متى يعتذر الإنجليز للعرب؟!

حجم الخط

بقلم: عودة عودة

 

قبل سنوات قليلة قدم الانجليز اعتذارهم عن دورهم في تجارة العبيد الافارقة وبعشرات الملايين الى أميركا، مات منهم الملايين أثناء نقلهم بالسفن من وطنهم الام افريقيا الى اميركا وهناك كان يتم بيعهم كعبيد ليس غير.



الاعتذار الذي زفه توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، الى العالم جاء من دولة اوروبية واحدة هي بريطانيا ولم يات من دول اوروبية عديدة ومعروفة كانت تعمل في هذا «الكار» - تجارة بيع العبيد - كفرنسا والمانيا وبلجيكا واسبانيا وغيرها من الدول الاوروبية.



حسنا فعلت بريطانيا وان كان هذا الاعتذار قد جاء متأخرا كثيرا للانسانية وتحديدا للافارقة الغرباء في جميع انحاء العالم وبعيدا عن روابي افريقيا الخضراء الاجمل في العالم وكما وصفها الكاتب الاميركي الشهير ارنست همنغوي في روايته الشهيرة «روابي افريقيا الخضر»..! 

لكن 

متى ستعتذر بريطانيا هذه الدولة الاستعمارية الاشرس عما اقترفته من آثام في وطننا العربي؟ فقد سعت ومعها فرنسا إلى تقسيم بلادنا الشام والعراق وضمن اتفاقية سايكس بيكو العام 1916، وكذلك اصدارها لوعد بلفور العام 1917 لانشاء وطن قومي لليهود في فلسطين ومساندتهم ماديا وعسكريا لطرد سكانها العرب بالقوة الحربية من أرض ابائهم وأجدادهم العرب في فلسطين قلب وطننا العربي الكبير.



ولنذكر بريطانيا انها وراء كثير من الحروب الدامية في وطننا العربي كالحرب العراقية الايرانية التي امتدت لثماني سنوات بسبب تعمدها ألّا تترك للعراق ولو كيلومترات قليلة على الخليج العربي بينما تركت لايران الاف الكيلو مترات على الخليج نفسه وتسميه الان الخليج الفارسي.

هذا علما ان الموانئ للدول على البحار هي بمثابة الانف للانسان. يتنفس ليعيش منه!

 كما كانت بريطانيا الاستعمارية نفسها وراء الصراعات الدامية بين العرب والاكراد وكذلك العرب انفسهم بسبب الخلافات على الحدود خاصة في دول وامارات ومشيخات الخليج العربي.



ما علينا...

الاعتذار الانجليزي على دورهم في تجارة العبيد...، نأمل أن يتبعه اعتذار مماثل لتقسيم بريطانيا و دول استعمارية اخرى وطننا العربي ودورها في الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين والحرب والكراهية المستمرة بين العراق وايران وغيرها من الآثام الكبيرة...!



عن "الرأي" الأردنية