رغم حملات التشكيك القوية التي تحيط بالفريقين هذا الموسم والانتقادات العنيفة من الخارج، بشكل خاص داخل أروقة برشلونة، لن تحمل مواجهة أتلتيكو مدريد والبارسا اليوم على ملعب (واندا ميتروبوليتانو) في مدريد في قمة الجولة الـ15 من الليجا الكثير من الإثارة كونها بين فريقين متنافسين على اللقب فحسب، ولكن أيضا مع الضغوط التي تسبب فيها فوز ريال مدريد، السبت خارج قواعده على ديبورتيفو ألافيس بنتيجة (1-2).
مباراة ستحمل مواجهات خاصة تارة بين حامي عرين الفريق المدريدي، يان أوبلاك، أمام ثلاثي الهجوم الكتالوني الأرجنتيني ليونيل ميسي والأورجوائي لويس سواريز، وصديق الأمس الفرنسي أنطوان جريزمان.
وفي المقابل بين الحارس الأمين في البارسا، الألماني تير شتيجن، أمام ألفارو موراتا وفيكتور ماتشين "فيتولو"، أو حتى الموهبة الواعدة والحاصل على جائزة "الفتى الذهبي" البرتغالي جواو فليكس.
ورغم قائمة الفريقين المدججة بالأسماء ذات الثقل داخل المستطيل الأخضر، إلا أن الصورة المقدمة داخل الملعب منذ بداية الموسم لكليهما لا تتناسب أبدا مع كل هذه الإمكانيات، وهو ما ظهر جليا سواء في المواجهات الكبرى لهما هذا الموسم، أو حتى في عدد النقاط المُحصلَة في مثل هذه المرحلة.
فالبلاوجرانا خسر حتى الآن وبعد انقضاء نحو ثلث عمر المسابقة، 11 نقطة بالخسارة في 3 مواجهات والتعادل في اثنتين، وهو العدد الذي لم يفقده حامل لقب الليجا آخر موسمين في مواسم سابقة في هذه الفترة.
بينما على الجانب الآخر، فرَط "الروخيبلانكوس" في 17 نقطة في بدايته المهتزة للغاية هذا الموسم بالتعادل في 7 مباريات، مقابل خسارة وحيدة، كما أنه لم يفز سوى في خمس مناسبات خلال آخر 16 مباراة رسمية.
ويدخل الفريقان "موقعة" الأحد بفارق طفيف في النقاط، حيث يمتلك البارسا 28 نقطة في المركز الثاني، بينما جمع الأتلتي 25 نقطة في المرتبة الرابعة.
ولن تكون مواجهة الأتلتي هي الاختبار الوحيد لكتيبة إرنستو فالفيردي فيما تبقى من العام الجاري، إلا أن الفريق سيدخل مواجهات من العيار الثقيل، أبرزها أمام غريمه التقليدي ريال مدريد يوم 18 من الشهر المقبل على ملعب (الكامب نو)، سترسم إلى حد كبير ملامح ما هو قادم في المسابقة التي يطمع الفريق في الهيمنة عليها لموسم ثالث على التوالي.
ويزور رفاق "ليو" ميسي ملعبا لم يعرفوا طعم الفوز عليه بتعادلين بنفس النتيجة (1-1)، ولكنهم يمتلكون أفضلية معنوية بعدم السقوط على يد الفريق المدريدي في الليجا منذ تسع سنوات وتحديدا 14 فبراير/شباط 2010.
وبعيدا عن تاريخ مواجهات الفريقين، يحط برشلونة الرحال على مدريد وسط شكوك كثيرة حول الأداء، لاسيما بعيدا عن "حصنه" المنيع (الكامب نو)، حيث تجرع الفريق 3 هزائم وتعادل، بينما خرج بالنقاط الثلاث في 3 مناسبات.
ورغم كل هذا الضجيج حول صورة الفريق هذا الموسم، إلا أن برشلونة لا يزال في دائرة المنافسة بقوة حيث يبتعد فقط بفارق 3 نقاط عن الفريق الملكي، الذي فاز بصعوبة على مضيفه ديبورتيفو ألافيس (1-2) السبت، كما أنه ضمن تأهله لثمن نهائي دوري الأبطال كمتصدر لمجموعته عقب انتصاره المستحق الأربعاء الماضي على بوروسيا دورتموند الألماني (3-1).
وفي تلك المباراة، خسر فالفيردي خدمات الفرنسي عثمان ديمبلي لإصابة في عضلة الفخذ الخلفية اليمنى ستبعده عن الملاعب ولكنه في المقابل استعاد بعضا من مستوى جريزمان الذي سيعود مجددا للملعب الذي تألق عليه وأمام جماهير اعتاد أن تتغنى باسمه على مدار خمسة مواسم.
وكعادته ستكون الآمال معقودة على ميسي الذي دائما ما يمتلك علاقة خاصة مع شباك أتلتيكو حيث سجل 29 هدفا، كما أن هناك سواريز الذي هز شباك الفريق المدريدي 7 مرات من قبل.
بينما تمكن المشكلة الأكبر لفالفيردي في خط الوسط، بغياب سرجيو بوسكيتس، بداعي الإيقاف، هذا بالإضافة لابتعاد البرازيلي آرثر ميلو خلال آخر مباراتين لأسباب فنية، ولكن رغم هذا إلا أن المدرب الباسكي يمتلك خيارات أخرى بالدفع بالكرواتي إيفان راكيتيتش إلى جانب الهولندي فرينكي دي يونج والتشيلي أرتورو فيدال.
أما على جانبي الملعب، لا تبدو الخيارات المطروحة كثيرة في ظل غياب الثنائي البرتغالي نيلسون سيميدو وجرودي ألبا للإصابة، حيث سيكون سيرجي روبرتو في الجانب الأيمن، بينما سيشغل فيربو جونيور الجبهة اليسرى.
في الجهة المقابلة، لا تبدو الأمور بعيدة داخل أروقة الفريق المدريدي الذي يدخل اللقاء دون أي هامش للخطأ بعد النقاط الكثير التي فقدها بالمقارنة بعدد الجولات التي انقضت مع عمر الموسم، كما أن الفريق لم يعرف طعم الانتصار أمام جماهيره سوى في 3 مباريات من إجمالي آخر 11 جولة في المسابقة، محققا سبعة تعادلات.
أمر آخر قد يطلق مؤشر الخطورة داخل كتيبة الأرجنتيني دييجو سيميوني، وهو عدم حفاظ الفريق على نظافة شباكه خلال آخر 4 مباريات في الليجا، بينما لم تكن له اليد العليا على مستوى النتيجة في آخر 5 جولات سوى مرتين أمام إسبانيول (3-1)، ومن قبلها أمام أتلتيك بيلباو (2-0).
والآن يجد الأتلتي نفسه أمام "كابوسه الأسود" في حقبة سيميوني، على الأقل في البطولة المحلية،، باستثناء مواجهتين في دوري الأبطال، منذ جلوس المدرب الأرجنتيني على مقعد المدير الفني في ديسمبر/كانون أول 2011، بمحصلة 9 تعادلات مقابل 14 خسارة.
ومع الغيابات العديدة التي ضربت صفوف الفريق والمتمثلة في الثلاثي دييجو كوستا وثنائي قلب الدفاع خوسيه ماريا خيمينيز، وستيفان سافيتش، قد يشهد تشكيل أتلتيكو تغييرين اثنين بدخول البرتغالي جواو فليكس والأرجنتيني أنخيل كوريا.
قناة ريال مدريد: حملة لإيقاف لاعبي الملكي قبل الكلاسيكو
25 سبتمبر 2024