أعلن مكتب إعلام الأسرى صباح يوم الثلاثاء، عن استشهاد الأسير المريض سامي أبو دياك (37 عامًا) من بلدة سيلة الضهر بمحافظة جنين، شمال الضفة الغربية المحتلة، داخل سجون الاحتلال.
وأكدت جمعية واعد للأسرى، على أن الأسرى المرضى في خطر شديد واستمرار قتلهم بهذا الشكل على مرأى ومسمع المؤسسات الدولية دون أدنى موقف يقول بأن القادم سيكون مروعا وسنشهد ما هو أشد فظاعة بحق الأسرى.
وأشارت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إلى أن حالة من التوتر والاستنفار تسود في سجون الاحتلال، عقب الإعلان عن استشهاد الأسير "أبو دياك" في مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي، نتيجة تعرضه لسياسة القتل الطبي المتعمد والممنهج من قبل إدارة السجون.
وأكدت الهيئة، على أنه وعقب الإعلان عن استشهاد الأسير أبو دياك عم الغضب والتنديد في مختلف سجون الاحتلال، حيث كبّر الأسرى وقاموا بالطرق على الأبواب والغضب في وجه السجان، الأمر الذي قابلته إدارة السجون بإغلاق الأقسام بشكل كامل وإعلان حالة الاستنفار.
وأضافت، أنه وباستشهاد الأسير ابو دياك، يرتفع عدد شهداء الحركة الوطنية الأسيرة إلى (222) شهيدًا ارتقوا منذ العام 1967، أكثر من ثلثهم بسبب سياسة (القتل) الطبي المتعمد داخل المعتقلات.
يشار إلى أن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، كانت قد أصدرت الخميس الماضي، تقريرًا سردت خلاله تفاصيل معاناة الأسير المريض سامي أبو دياك، المُصاب بمرض السرطان، والذي يصارع الموت وحيدًا داخل معتقلات الاحتلال.
ووثقت الهيئة في تقريرها الانتهاكات الجسيمة التي مورست بحق الأسير المريض أبو دياك (37 عاماً)، من بلدة سيلة الظهر بمحافظة جنين خلال الأعوام الماضية، والذي جرى اعتقاله في 17 يوليو 2002، وصدر بحقه حكم بالسجن لثلاثة مؤبدات و(30 عامًا).
وقالت: "إن الأسير أبو دياك لم يكن يعاني من أية أمراض قبل اعتقاله، لكن خلال شهر سبتمبر عام 2015 تم نقله إلى مستشفى "سوروكا" الاسرائيلي، نتيجة إصابته بآلام حادة في الأمعاء، وتبين بالفحوصات أنه يعاني من انسداد في الأمعاء الغليظة، نتيجة وجود ورم سرطاني".
وبيّنت أنه في الشهر ذاته، تم إجراء عملية جراحية عاجلة له، لفتح الانسداد، وبعد خروجه من المستشفى وإعادته للمعتقل مباشرة، بدأت حالته تسوء وتتدهور، وتم نقله إلى مستشفى "أساف هروفيه"، وتبين إصابته بتلوث وتسمم نتيجة لانعدام النظافة في المعتقل، وأجرى عدة عمليات جراحية لكن دون جدوى، ليصاب بعدها بفشل كلوي ورئوي حاد.
وأشارت إلى أنه بعد فترة وجيزة تحسنت حالة الأسير أبو دياك تدريجياً وببطء شديد، وخضع لعملية جراحية من أجل وصل الأمعاء والاستغناء عن "كيس الإخراج"، كما خضع لجلسات علاج كيميائي في محاولة للسيطرة على الأورام السرطانية، لكنه "تعرض للإهمال الطبي المتعمد ولم تتم متابعته طبيًا من قبل طبيبي الأورام والباطني، وبدأ يعاني ثانية من انتشار الكتل السرطانية فيما كانت الاستجابة للعلاج محدودة، بالإضافة إلى الآثار الجانبية التي خلفها العلاج".
وذكرت الهيئة أنها سعت من خلال طاقم الدائرة القانونية، للإفراج المبكر والمشروط عن الأسير أبو دياك، لكن 10فبراير من العام الجاري، تعمدت إدارة معتقلات الاحتلال إجراء عملية تقييم طبية للوضع الصحي له، والذي ادعوا خلاله أن استجابته للعلاج المقدم له مقبولة ولا يعاني من أعراض جانبية صعبة كما في السابق، غير أن الفحوصات التي تمت لاحقا ومنها فحص الخزعة وفحص CTPET، أعطت تقديرات طبية مختلفة.
وختمت بالقول: "خلال الأسبوعين الماضيين تفاقمت حالة الأسير أبو دياك وبات معرضًا للموت بأي لحظة، وجرى نقله عدة مرات لمستشفى "أساف هاروفيه"، بسبب إصابته بنزيف دم، حيث وصلت نسبته إلى 4، وانخفاض منسوب السكر إلى 20، ونقصان حاد بالوزن وصل إلى قرابة 40 كغم".