بدنا وطن بيشبهنا

حجم الخط

بقلم جمال زقوت

 

أكثر ما يلفت انتباهي من ثورة و حديث اللبنانيات و اللبنانيين حول ليش الثورة و ليش نازلين ، انو ما عادوا يتحملوا اللي بيصير، و إنهم ما بدهم يهاجروا من بلدهم اللي ما عاد قابل للعيش فيه ، أحدهم قال ما بدي يوم أكون في الغربة و يخبروني عن أبوي و ما أقدر أعمل شي أو يوم أكون في لبنان و أحمل إمي لمستشفى و ما أكون قادر أفوتها عليه، و أنا بأسأل ال 2 مليون فلسطيني اللي في غزة و بعضهم بيموت لانه ما بيقدر يوفر علاج لإمه أو بنته أو شاب بينتظر لحظه فتح معبر أو أفلوكه تحمله للهجرة و المجهول ، هاللي بيصير ما بيشبهنا ؟! ، نفس السؤال و لو بنبره أخف بدي أسأله لكل الفلسطينيين ، و بدي أكون صريح أكثر إنو حتى أنا اللي صار عمري 62 سنة وشوي، و اذا بعد هالعمر ،و ما بدي أحمل حدا جميلة عن سنوات المعاناة و اللجوء و الإبعاد و الاعتقال و العمل 12 ساعة يومياً سواء في نضال سياسي أو وظيفي ، إنو أكثر شي بيخوفني إني ما اقدر أجد علاج في سنوات الشيخوخة سواء لحدا من العيلة او صديق أو أي مواطن بيفكر إني بقدر أساعده لدرجة بات الحديث عن الهجرة و كأنه حاجة ، بعد ما كانت ديباجة حق العودة في الحالة الفلسطينية هي المقدس .أنا شايف إنو ثورة لبنان بتشبهنا لانها بدها وطن بيشبهنا ، الوطن اللي صنعتوا الناس بفخر في الانتفاضة الأولى، و اللي اليوم للاسف خلو كثير من الناس تشعر و كأنو اللي صار معها مجرد ضياع لعمرها و تبديد لانجازاتها بعد ما كانت تفتخر حتى بمعاناتها .

الألم على حاله التيه و ضياع الإنجازات هو الحمل اللي حكت عنه سيدة لبنانية و اللي ولد ثورة ، و زي ما كتب كثير من المتابعين إنو في كثير شبه بين اللي بيصير في لبنان و العراق و الجزائر و والسودان و تشيلي و الحال اللي عندنا ، مع انو عندنا في سبب أساسي أكبر هو الاحتلال ، و كمان تجربتنا في مقاومته و الانتفاض عليه ، و انجازات شعبنا المهددة بالضياع و اللي مش لازم نسكت على اللي عم بيضيعوها .