08 أيلول 2015
بقلم: أوري سفير
يوحي رئيس الحكومة نتنياهو مرة تلو أخرى الى وجود اتصالات سرية مع دول الخليج الفارسي، التي تجمعنا معها في الوقت الحالي مصلحة مشتركة هي افشال الاتفاق النووي مع ايران. هذا جزء من الحملة الدعائية التي يجريها نتنياهو في الكونغرس الأميركي ضد سياسة الرئيس اوباما.
توجد اتصالات، وهي كانت موجودة دائما، لكن ليس هناك دمج في المصالح أو أي شبه في السياسة بين حكومة اسرائيل وزعماء الخليج. السعوديون بحكمتهم قرروا الموافقة على الاتفاق رغم تحفظهم عليه، والآن يقومون بالنقاش المثمر مع ادارة اوباما.
بشكل موضوعي لنا مصلحة مشتركة مع الخط السني البراغماتي في السعودية، مصر، والاردن. لا يعترف نتنياهو بذلك وحده، بل هرتسوغ ولبيد أيضا. الامر الذي يخفيه أسياد الائتلاف والمعارضة هو أنه من اجل تطبيق المصالح المشتركة فان على اسرائيل أن تتعاون مع الدول العربية في الموضوع الفلسطيني ايضا، من اجل حل الدولتين.
إن ائتلافا كهذا وبمظلة من الولايات المتحدة هو مصلحة امنية عليا لاسرائيل الآن في مواجهة تهديدات التنظيمات الاصولية التي تدعمها ايران.
لكن حسب رأي نتنياهو فان أي تحرك حقيقي في الموضوع الفلسطيني غير وارد، سواء من الناحية الايديولوجية أو من ناحية سلامة ائتلاف اليمين الذي يترأسه.
الساحة السياسية في اغلبيتها تبعد الموضوع الفلسطيني. إنها قنبلة موقوتة على ابواب الدولة – من الناحية الامنية والسياسية والاخلاقية.
هذا الامر صحيح في اعقاب اتفاق القوى العظمى مع ايران. يمكن القول إن الايرانيين سيمتنعون عن تطوير السلاح النووي، لكن تأييدهم لـ «حزب الله» و»حماس» سيزداد. وتشكيل ميزان قوى اقليمي أمر حيوي، بل ممكن ايضا. الاصولية التي تدعمها ايران هي عدو مشترك لنا وللدول العربية البراغماتية.
يمكن للمبادرة السعودية أن تكون الأساس لشراكة جديدة يحدث في اطارها تقدم باتجاه حل الدولتين والتعاون بيننا وبين معظم الدول العربية.
هذه فرصة تاريخية قد لا تتكرر، ولن يستغلها نتنياهو. أمن الدولة على رأس أولوياته طالما أن هذا لا يعني أي تحرك في حل الدولتين مع الفلسطينيين. الاستيطان على رأس اولوياته. توسيع المستوطنات خارج الكتل الاستيطانية أهم من تحسين العلاقات مع جيراننا ومع الولايات المتحدة. الائتلاف مع بينيت، اريئيل وشكيد أهم من ائتلاف المصالح الممكن مع رؤساء مصر، الاردن، السعودية والسلطة الفلسطينية.
موقف نتنياهو يناقض موقف اغلبية رؤساء الاجهزة الامنية في الحاضر والماضي، لكن عندما يتعلق الامر بالموضوع الفلسطيني فان نتنياهو فنان في تفويت الفرص.
عن «معاريف»