جولة هنية ... بين المأمول والتجربة !!!!

حجم الخط

بقلم وفيق زنداح

 

جولة الاستاذ اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس للقاهرة ولقاءه بقيادة حركة الجهاد الاسلامي برئاسة الامين العام زياد النخالة كما اللقاء بقيادة جهاز المخابرات العامة المصرية لها اهميتها وضروراتها ...

كما لها دلالاتها ومعانيها العديدة التي تتلخص بضرورة المحافظة على دعم وتطوير العلاقات بما يخدم الشعبين ... كما العمل على البحث بكافة الملفات وعدم اعطاء المحتل الاسرائيلي ذريعة للعدوان ... وكيفية ترتيب الاوضاع الداخلية الفلسطينية بعد سنوات عجاف وازمات طاحنة ومخاطر حقيقية تهدد المشروع الوطني الفلسطيني .

اللقاء كان بالتأكيد دعم مصري شقيق للعملية الانتخابية المنوي عقدها في قادم الايام بما يعزز من الحياة الديمقراطية باعتبار نتائج تلك الانتخابات المحتملة مدخلا لإنهاء الانقسام وطي صفحته للابد .

لقاء هنية والنخالة والبحث في علاقة الحركتين وتطويرها بما يخدم القضية الفلسطينية وبما لا يتعارض مع التوجهات بعقد الانتخابات التشريعية ومن ثم الرئاسية كمدخل لانهاء الانقسام .

مصر الشقيقة ودورها الذي لا يتوقف ... بل يزداد باهتماماته الاستراتيجية لاجل فلسطين وشعبها والعمل على ايجاد الحلول لكافة الملفات المستعصية بما يخدم القضية الوطنية الفلسطينية ... وبما يوفر دعائم الامن القومي المصري والفلسطيني وحتى تتم مواجهة كافة التدخلات الخارجية التي لا تنوي خيرا لنا .....كما مواجهة قوى الشر والارهاب التي لا تقف عند حدود بل تعمل على زعزعة الاستقرار والامن لأجل مصالح خارجية معروفة العناوين .

الاستاذ اسماعيل هنية والذي غادر القاهرة بجولة خارجية والتي كانت مطلبا منذ مدة زمنية فيها الكثير مما يمكن قوله حول ان مصر الشقيقة لا تقف حائلا او مانعا امام أي تحرك لقيادي فلسطيني على اسس واضحة ... ورؤية ثابتة ... واهداف تخدم فلسطين وشعبها من خلال المحافظة على العمق العربي والامن القومي .

مصر الشقيقة والتي اعطت اذنا بجولة هنية للخارج والتي تتحدث الانباء على انها ستمتد لأشهر وتشمل العديد من الدول منها تركيا ... قطر .. ماليزيا ... روسيا ... لبنان وايران .

واذا ما صحت هذه الانباء حول طبيعة الدول المنوي زيارتها في هذه الجولة وحساسية البعض منها في اطار تجربة ماضية وقائمة لن تجعلنا نستبق الاحداث بما يمكن ان ينتج عن هذه الجولة ... ولكنني ارى من خلال المتابعة والتحليل وتمنياتي بنجاح هذه الجولة بنتائجها الوطنية التي تخدم شعبنا وقضيتنا وتوجهاتنا لإجراء الانتخابات كمدخل لإنهاء الانقسام يستوجب الحديث حول النقاط التالية :-

اولا :- رئيس حماس بالتأكيد لا يجد ادنى صعوبة في اجراء اجتماعات قيادية عليا للحركة من قبل قيادات الداخل والخارج عبر كافة الوسائل التكنولوجية مع الحق الكامل في ان تجرى تلك الاجتماعات بصورة مباشرة للبحث والتشاور واتخاذ ما يلزم بما يخدم الحركة والوطن وقضيته وحتى يقف الجميع على ما وصلنا اليه من ازمات طاحنة وكوارث قائمة وتهديدات حقيقية للمشروع الوطني برمته .

ثانيا :- ان تأتي جولة هنية للخارج بتوقيت الموافقة على اجراء الانتخابات التشريعية ومن ثم الرئاسية نأمل ان تكون دعما للموافقة ... وليس عائقا لها .

ثالثا :- الجولة الخارجية والتي تأتي ما بعد انفتاح سياسي وتغيير ملحوظ في مواقف الحركة السياسية وتوجهاتها سيكون بالتأكيد فتحا جديدا لأبواب مغلقة .... وربما اغلاق للبعض منها .

رابعا :- جولة قائد حماس تأتي على ارضية الواقع بكل ما فيها من ازمات يعيشها سكان القطاع نتيجة الانقسام الاسود وما يحتاجه شعب القطاع الى وابناء الشعب الفلسطيني من ضرورة المصالحة الوطنية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية ما بعد اجراء الانتخابات الديمقراطية التي ستكون مدخلا لكل ذلك .

خامسا :- الزيارة او الجولة الخارجية لرئيس المكتب السياسي تأتي من خلال اجواء تهديدية لهجمة اسرائيلية امريكية تستهدف كافة مكونات النظام السياسي والحقوق والهوية الوطنية وما يجري من سلب للأرض ونهب لها وتهويد للمقدسات وعدوان لا يتوقف سيكون ارضية ملائمة لإيصال الصوت الوطني بكل موضوعية واتزان وبعيدا عن مواقف بعض العواصم التي ستجرى اللقاءات بها .

سادسا : ضرورة اجراء تقييم ومراجعة موضوعية ذاتية للحركة حول ما قامت به ... وما يجب عليها القيام به ... وما يجب تعديله وتصويبه بما يخدم الحركة والعمل الوطني الفلسطيني المشترك .

مع تمنياتي بزيارة ناجحة للأستاذ اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس .... الا انني كنت اأمل كمواطن وكاتب اعلامي ان تكون الجولة ما بعد اتمام العملية الانتخابية والخروج من هذا النفق المظلم الذي نحن عليه نتيجة الانقسام الاسود .... حتى تكون الزيارة زيارة المنتصر على أزمة الانقسام ونتائجها ... وليس محاولة لجولة يمكن ان تكرر الكثير مما قيل .... وسوف يقال .