الكابينيت الإسرائيلي فريق اغتيالات!

حجم الخط

بقلم: محمد سلامة

 

حكومات اسرائيل تتشكل كفرق اغتيالات تتوافق على برنامج معلن وآخر يبقى طي الكتمان، فادارة شؤون الدولة تبقى بيد السياسين، وممارسة غريزة الثأر تبقى بيد الكابينت (أي المجلس المصغر) وهو في حقيقة الأمر فريق اغتيال ينفذ البرنامج غير المعلن.


غريزة الثأر هي جزء من العقيدة التوراتية، وتمارسها القيادات السياسية الحاكمة في تل أبيب باعتبارها من صلب العقيدة السياسية وبدونها لا يحق للرئيس أن يبقى في الحكم، فهو من الاغيار (أي الذين يحل قتلهم ) حال عدم تنفيذها، وترتبط بالمزامير المائة والخمسين الواردة في التوراة، ولهذا لا يمكن أن يلتزم اي رئيس وزراء وأركان الكابينت بوقفها وعدم التعاطي معها فور بلوغ الهدف، وتمارس كالاغتيالات السياسية لكل الذين يجاهرون بعداء الدولة، كما تمارس ضد كل من يقتل يهوديا في أي مكان بالعالم.


الحركات السياسية الصهيونية والأحزاب اليمينية لا يمكن أن تتشكل بدون الإقرار الداخلي بغريزة الثأر ( الاغتيالات) واعتبارها جزءا من عقيدة الحزب أو الحركة، ولهذا عندما كانوا في أوروبا قبل احتلالهم فلسطين، كانت الاغتيالات السياسية وغيرها تعم عواصم الدول الأوروبية، والباحثون أشاروا في مواقع عدة أن الحركات السياسية الصهيونية تتبنى غريزة الثأر ضد أعدائها حتى وإن لم ينفذوا جرائم قتل ضد اليهود، وعندما انتقلت هذه الحركات الصهيونية إلى منطقتنا انتشرت عمليات الاغتيال في عواصم العرب، فكلنا يشاهد عمليات الاغتيال في غزة ودمشق بصورة شبه يومية ،و قبلهما في تونس وبغداد والقاهرة والقائمة تطول.


عنصر الخوف جزء هام من العقيدة الدينية، وسياسات حكام اسرائيل ترى فيه قوة بقائها وتعتبر أن قبول الآخر (الاعتراف بهم) ليس كافيا، بل يريدون منه أن يعيش في خوف دائم، وإن يجاهر بقبول وتبرير أفعالهم بالاغتيالات واي أعمال أخرى وغير ذلك لا يتركونه، فقبل أيام قالها أحد الجنرالات: لقد نجحنا في تطويع كثير من الدول، لكننا عاجزون عن مواجهة حزب الله أو حماس وزرع الخوف في بواطن عقولهما لكي يهابوننا رغم أننا ننفذ عقيدتنا في الثأر (الاغتيالات السياسية) بصورة تشمل قادتهما وعناصر وازنة في تركيبة نظامهما، داعيا إلى إيجاد الحلول الأكثر دموية لتطويعهما سياسيا وامنيا.


غريزة الثأر (الاغتيالات السياسية) لدى الحركات الصهيونية والأحزاب السياسية تمثل عنوان الإرهاب المنظم الذي يمارس بالطائرات الحربية أو بعمليات الموساد أو باي وسيلة أخرى يتوافق عليها فريق الاغتيال ( حكومات اسرائيل) ،فهي تشكل ليس لإدارة شؤون الدولة فحسب بل لهكذا اعمال مخالفة لكل الشرائع السماوية ولكل القوانين الاممية، وترى انها تبقى وتتمدد طالما أنها ملتزمة بالعقيدة الصهيونية.

عن "الدستور" الأردنية