أصدرت اللجنة الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، اليوم الخميس، قرارًا بالنظر في الشكوى التي قدمتها دولة فلسطين ضد "إسرائيل".
جاء ذلك في جلستها رقم (100) في جنيف، سندًا للمواد 11-13 من الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري.
وأوضح وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، في بيان مساء اليوم، أن اللجنة في هذا القرار رسخت مثلاً يحتذى به في نصرة الحق وتعزيز سبل الانتصاف وتحقيق العدالة، واضعة حدا لتكميم الأفواه ولغياب المساءلة والإفلات من العقاب، فيما رحب وزير الخارجية رياض المالكي بقرار اللجنة.
ووفق بيان الوزارة، وصفت اللجنة في قرارها، أن التمييز العنصري بالكارثة بل بالمصيبة التي يقع على كاهل المجتمع الدولي ككل التزام التصدي لها، كما أقرت اللجنة أن فلسطين هي دولة طرف في هذه الاتفاقية ويحق لها تفعيل آلية المساءلة بها.
وأكد المالكي على أن "الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري هي اتفاقية حقوق انسان تحتوي على قواعد يقع على عاتق الكافة كفالة احترامها، وتستند على مبادئ مشتركة سامية وأسمى يجب كفالة احترامها بكل الوسائل المتاحة والبراغماتية، وكأولوية عليا للمجتمع الدولي ككل، بغض النظر عن المسائل الثنائية بين الدول الأطراف".
وأوضح أن ذلك يأتي في سياق محاولات "إسرائيل" السابقة والمتكررة للالتفاف على قرارات اللجنة وعرقلة إجراءاتها، وكان من أبرزها الامتناع عن الامتثال لقرار اللجنة الصادر بتاريخ 15 ديسمبر 2018 والإيضاحات الصادرة عن فريق عملها في آذار 2019، اللذان دعت بهما اللجنة كل من دولة فلسطين، و"إسرائيل"، السلطة القائمة بالاحتلال، لتقديم مرافعات شفوية، تتناول حصراً مسألة الاختصاص، على أن يتم ذلك في جلسة مغلقة في حنيف بتاريخ 2 مايو 2019 وقد قدمت دولة فلسطين في ذات الجلسة مرافعة قانونية أمام اللجنة، شرحت بها كافة الدفوع القانونية التي تقر باختصاص اللجنة في النظر في الشكوى.
وأشار المالكي إلى أن دولة فلسطين مارست هذا الحق المتأصل في مركزها القانوني كعضوٍ في اتفاقية القضاء على التمييز العنصري، في مواجهة الاحتلال الاستعماري العنصري للأرض الفلسطينية المحتلة من خلال فرض منظومةٍ من السياسات العنصرية بحق الشعب الفلسطيني.
وأوضح "أن دولة فلسطين لا تزال ترزح تحت نير هذا الاحتلال الاستعماري، وبالتالي إن مواجهة هذه السياسات والانتهاكات العنصرية القمعية والواسعة النطاق هي أولوية لا يمكن تأجيلها، ومن منطلق إيماننا والتزامنا بالقانون الدولي ومبادئ الشرعة الدولية، سنواصل طرق كل الأبواب القانونية والدبلوماسية للمطالبة بسماع صوت حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه أسوةً بباقي شعوب العالم.".
وتابع: "لذا تأتي خطوة تقديم الشكوى كخطوة أخرى وعلى أساس مسؤولية والتزام القيادة الفلسطينية بكفالة احترام حق الشعب الفلسطيني في التحرر، فهو حق غير قابل للتجزئة أو للتصرف أو المساومة، ولا يحتمل أن يخضع للابتزازات السياسية المستهترة في عدالة قضيته. في هذه الشكوى تطرح دولة فلسطين قضيتها أمام المجتمع الدولي، واضعة منظومة القانون الدولي في أعظم اختبار، فإما أن يفشل في هذا الاختبار، وتسود شريعة الغاب، وإما أن يثبت المجتمع الدولي جديته وفعاليته في حماية النظام الدولي والالتزام بمبادئ الشرعة الدولية لتحقيق السلم والأمن الدولي بما في ذلك القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري".
يذكر أن دولة فلسطين قد تقدمت بهذه الشكوى بتاريخ 23 إبريل 2018 وبصفتها دولة عضو في اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز العنصري، ضد "إسرائيل"، إلى لجنة الأمم المتحدة المعنية باتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز العنصري، وذلك تماشياً مع واجبها بحماية مواطنيها من التمييز والممارسات والسياسات الأخرى التي تنتهك التزامات الدول الأعضاء في اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز العنصري.