نتنياهو.. «اغتيال» لوائح الاتهام!!

هاني حبيب.jpg
حجم الخط

هاني حبيب

بصعوبة كبيرة، حاول رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، فك الارتباط بين التصعيد الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة ومسألة تشكيل الحكومة الإسرائيلية، فقد حاول أثناء المؤتمر الصحافي الذي عقده إثر اجتماعات المجلس الوزاري المصغر بعد ظهر أمس، أن يؤكد أن قرار اغتيال بهاء أبو العطا تم الإجماع عليه من قبل كافة أعضاء «الكابينيت»، وأن ملاحقة أبو العطا كانت هدفاً دائماً من قبل وسائل الاستطلاع وأجهزة المخابرات، دون أي رابط مع العملية السياسية حسب زعم نتنياهو، ولعلّ نتنياهو استند في هذه الحرب المدروسة، إلى دعم كل الكتل السياسية والحزبية في إسرائيل، وعلى الأخص أحزاب الوسط واليسار، وخاصة «أزرق ـ أبيض»، الذي عمد من خلال جنرالاته الثلاثة، غانتس ويعالون وايزنكوت، الذين تباروا في مباركة العملية، إضافة إلى رئيس حزب العمل، عمير بيرتس، إلاّ أن جميع المتابعين للشأن الإسرائيلي يدركون، رغم هذا التأييد، أن هؤلاء يعلمون تماماً أن أحد أهم أهداف هذا التصعيد هو جرّ «أزرق ـ أبيض» إلى داخل حكومة وحدة يترأسها في مراحلها الأولى نتنياهو نفسه، استجابة لأحد السيناريوهات التي تقدم بها الرئيس الإسرائيلي ريفلين ويؤيده في ذلك ليبرمان زعيم «إسرائيل بيتنا»، حكومة طوارئ أمنية، كما أسماها ودعا إليها نتنياهو قبل أيام في معرض حديثه عن الخطر الإيراني. ولا شك أن عمليتي الاغتيال في كل من دمشق وغزة، كانتا محاولة لربط هذا التصعيد بما يسمى بالخطر الإيراني، وليس فقط الجبهة الجنوبية على تخوم غلاف غزة.
سعى نتنياهو بحنكة لافتة، إلى أن يتشاور، أو يبلغ، غانتس رئيس «أزرق ـ أبيض» قبل العملية، واستمرار اللقاء معه لإبلاغه بعدها بتطورات الميدان الأمني، ومع أن ذلك يتعلق بالتقاليد السياسية والحزبية، حول إبلاغ المعارضة، بالقرارات الأمنية الخطيرة، إلاّ أن الأمر يتجاوز التقاليد والأعراف إلى محاولة الاقتراب أكثر من حكومة الوحدة، خاصة وأن التفويض الممنوح لغانتس لتشكيل الحكومة ينتهي مفعوله يوم غد، أي أن هذا التصعيد، مرتبط زمنياً قبل إعادة غانتس للتفويض، وإذا ما تم تجاوز ذلك زمنياً، يبقى الهاجس الأمني مع التطورات الخطيرة إزاء إمكانيات توسيع التصعيد إلى حرب، ضاغطاً على كل الأطراف للاستجابة لدعوة نتنياهو لتشكيل حكومة طوارئ أمنية في سياق حكومة الوحدة، ومن جرّاء ذلك، يمكن لغانتس مواجهة بقية النافذين في تجمع «أزرق ـ أبيض» المعارضين لحكومة الوحدة بزعامة نتنياهو، خاصة لابيد والجنرالين يعالون وايزنكوت، تحت ضغط ما يسمى الخطر الأمني الوجودي.
يكشف ليبرمان، أن نتنياهو سبق وعارض دعوته لاغتيال أبو العطا عندما كان ليبرمان وزيراً للحرب، وهذا الكشف من شأنه أن يثير التساؤل الذي سيجد إجابة له، حول تزامن هذا الاغتيال المؤدي إلى التصعيد وربما الى حرب واسعة، مع استجداء نتنياهو لرئاسة حكومة وحدة، يعتقد أنها ستشكل سداً منيعاً أمام لوائح الاتهام والمحاكمة!