عملاء وفاسدون من رحمها ولحمها

حجم الخط

بقلم: محمد داودية

 

الجروح تملأ جسد الأمة، والوالغون في دمها كُثُر، أخطرهم وانذلهم عملاء جاءوا من رحمها ولحمها، يختلقون المعارك الإلهائية الجانبية، وفاسدون ينهبون مقدراتها ويضعضعون مكانتها.
أليس من سخريات القدر ومهازله، ان العدوان على غزة، يدفع رأسَيْ اليمين الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وبنيامين غانتس، إلى تعليق الصراع السياسي بينهما، والتوجه إلى حكومة وحدة وطنية، ولا يدفع هذا العدوان، رأسَيْ القاطرة الفلسطينية فتح و حماس، إلى إنهاء الصراع الممتد منذ 2007 ؟!

الاسرائيلي الذي يمتلك فائضا هائلا من القوة والظلم والتطرف، يهرع الى الوحدة الوطنية، التي تضيف اليه المزيد من القوة، ولا تهرع اليها قيادتا الفلسطيني، الضعيف، النازف، المظلوم، الأسير، المشرد، المحتل وطنه، الواقف تحت المهداف الاسرائيلي كل يوم ؟!


في أجواء العدوان والهوان هذه، تلمع بارقة أمل من الخليج العربي. 
تتم الاستجابة المفرحة، للوساطة الكويتية الحكيمة، بين قطر والسعودية والإمارات والبحرين ومصر.
 ستشارك السعودية والإمارات والبحرين في بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم «خليحي- 24» التي ستجري على ملاعب الدوحة من 24 تشرين الثاني إلى 6 كانون الأول 2019.
 المشاركة الرياضية، شكل من أشكال المشاركة السياسية، وهي بكل الحسابات، نجاح للدبلوماسية الرياضية، تعيد الى الأذهان «دبلوماسية البنغ بونغ» بين اميركا والصين.


في عام 1971 تمت دعوة 9 لاعبي تنس طاولة أمريكيين إلى بكين، اسهمت زيارتهم في كسر الجليد بين الولايات المتحدة والصين، وفتحت الباب لزيارة الرئيس الامريكي ريتشارد نيكسون الى الصين عام 1972.
ستفتح مشاركة منتخبات كرة القدم السعودية والإماراتية والبحرينية، ثغرة في جدار الحصار والقطيعة المستمرة بين اشقائنا منذ 5 حزيران 2017.
والمشاركة سوف تدفع باتجاه المسار التصالحي، تحقيقا لمقولة سمو أمير الكويت «استمرار الخلاف لم يعد مقبولا»، وهي المقولة التي يهلل لها كل ابناء الأمة، خاصة حين يشرع القادة الفلسطينيون في تطبيقها.


وهذه المشاركة الرياضية ستمهد الطريق الى التحضير المتماسك، لقمة دول مجلس التعاون الخليجي الـ 40 في الإمارات الشهر القادم، التي عليها استحقاقات ضخمة خاصة في مجال الأمن.

عن "الدستور" الأردنية