أعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، مساء أمس الإثنين، أن الولايات المتحدة لم تعد تعتبر المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة "مخالفة للقانون الدولي"، في تحول "رمزي" في السياسة الخارجية الأميركية بهذا الخصوص، ما اعتبره رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تصحيحًا لما وصفه بـ"ظلم تاريخي".
كواليس الإعلان
وكشفت وسائل إعلام عبرية، اليوم الثلاثاء، كواليس إعلان وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو بأن الولايات المتحدة لم تعد تعتبر أن "المستوطنات الإسرائيلية مخالفلة للقانون الدولي".
ووفقًا لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، فإن الإدارة الأميركية كانت تعمل منذ شهور على الإعلان المتعلق بـ"قانونية المستوطنات"، وذلك بمبادرة السفير الأميركي لدى "إسرائيل"، ديفيد فريدمان، والسفير الإسرائيلي في واشنطن، رون ديرمر.
وذكرت الصحيفة العبرية، نقلاً عن مسؤول سياسي إسرائيلي، أن نتنياهو كان على اطلاع وتنسيق مع الإدارة الأميركية حول هذا القرار منذ عدة أشهر، مشيرًة إلى أنه تم اتخاذ القرار بالتنسيق مع مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، والمستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيحاي مندلبليت.
ولفتت إلى أنه على الرغم من "رمزية القرار الأميركي"، وعدم تأثيره "على التعاطي الدولي مع عدم شرعية المستوطنات"، إلا أنه قد يوفر الضوء الأخضر للقضاء الإسرائيلي، لتوسيع المستوطنات، وضم أراضي في الضفة الغربية المحتلة.
وبيّنت "يديعوت"، أن قرار محكمة العدل الأوروبية، قبل أيام، بإلزام الدول الأعضاء في الاتحاد بوسم منتجات المستوطنات، عجل من توقيت الإعلان الأميركي في هذا الشأن.
مساعي نتنياهو
وفي السياق، تساءل الصحافي في القناة "12" العبرية، عميت سيغل: "إذا ما كان الإعلان الأميركي قد يمهد لإعلان نتنياهو ضم غور الأردن لإسرائيل، بعد أن كان قد أعلن في قبيل الانتخابات التي أجريت في أيلول/ سبتمبر الماضي، نيته ضمّ الأغوار ولم يلق دعمًا أمريكياً حينها؟".
ولفت سيغل إلى أن الإعلان "التاريخي" عن ضم الأغوار قد يقتل أي فرصة لرئيس قائمة "كاحول لافان" بيني غانتس، بتشكيل حكومة أقلية، ما قد يعيد رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، إلى حضن كتلة اليمين التي يتزعمها نتنياهو.
داوفع ترامب
أكد عضو مجلس الشيوخ الأميركي، وأحد المرشحين البارزين في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بيرني ساندرز، على أن المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة "غير قانونية".
وكتب ساندرز في تغريدة على "تويتر": إن "المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة غير قانونية، وهذا واضح من القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة المتعددة".
وأضاف: "مرة أخرى يعزل السيد ترامب الولايات المتحدة ويقوض الدبلوماسية من خلال إرضاء قاعدته المتطرفة".
كما لا يأتي الإعلان الأميركي بعيدًا عن سياق الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2020، حيث يسعى ترامب إلى تعزيز فرصه الانتخابية، وذلك من خلال محاولة استرضاء القاعدة العريضة للمسيحيين الإنجيليين الذين صوتوا لصالحه بأعداد كبيرة في انتخابات عام 2016.