موضحًا موقفه من استقالة الحريري

"نصر الله" يوجِّه كلمة متلفزة للمتظاهرين المطالبين بحقوقهم في لبنان!

حسن نصر الله
حجم الخط

بيروت - وكالة خبر

قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، إنّه "حينما قال للمتظاهرين بأنّ مطالبهم محققة ويجب أنّ يحذروا من أنّ يركب موجتهم أحد ومن حقهم أنّ يبحثوا عن أموال المتمول إذا ما كان هناك من يمولهم، وبعد دقائق كثير من المراسلين قالوا للناس نصر الله قال عنكم عملاء سفارات وتمولكم سفارات، وأنا لم أقل هكذا".

وأضاف نصر الله في كلمة متلفزة مساء يوم الجمعة: "فيما يتعلق بالأحداث الأخيرة في لبنان، لا بد أنّ أتوقف عند النقاط التالية، أولًا بعد مضي أسبوعين على بدء ​التظاهرات​ في لبنان وأمام ما حصل هناك نقطة مهمة ويجب تسليط ​الضوء​ على بعض الإيجابيات"، لافتاً إلى أنّه بفعل الصبر تمكن اللبنانييون من تجنب الوقوع مما خطط له البعض من الذهاب إلى الفوضى وصولًا إلى الاقتتال الداخلي، وهناك من دفع بهذا الاتجاه.

وتابع: "عناصر الدفع باتجاه الفوضى كانت حاضرة، أولًا كم الشتائم والسباب الذي لا سابقة له ب​تاريخ لبنان​ وأؤكد لكم على أنّ هذا لم يكن عفويًا بل موجهًا، وأيضاً يدان الشاتم وبعض وسائل الإعلام التي فتحت الهواء لكل شتم وتعرض للكرامات والأعراض بل كان بعضها يحرض على ذلك"، مُردفاً: "بعض الذين دفعوا باتجاه الشتم كانوا يستدرجون الشارع الآخر وكلنا نعرف أن الجميع في لبنان يملك ​السلاح​ ولكن السلاح النوعي فقط عند ​المقاومة​ وكان المطلوب أن يحتدم الشارع". 

وتساءل: "أليس الذين يتعرضون للشتم أنصار وشارع كبير ينفعل ويتأثر عندما يسمع رموزه تشتم على مدار ​الساعة​؟"، مُوضحًا أنّ من العناصر التي دفعت باتجاه الفوضى أيضاً هي ​قطع الطرقات​ لأسبوعين وإقامة الحواجز وإذلال المواطنين وأخذ الخوات والتعرض حتى لمراسلي ومراسلات بعض القنوات التلفزيونية. 

وأردف: "الحديث عن مليون ومليونين غير علمي، أما الملايين كانوا في بيوتهم وقطعت عليهم الطرق وتعرض الكثير منهم للإهانة وخصوصًا ​طريق الجنوب​ حيث كان هناك تعمدا لقطعها"، مُعتبرًا أن الذين ركبوا موجة الحراك ورفعوا الأسقف السياسية، كان مطلوبًا منهم تنفيذ انقلاب سياسي، كل هذا الأمر أوجد حالة من التوتر والغضب في العديد من الشوارع. 

واستدرك: "الذي منع الذهاب إلى الفوضى هو مستوى الوعي والبصيرة التي تحلى بها الكثير من اللبنانيين"، موضحًا أنّه حصلت خروقات وردات فعل وخرجت بعض الأمور عن السيطرة، ولكنها أحداث محدودة أمام مشهد الانضباط.

وقال نصرالله: "الكثير من القوى السياسية مارست جهدًا كبيرًا لضبط الشارع، البعض سيأخذ هذا الكلام للقول أن السيد يهدد، أنا لا أهدد ومن يريد أن يواصل الإحتجاج هذا حقه الطبيعي ولكن عليهم أن ينزهوا تظاهراتهم عن الشتائم وعلى ​وسائل الإعلام​ أن تضبط الأمور، لذلك أدعو إلى الوعي والصبر وعدم الذهاب حيث يريد الحاقدون والمتآمرون فكل من يريد الصدام والفوضى وكل من يريد أن يدفع باتجاه الاقتتال الداخلي يجب مواجهته بالصبر، وأدعو القيادات السياسية أن لا تسمح بتحول الشارع ودفع الأمور باتجاه حراك تحت عناوين طائفية ليس من مصلحة البلد".

وأضاف: "كل همنا خلال الأسبوعين الماضيين وما زال ومع التقدير لكل المطالب المحقة، هو منع إسقاط البلد في الفراع والفوضى خصوصًا أمام من ركبوا موجة الحراك ورفعوا شعارات إسقاط ​الحكومة​ والعهد و​المجلس النيابي​ أي إسقاط مؤسسات ​الدولة​ والذهاب باتجاه الفراغ"، مؤكدًا على أنه بفعل الوعي و​الثبات​ وتحمل المسؤولية في الدولة وفي الحراك تم الحيلولة دون وقوع البلد.

وأردف: "وصلنا إلى نقطة استقالة الحكومة، وهنا أريد توضيح بضع الأمور، البعض كان مصرًا على تسمية الحكومات في الأعوام الماضية بأنها حكومات حزب الله وهذا غير واقعي، حزب الله لم يتولى أي وزارات حساسة وفي النهاية "ربحونا جميلة" ب​وزارة الصحة​، والبعض يقول إن "حزب الله" لا يوظف نفوذه في الحكومة وهذا بحاجة إلى نقاش هادئ وفي كل الحكومات كانت تؤخذ قرارات لم نوافق عليها"، مشددًا على أنه لم تكن هناك حكومة اسمها حكومة "حزب الله" في كل السنوات الماضية ولكن الإصرار على هذه التسمية هدفه استعداء الخارج ضد الحكومة ولتحميل الحزب مسؤولية أي تقصير.

وأوضح نصرالله: "عندما قلنا لا نؤيد استقالة هذه الحكومة ليس لأنها حكومة حزب الله، وأؤكد على أنه على مدى السنوات والأيام الماضية لسنا قلقين على المقاومة وأنفسنا لأننا أقوياء جدًا جدًا ولم يأت زمان علينا وكنا بهذه القوة في كل ​الميادين​، ونحن لسنا خائفين وأنا قلت للبعض أنه إذا ذهب البلد إلى الفوضى قد لا تستطيع الدولة دفع رواتب الموظفين ولكن المقاومة ستبقى قادرة على دفع الرواتب".

وتابع: "عندما أتطلع للمستقبل لا يعني أننا نخاف على حزب الله، في موضوع الاستقالة كان هناك وجهتي نظر ونحن لم نكن نؤيدها ويجب أن نصغي للحراك الشعبي الحقيقي وليس لمن ركبوا موجة الحراك"، مُعتبرًا أنّ الصدمة الإيجابية التي يجب أنّ تقدم للناس هي أن تجتمع الحكومة ولا بأس أن تبقى الناس في الشارع للضغط.

وبيّن: "وجهة نظرنا أن تجتمع الحكومة وتقدم للناس القوانين ل​مكافحة الفساد​ واستعادة الأموال المنهوبة وقانون ​العفو العام​ وترسلها ل​مجلس النواب​، نحن لم نكن نتمسك بالحكومة بل انطلق موقفنا من مصلحة البلد وخوفنا من أن يذهب البلد إلى فترة طويلة من تصريف الأعمال"، مشيرًا إلى أنّ استقالة رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ يعني أنّ هنالك بعض التداعيات، ومنها أنّ ورقة الإصلاحات تجمدت، وأنّه لا يوجد مشروع قانون عفو عام، ومشروع قوانين مكافحة الفساد.

وقال: "لم نكن نؤيد هذه الاستقالة والحريري أخذ هذا الخيار وله أسبابه ولا أريد ​النقاش​ بهذه الأسباب، وما يخشى منه البلد يجب أن لا يقع فيه، في الأيام المقبلة سيحصل تكليف ويجب أن يتعاون اللبنانيين للتأليف وإذا طالت فترة تصريف الأعمال يعني أنه لا يوجد حكومة تقوم بمعالجة الأوضاع الاقتصادية وستضيع مطالب الناس". 

واستدرك: "سيأتي وقت وسنقول أن هذه الموجة الشعبية كانت لها أحلام وسنقول من سرق أحلامها يومًا ما، مسؤولية اللبنانيين أن يدفعوا باتجاه أن لا يكون هناك فراغ في ​السلطة​ وأن تشكل حكومة جديدة قريبًا".

وأضاف: "الحكومة المقبلة من الأن إلى أن تستمع إلى مطالب الناس وأنا اقترحت أن تقوم الحكومة الجديدة بالاستماع إلى الناس العاديين الموجوعين، فهذه الحكومة ​الجديدة​ يجب أن يكون هدفها الحقيقي عنوان استعادة الثقة وأنا تحدثت سابقًا عن مشكلة الثقة وهذا قبل الحراك ودعوت لاستعادة هذه الثقة، كما يجب أن تتمتع بالجدية في العمل فالوقت ضيق وصدور الناس ضاقت، حكومة تعمل على "مهل" يعني مكانك راوح لن تستطيع إنقاذ البلد، المطلوب إعطاء الأولوية لعمل الحكومة من رئيس الحكومة إلى آخر وزير".

وتابع: "من عوامل استعادة الثقة هو الوضوح والشفافية، مثلًا: لم حصل الحراك وبدأت المطالب كل مكونات الحكومية قالت إنها هذه المطالب نعمل عليها وهذا غير صحيح لأنه لو كانت كل المكونات تريد هذه المطالب لماذا لم تتحقق؟".

كما أوضح: "في الإعلام كان الجميع ضد ​الضرائب​ وفي الداخل غير صحيح، في الجلسة يتم وضع الضرائب وهذا الأمر يفقد الحكومة مصداقيتها، مشددًا على أن من يريد إدارة البلد عليه أن يتملك شجاعة مصارحة اللبنانيين، لا يجوز أن يكون هناك فساد ولا يوجد فاسد"، داعيًا إلى الحوار والتواصل بين مختلف القوى السياسية وأيضا مع القوى الأساسية في الحراك. فالمصلحة الوطنية تقتضي أن يتجاوز الجميع الجروح التي تركتها الأيام الماضية.

وأضاف نصرالله: "في وقت لاحق يجب أن نتحدث عن الدور الأميركي في لبنان الذي يمنع اللبنانيين من الخروج من مشاكلهم المالية والاقتصادية، الدور الأميركي في سد الآفاق أمام اللبنانيين والضغوط التي يمارسونها على لبنان من أجل خدمة ​سياسة​ عدائية لفرض الشروط على لبنان في ​المستقبل​، نحن نطالب بحكومة سيادة حقيقة قرارها لبناني"، مشيرًا إلى أن الجميع يعرف أن قرار الحزب محلي ووطني وسيد وحر ومستقل وهذه هي الحقيقة. 

وأردف: "المطلوب هو حكومة سيادية لأنه إذا مارسنا هذه السيادة وليس الإملاءات الخارجية نجزم بأن لدينا من العقول والخبراء والقدرات البشرية لو مارسوا سيادتهم سنتطيع من تطوير أوضاعنا".

وقال: "ما حصل أمس في الجنوب من تصدي لمسيرة ​إسرائيل​ية هو أمر طبيعي وهو ليس حادثًا منفصلًا ونحن منذ العدوان على الضاحية بدأنا بمسار إسقاط المسيرات بهدف تنظيف الأجواء اللبنانيية من المسيرات الإسرائيلية والذي حصل هو في سياق سيستمر أما في الداخل نقول إن موضوع المقاومة منفصل عما يحصل في الداخل". 

وختم نصر الله حديثه، بالقول: "إننا نمارس مقاومتنا بشكل طبيعي ونحن لسنا قلقين أبدا وما حصل أمس يؤكد أننا لسنا خائفين"، لافتًا إلى أن المقاومة المعنية بمواجهة إسرائيل تعمل بمعزل عن التطورات الداخلية والإقليمية وهذا المسار مستمر، والاحتلال وقف عند هذه النقطة أي جرأة المقاومة من استخدام هذا النوع من ​الأسلحة​ التي استخدم بالأمس.