أعلنت وسائل إعلامية عراقية، مقتل متظاهر وإصابة العشرات، خلال تفريق قوات الأمن العراقية اليوم الثلاثاء، مظاهرة حاشدة أمام بوابة ميناء أم قصر في محافظة البصرة جنوب البلاد.
وأظهرت لقطاتٍ قام متظاهرون بتصويرها، سيطرة المحتجين على آلية عسكرية بعد انسحاب قوة من الجيش العراقي رفضت الاشتباك مع المتظاهرين.
ودعت مصادر طبية في البصرة سكان أم قصر إلى التبرع بالدم لإسعاف المصابين الذين سقطوا، جراء محاولات قوات مكافحة الشغب تفريق المتظاهرين بقنابل الغاز المسيل للدموع.
وفي السياق ذاته، أُصيب 8 متظاهرين بجروح، عقب محاولة قوات الأمن إعادة فتح الميناء الرئيسي في أم قصر الذي أغلقه المحتجون منذ 3 أيام.
وتأتي هذه التطورات في ميناء أم قصر جنوب العراق، فيما تجددت الاحتجاجات الشعبية في العديد من المدن العراقية، اليوم الثلاثاء، في حين عادت خدمة الإنترنت بعد أنّ عمدت السلطات العراقية قطعها طوال ساعات مساء الإثنين.
وشهدت بغداد مظاهرة في حي السيدية، فيما خيم الهدوء على المناطق القريبة من منطقة العلاوي وجسر الأحرار وسط بغداد، حيث أغلق المتظاهرون العراقيون العديد من الطرقات في بغداد، وذلك تنفيذا للإضراب العام الذي دعا إليه ناشطون، ردًا على تجاهل الحكومة لمطالبهم.
وكانت المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن، قد أسفرت أمس عن مصرع 5 أشخاص على الأقل، حيث وصلت الاحتجاجات إلى شارع الرشيد وسط بغداد ومحاولة المتظاهرين عبور جسر الأحرار، بهدف تنفيذ العصيان المدني.
وفي الجنوب من بغداد، تحديدًا في كربلاء، أمهلت عشائر كربلاء الحكومة العراقية، مساء الإثنين، 72 ساعة لتسليم قتلة المتظاهرين من شباب المدينة.
وكانت مصادر عراقية قد أفادت بمقتل 4 متظاهرين خلال تفريق قوات الأمن لتظاهرات أمام القنصلية الإيرانية في المدينة. وحاصر محتجون غاضبون مبنى القنصلية للمرة الثانية خلال 24 ساعة.
وأظهرت صور بثها ناشطون عدداً من الجرحى يتلقون إسعافات أولية بعد تعرضهم للإصابة خلال الاحتجاجات في كربلاء.
وعلى صعيد آخر، أعادت السلطات العراقية خدمة الإنترنت بعد قطعها في بغداد ومعظم أنحاء العراق طيلة ساعات مساء الإثنين.
وقال مرصد "نتبلوكس" لمراقبة الإنترنت، في بيان مساء الإثنين: إنّ "خدمات الإنترنت انقطعت"، مُوضحاً أنّ اتصالات الإنترنت العامة انخفضت لما دون 19 بالمئة عن المستويات المعتادة، مما قطع الخدمة عن عشرات الملايين من المستخدمين في بغداد، وتأثرت أيضا البصرة وكربلاء ومراكز سكانية أخرى.
وهذه ليست المرة الأولى التي تقطع فيها السلطات العراقية خدمات الإنترنت، حيث سبق لها أن قطعتها في مواجهة موجة الاحتجاجات.
وأسفرت المواجهات بين قوات الأمن العراقية والمتظاهرين عن مقتل ما يزيد على 260 شخصًا، منذ أن انطلقت الاحتجاجات مطلع أكتوبر الماضي.