قال مدير الأرصاد الجوية الفلسطينية يوسف أبو أسعد، إن فلسطين والمنطقة تتعرض لمنخفض جوي حراري متمركز في العراق، وإن هذا المنخفض وما رافقه من غبار نادر الحدوث، إلى درجة أن دوائر الأرصاد في المنطقة لم تتنبأ بحدوثه.
وأضاف أبو أسعد أن التقديرات تشير إلى أن 80% من الغبار سيبدأ اليوم بالانحسار إلى أن يختفي يوم غد الأربعاء، مع بقاء درجات الحرارة فوق معدلها السنوي بـ5 درجات مئوية حتى يوم الجمعة، ومن ثم تبدأ بالهبوط تدريجيا.
وبين أن الغريب في هذا المنخفض تحول الكتل الهوائية من الشرق إلى الغرب على عكس العادة، لافتا إلى أن فلسطين عرضة للرياح الخماسينية، التي تهب من الجنوب والجنوب الشرقي، وتكون حارة وجافة ومغبرة، وغالبا ما تتساقط بعدها امطار تنقي الجو، وتمتد فترة الاجواء الخماسينية خمسين يوما، تبدأ من منتصف نيسان حتى الاسبوع الاول من حزيران، ويكون لها تأثيرات ايضا في بداية الخريف.
وأثر هذا المنخفض الحراري على مجمل جوانب الحياة في الشارع الفلسطيني، خاصة مرضى الامراض الصدرية والقلب والحساسية، وخلق حالة من الارباك لدى الطواقم العاملة في مجمع فلسطين الطبي في رام الله، لتضاعف الحالات المرضية التي وصلت قسم الطوارئ.
وأكد مدير المجمع أحمد البيتاوي تضاعف عدد الحالات المرضية بشكل غير مسبوق، وأشار إلى أن الأسرة في قسم الطوارئ امتلأت بالكامل، وبعض الحالات، يتم علاجها وهي جالسة على كراسي متحركة، لعدم وجود أسرّة شاغرة في القسم.
ولفت إلى أن الطواقم الطبية تسعى جاهدة لتقديم العلاج لكل الحالات، التي من المفترض أن يتم حصر اعدادها اليوم.
وفي شوارع مدينتي رام الله والبيرة، استخدم بعض المواطنين كمامات طبية لتلافي مضار العاصفة الغبارية التي بدأ تأثيرها على فلسطين منذ مساء أمس.
المواطن إسلام يعقوب من كفل حارس، كان مريضا بالسرطان، قال إن استخدامه للكمامة يأتي من باب الوقاية، مشيرا إلى أن الغبار الذي رافق هذا المنخفض يختلف تماما عن اي عاصفة سبقت.
من جهته، بين مستشار رئيس سلطة جودة البيئة نضال كاتبة، أن العواصف الغبارية ظاهرة طبيعية، لكنها تفاقمت في الآونة الأخيرة في المنطقة العربية نتيجة التغيرات المناخية، وأصبحت فرصة حدوثها أكبر من أي وقت مضى.
وأشار إلى أن ما تعانيه المنطقة من جفاف متواصل ومتكرر وتدهور في الغطاء النباتي يؤدي الى سهولة انتقال التربة السطحية مع الهواء من خلال الرياح، ما يؤدي إلى حدوث هذه العواصف الرميلة.