هاجم رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، متهمًا إياه بأنه قد يكون عميلًا للأثرياء الأجانب، أمثال جيمس باكر وسبنسر بارتريدج ونتان مالكوفسكي"، وهم أثرياء قدّموا لنتنياهو رشاوى، بحسب لائحة الاتهام ضده.
واتهم ليبرمان، نتنياهو بالوقوف وراء ما أسماه "قفزة التشهير والتزوير الأخيرة، التي أتعرض لها شخصيًا، وعائلتي والدائرة المحيطة بي".
وجاء في منشور كتبه ليبرمان على صفحته في "فيسبوك"، اليوم الأربعاء، أنه "رغم أنني منذ بداية الحملة الانتخابية، أوضحت أن حزبي لن يدعم سوى حكومة وحدة وطنية، وعلى الرغم من أنني كنت تصرفت بعقلانية ومسؤولية، إلا أن مقربي نتنياهو يعودون مرارا وتكرارًا، لتفسير سبب عدم دعمي للحكومة التي يريد نتنياهو ترؤسها، وهي حكومة من الحريديم والمسيانيين".
وأشار إلى تصريحات نُسبت لأحد مقربي نتنياهو، الذي قال إن عدم انضمام ليبرمان لحكومة نتنياهو، مرده إلى تعرضه لابتزاز من قبل الشرطة الإسرائيلية والنائب العام الإسرائيلي، في تلميح لتورط ليبرمان بقضايا فساد.
وأضاف: "ليعلم مقربو نتنياهو، أنني خضعت لعدد ليس بالبسيط من التحقيقات ولم اخشاها يوما، ولم أتستر مطلقًا وراء الحصانة البرلمانية، وقمت بتمويل جميع مصاريف محاكمتي على نفقتي الخاصة، ولم ألجأ (كما فعل نتنياهو-المحرر) لـ 'تبرعات' الأصدقاء".
وتابع: "لو كنت خائفا من تحقيق أو أستجدي رضا أحد، لما قلت طوال الوقت بطريقة واضحة لا لبس فيها، أنه يحق لنتنياهو أن يتولى رئاسة الحكومة، إلى حين صدور حكم نهائي في قضايا الفساد ضده، حتى ولو قدمت ضده لائحة اتهام، لأن القانون الإسرائيلي الذي سن في العام 2001 ينص على ذلك، علما أنني أعرض نص هذا القانون وصوتُ ضده حينها. لكنني أعتقد أنه يجب احترام القوانين، حتى عندما لا تعجبنا، أو في حالتي، حتى لو صوتنا ضدها".
وأوضح "لو أردت مهاجمة نتنياهو أو إيذاءه في أكثر المناطق حساسية، لذكّرته بما قاله حينما اتُهم سلفه أولمرت في العام 2008 بقضايا فساد، حيث دعاه نتنياهو الذي كان رئيس المعارضة حينها إلى الاستقالة"، مضيفاً أن "رئيس حكومة غارق في ملفات فساد حتى رقبته، ليس لديه تفويض جماهيري ولا أخلاقي لاتخاذ قرارات مصيرية لإسرائيل، لأنه حينها سيتخذ القرارات بناء على مصلحته الشخصية، وليس بناء على المصلحة الوطنية".
كما وأعرب ليبرمان عن استعداده للانضمام إلى مشروع قانون كانت ستقدمه كتلة" أزرق أبيض" البرلمانية المُعارضة، لمنع أي مُشرّع قدمت ضده لائحة اتهام من تشكيل الحكومة، لقطع الطريق على نتنياهو لتولي رئاسة الحكومة، كما أعرب عن دعمه لإقامة لجنة برلمانية في الكنيست حتى في فترة حكومة انتقالية، لتُزيل عن نتنياهو الحصانة البرلمانية، لتتم مُحاكمته.
وخاطب ليبرمان نتنياهو في كلمات شديدة اللهجة فقال، "سيدي رئيس الحكومة، يبدو أنك في عمر تخونك فيه ذاكرتك، فنسيتَ أنني أيدتُ مقترح الرئيس الإسرائيلي للتسوية، الذي منحك أنت وليس رئيس "أزرق أبيض" بيني غانتس، الحق في أن تكون رئيس الحكومة الأول، في حكومة تتناوبان على رئاستها. لو أتصرف بالطريقة التي أنت تتصرف بها، لكنتُ قد انضممتُ إلى حكومة أقلية مع 'أزرق أبيض' دون تردد. الفرق بيننا، أنني لي قيمي، وأنت لك مصالح فقط. القيمة الأعلى بالنسبة لي هي الصداقة، وهي شيء غريب تمامًا عنك".
واستطرد قائلاً: "مكيدة أخرى منك ومن مقربيك، قرأتها في بعض المقالات التي كتبها صحافيو البلاط، وهي أنني مدعوم من وكلاء جهات خارجية، أو أنني عميل، أو عميل فوضى، مع ربط ذلك بأصدقائي، كل ذلك لأنني لم انضم لحكومة ضيقة برئاستك، مع أنني طوال الانتخابات، أوضحت أنني لن انضم لحكومة كهذه، بدون تغييرات جذرية في شؤون الدين والدولة، مثل تسيير المواصلات العامة يوم السبت، وشرعنة الزواج المدني، وإزالة الحواجز عن إجراءات اعتناق الدين اليهودي من قبل الحاخامات".
وفي نهاية منشوره، تساءل ليبرمان، عما إذا كان نتنياهو "عميلاً لكيانات غير معروفة، وأثرياء من مختلف أنحاء العالم: كجيمس باكر وسبنسر بارتريدج ونتان مالكوفسكي"، وهم أثرياء قدّموا لنتنياهو رشاوى بحسب لائحة الاتهام ضده.
وخلص ليبرمان إلى أنه "هنا أيضاً، الفرق بيننا هو أنني لم أقدّس الوسائل أبدًا، ولم أبدّل المبادئ بالكراسي أبدًا. لذلك إلقِ نظرة جيدة. اجلس مع نفسك وحاسب نفسك".