أكّد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، حسام بدران، على ضرورة أنّ يعمل الجميع لضمان أنّ تكون الانتخابات مفتاحاً لإنهاء الانقسام.
وأضاف بدران، في تصريح وصل وكالة "خبر" مساء يوم الجمعة: "من المتوقع أنّ يحاول الاحتلال الإسرائيلي التأثير على نتائج الانتخابات من خلال الاعتقالات والملاحقات، والتحريض على عدم اعتراف العالم بما تفرزه صناديق الاقتراع، أما داخليًا فهناك تحديات عديدة مرتبطة بمدى تهيئة الأجواء لعملية انتخابية نزيهة وشفافة".
وحول مدى عدم تكرار تجربة الانتخابات المحلية، قال: "مطلوب من الجميع أنّ يدرك بأنّ الانتخابات التشريعية والرئاسية تختلف تمامًا عن الانتخابات المحلية، وأن آثارها وتبعاتها كبيرة جدًا على الصعيد الداخلي وكذلك في نظرة العالم وتعامله مع الفلسطيني"، مُبيّناً أنّ تكرار التجربة السلبية التي حدثت في انتخابات البلديات الأخيرة لا مكان لها في الانتخابات التشريعية والرئاسية.
وأردف بدران: "الذي أصر في حينها على حصر الانتخابات البلدية في الضفة عليه أن يفكر كثيرًا قبل أن يحدث نفسه بتكرار التجربة لأن شعبنا لن يقبل ذلك أبدًا، وليس من حق أحد أن ينصب نفسه وصيًا على الشعب"، مُعربًا عن أمله في أنّ يكون البعض قد استفاد من تلك التجربة التي رسخت حالة الانقسام.
كما أكّد على أنّ قيادات حماس في الضفة الغربية جزء أساس في صنع القرار داخل الحركة، وأن موقفهم وصوتهم له قدره وثقله الوازن في مركز صناعة القرار داخل حماس، وإن اختلفت الآليات والوسائل نتيجة الظروف الأمنية المعقدة.
واستردك: "نُدرك حجم التحديات والتضحيات التي قدمتها حماس في الضفة، ومع ذلك فنحن واثقون من قدرتها على التحرك في المراحل المفصلية"، مُؤكّدًا على أنّ توفير الحريات في الضفة هو مطلب أساس لكل مكونات الشعب الفلسطيني، حتى تكون العملية الانتخابية ذات جدوى وقادرة على إخراج الشعب من أزمة الانقسام بغض النظر عن نتائج الانتخابات عمليًا.
ولفت إلى أنّ الضفة وفي قلبها القدس هي ساحة الصراع الأهم مع الاحتلال، وهي موقع التحدي والمواجهة في كل تفاصيل الحياة زمانًا ومكانًا، مبينًا أن الضفة عاشت منذ الانقسام حالة بالغة التعقيد، وهناك تراجع في المشروع الوطني، يقابله تمدد إسرائيلي في مختلف المجالات، من أهمها محاولة تغيير الواقع في المسجد الأقصى وتهويد القدس وتوسيع الاستيطان وعربدة المستوطنين.
وبيّن أنّ حركة حماس في الضفة تعرضت طيلة السنوات الماضية لهجمة ملاحقة يومية استهدفت بنيتها وهيكليتها ومؤسساتها وقياداتها وكوادرها وعناصرها وأنصارها.
وأوضح بدران أنّ ذلك يحدث نتيجة عملية ممنهجة ومستمرة ينفذها الاحتلال وكذلك أجهزة أمن السلطة، في تعاون وتنسيق أمني واستخباراتي وعملياتي، إضافة لملاحقة فكر المقاومة وثقافتها والتضييق على من يدعو لها فكيف بمن يمارسها؟ والاعتقالات السياسية اليومية ومحاولة تكميم الأفواه المتواصلة، وليس آخرها جريمة حجب المواقع الفلسطينية الوطنية.
وقال: إنّه "رغم ذلك كله فإن حماس في الضفة رجالاً ونساءً وشبابًا ما زالوا على العهد، ولم تنحرف عندهم البوصلة رغم كل ما مارسته السلطة ضدهم".
وتابع: "حركة حماس خرجت من رحم الشعب وعاشت معه آماله وآلامه وطموحاته، ولذلك فإنها حين تخوض أي انتخابات فهي تتحرك على قاعدة تحقيق المصالح العليا لشعبها، وقلنا مرارًا إن الشعب الفلسطيني هو صاحب الحق الوحيد والحصري في اختيار من يمثله".
وفيما يخص تصريح منسق شؤون الأسرى والمفقودين في دولة الاحتلال، بشأن إحراز تقدم في المفاوضات مع حركة "حماس" لإعادة جنود الاحتلال المفقودين بغزة، قال بدران: "إنّ حكومة الاحتلال التي تعيش أزمة سياسية وفشلا في تشكيل أي ائتلاف بين مختلف الأحزاب، تواصل الكذب وخداع شعبها".