"لها أوجه أخرى"

آيزنكوت: المشكلة مع حماس في غزة ليست أمنية فقط

ايزنكوت
حجم الخط

ترجمة - وكالة خبر

قال رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق غادي آيزنكوت، اليوم الثلاثاء، إن مشكلة "إسرائيل" مع حركة حماس في قطاع غزة ليست أمنية فقط، مشيرًا إلى أنها بحاجة إلى حلول "إبداعية".

وجاء في مداخلة لآيزنكوت أمام معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة "تل أبيب"، إن "حماس اليوم تعمل انطلاقًا من أزمة داخلية.. تنجح في إزعاجنا، لكنها تتلقى الضربات"، مضيفًا: "مشكلتنا مع حماس ليست أمنية فقط، بل لها أوجه اجتماعية وسياسية، وهو تحدّ يواجهنا، ونحن بحاجة إلى حلول إبداعية، وآمل أن يعثروا عليها قريبًا".

وتابع: "حماس بنت لنفسها طريقة عمل تمكنها من إطلاق القذائف الصاروخية، واستهداف الجبهة الداخلية الإسرائيلية"، مستطردًا: "صحيح أنني لا أتقبل ما يحدث لمستوطني غلاف غزة، لكن يجب علينا أن نتذكر أن إسرائيل عاشت ظروفًا أصعب من هذه، فقد قتل في أربع سنوات فقط ما يزيد على 1200 إسرائيلي من خلال العمليات في الحافلات، واستطعنا مواجهة هذه العمليات". وفق تعبيره.

وفي سياق آخر، زعم آيزنكوت أن "إسرائيل تمتلك تفوقًا استخبارياً واستراتيجياً على سوريا وإيران، ما يضع أمامهما صعوبات للعمل ضدها، وأن المظاهرات التي يشهدها لبنان فرصة نادرة لفصل هذا البلد عن الإيرانيين وحزب الله".

وقال: "إن الدخول في حلف مع الولايات المتحدة ليس صحيًا ولا مطلوبًا، الحديث عن هذا التحالف يتزامن مع المكانة التي تجد فيها إسرائيل نفسها في ذروة التفوق الأمني والعسكري، والجيش الإسرائيلي لديه قوة استراتيجية واضحة على أعدائه، وليس من الصحة بمكان التقدم باتجاه هذا التحالف".

وأردف أن "الفرضية السائدة في المنظومة العسكرية الإسرائيلية طوال السنوات الماضية أن إسرائيل تدافع عن نفسها بنفسها"، متابعًا: "اليوم تعتبر إسرائيل دولة غير قابلة للهزيمة، تحولت إلى دولة قوية جدًا، وما نراه من قدرات إيرانية في سوريا أقل بكثير من القدرات التي تستطيع إيران تفعيلها من أراضيها، مع أن مهاجمتها لمنشآت النفط السعودية يجب أن تشكل مصدر قلق لإسرائيل".

وعلى الصعيد اللبناني، طالب آيزنكوت "بتقديم خطوات وتسهيلات اقتصادية للشعب اللبناني؛ بهدف تقليل تأثير فيلق القدس الإيراني وحزب الله في الدولة"، مضيفًا: "هنا يمكن لإسرائيل المساهمة في هذه الخطوات الاقتصادية المقدمة للبنانيين، من خلال اتفاق الغاز واتفاقات أخرى، ما سيساعد في استغلال هذه اللحظة التاريخية النادرة، وإخراجه من النفوذ الإيراني".

وتابع: "إيران منذ عقد من الآن ما زالت تشكل أولوية لدى الجيش الإسرائيلي، واليوم مركز الثقل الإيراني انتقل من سوريا إلى غرب العراق، وأنتج لإسرائيل مشكلة من نوع جديد، الإيرانيون مصممون جدا، اليوم هم موجودون بالقرب منا، لكنهم ما زالوا بعيدين عن الهدف الذي حددوه لأنفسهم بالنسبة لإسرائيل".  

ووفق آيزنكوت، فإن "إيران من الأوائل الذين أدركوا أن هزيمة داعش سوف تتحقق، ولذلك أرادت تحقيق تواجد وتأثير واضحين في سوريا، من خلال نشر مئة ألف مقاتل، ومعسكرات جوية، وقواعد عسكرية واستخبارية، في هضبة الجولان"، مستطردًا: "لذلك أوصينا الحكومة بأن تبقي التهديد الإيراني في الأولوية الأولى للمواجهة والتصدي، وحققنا إنجازات نوعية". 

وذكر أنه "بالنسبة للبنان، فقد أسفرت حرب لبنان الثانية 2006 عن هدوء أمني لسنوات طويلة، بفضل تفعيل القوة العسكرية. حزب الله من جهته اتخذ قرار المواجهة مع إسرائيل على طريقة حرب العصابات، من خلال بناء قوة عسكرية تعتمد تحقيق إنجازات قتالية".

وأشار إلى أن "الحزب يمتلك قدرات هجومية ضد إسرائيل من نوعين، الأول من خلال إقامة منظومة تحت أرضية لم يشهدها الجمهور الإسرائيلي من قبل، تتمثل في هجوم آلاف من مقاتليه باتجاه الأراضي الإسرائيلية، والنموذج الثاني هو السلاح الدقيق، فهو يمتلك اليوم أكثر من 130 ألف قذيفة صاروخية تتسبب بأضرار كبيرة للجبهة الداخلية الإسرائيلية".