جميعنا من وقت لآخر نكون مفرطي الحركة ومتهورين و/أو قليلي الانتباه، وهي خصال طبيعية لدى أيّ شخص يشعر بحماسة مفرطة في أمر معيّن. ولكن، كيف تعرفي ما إذا كان طفلك يعاني "اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط" أو "اضطراب نقص الانتباه"؟
فهل يعاني الطفل المتحمّس لنزهة معيّنة بعد المدرسة، تشتّتاً خلال الدروس في الصف لعدة أسابيع ويصبح طفلاً حالماً. هل يعاني هذا الطفل "اضطراب نقص الانتباه"؟ وهل يعاني الطفل الذي يفكّر باللعب هو وصديقه في الفسحة، وتحمّس بشكل زائد وأحدثا فوضى خلال لعبه، اضطراب نقص الانتباه والإفراط في الحركة؟
"اضطراب نقص الانتباه والإفراط في الحركة" هو متلازمة تتدخل في قدرة الفرد على التركيز، وتنظيم مستوى الحركة، والسيطرة على السلوك لدى الفتيات والفتيان ولكن ثلاث مرات أكثر لدى الفتيان، وهو من الاضطرابات الأكثر شيوعاً بين صغار السنّ. أما "اضطراب نقص الانتباه"، فهو اضطراب مشابه إلا أنه لا يشمل الإفراط في الحركة. غالباً ما يصبح نوعا الاضطراب المذكوران جليّين في سنّ الطفولة، ويستمرّان في كثير من الأحيان حتى سنّ المراهقة، إلا أنّهما نادرا الحصول في مرحلة الرشد.
الأسباب المحددة لهذين الاضطرابين غير معروفة، إلا أنّ بعض الأدلة العلمية تدّعي أنها مشاكل عصبية طبية، وتسبب اختلالاً في توازن بعض الناقلات العصبية (وتحديداً الدوبامين والسيروتونين) اللذين يساعدا الدماغ على تنظيم التركيز والسلوك.
ومن الأسباب المتداولة لهذين الاضطرابين:
- حالات الحمل الصعبة ومشاكل الولادة
- التدخين أثناء الحمل
- التعرض لسموم المحيط، كالديوكسين خلال الحمل
- استهلاك الدماغ للغلوكوز
- الجينات الوراثية
ومن الضروري أن نذكر أنّ جميع الأطفال يتعرضون لبعض عوارض عدم الانتباه والإفراط في الحركة والاندفاع من وقت لآخر. لذا، متى يجب أن تسبب لك هذه العوارض القلق؟ إليك إجابة الخبراء:
هل تلاحظين العوارض المذكورة أعلاه على طفلك في الأشهر الستة الأخيرة وبشكل مستمر؟
غالباً ما يكون الأهل والأساتذة مذنبين في الحكم على مستويات الطاقة لدى الأطفال ومقارنتها بمستويات طاقتهم هم، خاصة عندما يكونون تعبين من العمل. الأفضل هو أن يحكموا على نشاط الأطفال كل يوم بيومه وأن يكونوا أكثر موضوعية.
هل ظهرت هذه العوارض قبل سنّ السابعة؟
إذا كان جوابك "لا"، وأن طفلك كان يتمتع بتركيز وسلوك طبيعيين في أول طفولته، يرجّح الخبراء أنّ الإفراط في الحركة والاندفاع وعدم الانتباه هي سلوكيات تعلّمها. أصدقاؤه، هل هم أشقياء وكثيرو الحركة أثناء اللعب معه؟ هل يتضمن نظامه الغذائي الكثير من السكر والكافيين؟
هل يسيطر عليه هذا السلوك في أكثر من مكان؟
إذ يمكن لكثير من العوامل والأشخاص وفي أمكنة مختلفة أن تطلق هذه العوارض لدى الطفل. إن عرفت المسببات لهذه السلوكيات، يمكنك أن تحلّي الأمر دون الحاجة إلى اختصاصيّ أو حتى أدوية.
وإذا كنت تشكّين بأنّ طفلك يعاني هذه الاضطرابات، اطلبي نصيحة مختصّ لتحصلي على التشخيص الصحيح بأسرع وقت ممكن. وكلما أسرعت، كان أفضل لطفلك.