يُصادف اليوم الأحد، الثامن من كانون الأول/ ديسمبر، الذكرى الـ32 لاندلاع الانتفاضة الأولى "انتفاضة الحجارة"ـ والتي امتدت من عام 1987 إلى عام 1994.
وانطلقت من مخيم جباليا شمال قطاع غزّة، عقب استشهاد أربعة عمال على حاجز بيت حانون "إيرز" الاحتلالي مساء الثلاثاء 8 ديسمبر 1987، بعد أنّ أقدم المستوطن المتطرف "هرتسل بوكبزا" بدهسهم بشاحنته، وهم: الشهيد طالب أبو زيد (46 عاماً) من المغازي، والشهيد عصام حمودة (29 عاماً) من جباليا البلد، والشهيد شعبان نبهان (26 عاماً) من جباليا البلد، والشهيد علي إسماعيل (25 عاماً) من مخيم المغازي.
في صباح اليوم التالي، عم الغضب مخيم جباليا، وانطلقت المظاهرات العفوية الغاضبة، والتي تحولت إلى مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، أدت إلى استشهاد الشاب حاتم السيسي، ليكون أول شهيد في الانتفاضة المباركة.
وتدحرجت من مخيم جباليا إلى مخيم بلاطة ونابلس، حيث سارت الانتفاضة إلى مجدها وعلوها، فاستشهد في 10 ديسمبر 1987، الفتى إبراهيم العكليك (17 عاماً)، ولحقه في 11-12-1987 الشابة سهيلة الكعبي (19 عاماً)، والفتى علي مساعد (12 عاماً) من مخيم بلاطة، ثم اشتعلت الانتفاضة بمئات الشهداء، وعشرات آلاف الجرحى والأسرى.
ودارت الانتفاضة سبع سنوات في كل بيت، وعائلة، وقلم، ومنبر، وجدار، وشارع، وحارة، وحي، ومدينة، ومخيم، وقرية في الضفة، وغزة، والقدس المحتلة، وأراضي عام 1948، كما تقول الأغنية الثورية: "في كل قرية وبيت وحارة، انتفاضتنا تظل دوارة".
وتُشير معطيات مؤسسة رعاية أسر الشهداء والأسرى إلى: استشهاد 1550 فلسطينياً خلال الانتفاضة، واعتقال 100-200 ألف فلسطيني خلال الانتفاضة، كما تُشير معطيات مؤسسة الجريح الفلسطيني إلى أنّ عدد جرحى الانتفاضة يزيد عن 70 ألف جريح، يعاني نحو 40% منهم من إعاقات دائمة، و65% يعانون من شلل دماغي أو نصفي أو علوي أو شلل في أحد الأطراف، بما في ذلك بتر أو قطع لأطراف هامة.
كما كشفت إحصائية أعدتها مؤسسة التضامن الدولي، أنّ 40 فلسطينياً اُستشهدوا خلال الانتفاضة داخل السجون ومراكز الاعتقال الإسرائيلية، بعد أن استخدم المحققون معهم أساليب التنكيل والتعذيب لانتزاع الاعترافات.
وكان مركز المعلومات الاسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بيتسيلم) قد أصدر في الذكرى العاشرة للانتفاضة إحصائية بهذا الخصوص على النحو التالي: قتل 256 مستوطناً إسرائيلياً، و127 عسكرياً من قوات الاحتلال، وتم ترحيل 481 فلسطينياً من الأراضي المحتلة، وتعذيب عشرات الألوف من الفلسطينيين خلال استجوابهم، وإصدار 18000 أمر اعتقال إداري ضد فلسطينيين، وهدم 447 منزلا فلسطينيا (على الأقل) هدما كاملا كعقوبة، وإغلاق 294 منزلا (على الأقل) إغلاقاً تاماً كعقاب، كما جرى هدم 81 منزلاً فلسطينياً (على الأقل) هدماً كاملاً خلال قيام جنود الاحتلال الإسرائيلي بعمليات البحث عن المطلوبين، وهدم 1800 منزل فلسطيني (على الأقل)، بحجة قيام أصحابها بالبناء من دون ترخيص.