بحثت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية يوم الثلاثاء، آخر المستجدات السياسية وقضايا الوضع الداخلي، خاصة إقامة المشفى الميداني الأمريكي في المنطقة الشمالية لقطاع غزّة.
وحذّرت اللجنة في بيان وصل وكالة "خبر" بختام اجتماعها، من "الأطراف الخبيثة الهادفة لتكريس الانقسام الفلسطيني وصولاً إلى انفصال من أجل شطب الحقوق والثوابت لفلسطينية التي جسدتها منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا والمتمثلة بحق عودة اللاجئين حسب القرار 194 وحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة ، على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وأدانت "المشروع الأمريكي- الاحتلالي" المسمى بـ"صفقة القرن" الـمريكية التي تحاول الإدارة الأمريكية تمريرها بهدف تثبيت وقائع على الأرض وتصفية القضية الفلسطينية، مطالبةً حركة حماس برفض إقامة هذا المشروع الذي أكّدت كل الفصائل بالإجماع رفضها له على عكس ادعاء الناطق بلسان حماس بأنّ إنشاء المشفى جاء بموافقة الفصائل في إطار تفاهمات التهدئة والتحذير من مغبة التعاطي معه، مع أهمية بلورة موقف إقليمي عربي يرفض هذا التحرك الذي يعتبر تآمر علني على القضية الفلسطينية وثوابت الشعب الفلسطيني المستندة إلى عدالة القضية الفلسطينية والتضحيات الجسام الذي قدمها شعبنا والتمسك بحقوقه وثوابته، وفق البيان.
وأكدت اللجنة التنفيذية رفضها ومقاومتها لتوجهات الاحتلال التي تتحدث عن جزيرة على شواطئ قطاع غزّة، ثم بناء ميناء ومطار وإقامة مشاريع اقتصادية وغير ذلك بإشراف حكومة الاحتلال في محاولة لذر الرماد في العيون واستمرار المخططات الهادفة لتكريس الاحتلال وفصل الضفة عن قطاع غزة والانقسام، بعيداً عما يتطلب سرعة التدخل الفوري من أجل رفع الحصار الظالم والجائر والجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد شعبنا في القطاع الصامد.
وبيّنت أنّها توقفت أمام تصعيد جرائم الاحتلال ضد شعبنا وخاصة الإعلانات الأخيرة ببناء وتوسيع الاستعمار الاستيطاني غير الشرعي وغير القانوني في ظل التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي الذي تحدث عن شرعنه الاستيطان الاستعماري غير الشرعي وغير القانوني ومحاولة الاحتلال الاستفادة من مواقف الإدارة الأمريكية المعادية في قراراتها ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية الاستعمارية داخل مدينة القدس عاصمة دولتنا المستقلة وفي قلب مدينة الخليل وأراضي الأغوار وأيضاً مشروع البناء الاستعماري في مطار قلنديا قرب رام الله، الأمر الذي يتطلب بسرعة تدخل فاعل من المنظمات الدولية والقانونية وعواصم المجتمع الدولي بأهمية تضافر كل الجهود للتدخل لوقف هذا التصعيد الخطير وتوفير الحماية الدولية لشعبنا أمام هذه الجرائم المتصاعدة ولمسائلة دولة الاحتلال، وتفعيل القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة وخاصة مجلس الامن الدولي بما فيها قرارها الأخير رقم (2334) الصادر عن مجلس الأمن الدولي والذي يؤكد على أن كل الاستيطان غير شرعي وغير قانوني بما فيه في القدس بالتزامن مع أهمية الضغط لقيام المحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق لمسؤولي الاحتلال المدنيين والعسكريين على تصاعد جرائمهم ضد شعبنا وخاصة في ظل تأكيد إعلان روما المؤسس للمحكمة بأن الاستيطان غير شرعي وغير قانوني.
وشدّدت على أهمية المضي قدماً بإنجاح التحضيرات الجارية لإجراء الانتخابات الفلسطينية تجسيداً للديمقراطية الفلسطينية وتعزيزاً للنظام السياسي الفلسطيني باعتبارها مدخلاً لإنهاء الانقسام بعد عدم تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين الفصائل وتعطيل هذا المسار المهم الذي يتطلب سرعة إنجاح ذلك.
كما بحثت اللجنة التنفيذية أهمية تجديد التفويض لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينية بعد الإجماع الدولي على ذلك في الجمعية العامة للأمم المتحدة بمائة وسبعين صوت وعزل صوتي الإدارة الأمريكية والاحتلال الذين صوتاً سلباً، الأمر الذي يشكل إسناد ودعم دولي بالإجماع في تجديد التفويض وتأكيداً على أهمية حق عودة اللاجئين الفلسطينيين المسنود بالقرارات الأممية.
ووجّهت التحية للأسرى المعتقلين الأبطال النازحين خلف قضبان زنازين الاحتلال والأسرى المضربين عن الطعام داخل الزنازين رفضاً لسياسات التعذيب والعزل والاعتقال الإداري وخاصة في ظل الأوضاع الصعبة للأسرى الأبطال الذين يعانون نتيجة الإهمال الطبي المتعمد والحالات المرضية والمزمنة الصعبة، مُحذّرةً من سقوط مزيد من شهداء الحركة الأسيرة كما جرى مع الأسير البطل سامي أبو دياك الذي رفض الاحتلال إطلاق سراحه على الرغم من وضعه الخطير في أيامه الأخيرة ليضيف جريمة جديدة في مسلسل العدوان والجرائم ليرتفع عدد الأسرى الشهداء في الزنازين لمائتين واثنين وعشرين أسيراً شهيداً، وحجز جثامين أبناء شعبنا وعدد من الأسرى الأبطال، الأمر الذي يتطلب تجريم الاحتلال وفرض العقوبات عليه مع هذه الجرائم المتواصلة ضد شعبنا وأسراه الأبطال.
وبيّنت أنّ اجتماعها بدأ بقراءة سورة الفاتحة على روح القائد الوطني الكبير أحمد عبد الرحمن الذي تقدم الصفوف ملتحقاً بالثورة الفلسطينية المعاصرة منذ انطلاقتها وفي إطار منظمة التحرير والناطق الرسمي باسمها الذي انتقل إلى رحمته تعالى مساء أمس 02/12/2019، داعيةً للمشاركة في مسيرة تشيعه يوم الأربعاء 04/12/2019، والمشاركة في بيت العزاء في المقاطعة يوم الأربعاء من الساعة الخامسة حتى الثامنة مساءً.
وختمت بيانها بالقول: "بمناسبة حلول يوم المعاق العالمي الذي يصادف الثالث من ديسمبر في كل عام بالنسبة إلى الأشخاص الفلسطينيين ذوي الإعاقة، نُؤكّد على أهمية الوقوف إلى جانبهم وتطوير وتطبيق التشريعات المتعلقة بحقوقهم وتوفير كل إمكانيات الدعم والإسناد لهم في الوطن وأينما تواجدوا في مناطق الشتات والمخيمات الفلسطينية".