب على تويتر يقول " لا تصدق أي شخص يخبرك بان التحرك نحو مجتمع العدالة امر مستحيل " ليثبت أنه بإرادة الشعوب لا شيء مستحيل فقط ان العرب يؤمنون بالغير ولا يؤمنون بأنفسهم، لديهم مقومات الوحدة (لغة واحدة. وقومية وغيرها) هذا يسهل مهمتهم 

على الرغم من ان الاتحاد الاوروبي يفتقر لهذه المقومات فلا تكاد تجد دولتين بنفس اللغة ولا يجمع بينهم عرق واحد، الا انهم أيقنوا بان مصلحتهم في وحدتهم فتوحدوا، في حين حرصوا على أن يكون الشعب العربي مقسم، فقد عملوا على نشر الطائفية والحزبية لأنهم متأكدون وحدة هذا الجسم تعني تبعيتهم له في كل المجالات.

فبحسب إحصائيات نشرتها وكالة "سبوتنيك" الروسية في حال توحد العرب سيكون إجمالي الناتج القومي 6 ترليون دولار سنويا أي في المرتبة الرابعة عالمياً، إجمالي المساحة الجغرافية 13 مليون و600 ألف كم مربع أي المرتبة الثانية عالمياً، كذلك 385 مليون نسمة إجمالي السكان أي المرتبة الثالثة عالمياً، أيضا 84 مليون هكتار صالح للزراعة في السودان فقط، وتغطية 8% من الصحراء الليبية بخلايا شمسية يكفي احتياج الكرة الأرضية من الكهرباء، الوطن العربي ينتج يوميا 24 مليون برميل نفط يوميا ما يعادل 32% من إجمالي الإنتاج العالمي.

عندما نقرأ هذه الأرقام نقتنع بأن المشكلة الحقيقية تكمن بتلاقي مصالح المستعمر مع الأنظمة الحاكمة في معظم الدول العربية، جميع قضايانا بما فيها قضية فلسطين عبارة عن مشكلة واحدة وحلها الأمثل تبني شعار الوحدة العربية، أجل المهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة، ما نحتاجه هو وعي وارادة الشعب العربي.