شعب المليون شهيد لن يتخلى عن الأسير في الزنازين

حجم الخط

بقلم تمارا حداد

 

 وقفت الجزائر شعباً وقيادة ًوما زالت تقف الى جانب اعدل قضية في الوجود ولم تنسى فلسطين في اصعب حالاتها، حيث تسعى الى الدفاع عن فلسطين ضد العنصرية والاحتلال حتى تتحقق الحرية والاستقلال.

دافعت عن فلسطين بكل السُبل والامكانيات فتحت ابوابها للفلسطينيين وكانت اولى انطلاق استقلال فلسطين من الجزائر، لا يُنسى فضل الجزائر عندما احتضنت ابو عمار واعلن الاستقلال من على ارضها، وكانت لها مواقف ضد الحصار والفاشية الصهيونية.

ساهمت الجزائر في تحقيق حلم فلسطين بالاستقلال ومازالت تسعى الى تثبيت هذا الحلم، وثقت بكفاح الشعب الفلسطيني من اجل حقوقه المشروعة وصموده الاسطوري تحت رؤية ان النتيجة الحتمية هي النصر واقامة الدولة المستقلة.

وقفت الجزائر روحاً وقلباً وجهداً الى جانب الشعب الفلسطيني ضد التمييز العنصري وفي وجه المحاولات الرامية لتصفية القضية الوطنية الفلسطينية في كافة مراحل تطور القضية الفلسطينية، وعززت صمود الشعب في مواجهة الاحتلال الاستيطاني الاحلالي.

وشددت الجزائر في اكثر من موضع على ان قضية العرب هي القضية الفلسطينية مهما تغيرت الظروف والاولويات، حضنت الثورات من اجل حرية الاوطان، ارتبطت الجزائر بجذور فلسطين والتحم بينهما الوفاء والوئام.

الشعب الجزائري قدم المليون شهيد ونال استقلاله وظل محافظاً على تراثه وثورته لذلك نجد هذا التضامن المتميز بين الشعب الجزائري وقيادته مع الشعب الفلسطيني والتعاطف يأتي من تقاطع النظير بين ما مرت به الجزائر من ثورات وما مرت به فلسطين من نكبات، فالعلاقة بين الشعب الفلسطيني والجزائري هي علاقة وطيدة تقضيها روح الثورة فالشعب الجزائري وقف دوما إلى جانب الشعب الفلسطيني والعلم رفرف بأيدي أبناء الشعب الجزائري تضامناً وإسناداً وحباً.

ومن ابهى صور تضامن الجزائر مع الشعب الفلسطيني هو دعمها لقضية الاسرى داخل المعتقلات الاسرائيلية، فكل الصحف الجزائرية لم تخلو يوماً الا والاسير بين دفات صُحُفها، بملاحقها واعدادها اليومية المحلية على مستوى الوطن.

صُحف الجزائر منحت الاسرى حيزاً واسعاً من اهتمامها لهذه القضية العادلة والتي فاقت الخطوط الحمراء نتيجة الانتهاكات الاسرائيلية المقصودة ضد الاسرى والاسيرات، كانت تهدف الجزائر من هذا الحملات التضامنية مع الاسرى تدويل القضية وتوسيع الاهتمام بهذا القضية على مستوى الجزائر وعلى مستوى قارة افريقيا، حيث كان هناك اهتماماً شعبيا وجماهيرياً لهذا القضية لكسر العزلة واعلاء صوت الاسرى.

شكلت الصحف الجزائرية نقلة نوعية في تعزيز صمود الاسير داخل الزنازين ونجحت وتميزت بهذا الحملات النوعية والتي يجب ان تُعمم على كل الدول العربية والاقليمية والدولية حتى تصبح قضية الاسرى عنوان الصحف العالمية، كون الاعلام الخارجي له تأثير قوي في دعم واسناد قضية الاسرى.

تجربة الجزائر رائدة بكل المقاييس وكانت نموذجاً يُحتذى به عنواناً ملهماً للثورات والارادة والعزم من اجل التحرر وهذا ما يُفسر الرابط القوي بين فلسطين والجزائر، فالشعبين قدما الكثير من الشهداء، والجزائر تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها والأسرى أصبحت أولوية للجزائريين حتى ينال الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله.