ضد الاحتلال

خبراء إسرائيلييون يكشفون عن المعقل الأساسي لتوجيه العمليات في فلسطين

عملية دهس
حجم الخط

القدس - وكالة خبر

كشف خبراء إسرائيلييون اليوم السبت، عن المعقل الأساسي لتوجيه العمليات البطولية في الأراضي الفلسطينية، ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد الكاتب الإسرائيلي نداف شرغاي عبر صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، على أن قرية جبل المكبر في شرقي القدس تعتبر معقلاً أساسياً لتوجيه العمليات الفدائية ضد "إسرائيل"، حيث خرج منها في السنوات الأخيرة قرابة مائتي منفذ، وتمثل البلدة ذروة الهجمات الفلسطينية المعادية، ومحاولات العمليات منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

وقال: "هذه العمليات التي تخرج من هذه البلدة بصورة حصرية تعيد إلى الأذهان الإسرائيلية نموذج عائلة القواسمة من الخليل التي أخرجت العشرات من المنفذين والمهاجمين، وكذلك بلدة كوبر في منطقة رام الله التي شهدت سلسلة هجمات مسلحة متلاحقة ضد أهداف إسرائيلية.

وأضاف شرغاي أن السؤال الذي يشغل محققي جهاز الأمن العام-الشاباك عن السبب الذي يجعل من جبل المكبر معقلًا أساسيا للعمليات المسلحة في مناطق الضفة الغربية عموما، لأنه منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية أواخر العام 2000 تم تسجيل قرابة مائتي عملية، أو محاولات لم تنجح، أو عمليات اغتيال ضد متورطين في هذه العمليات، بجانب مساعدين لهم من البلدة ذاتها.

ونوه إلى أن جبل المكبر يقع في الشارع الرئيسي على حدود الجدار الفاصل الذي يشق الضفة الغربية، وبموجب قرار للمحكمة العليا الإسرائيلية تكون القرية داخل الحدود الاسرائيلية، وكان لافتا أن عددا لا بأس به من منفذي العمليات من عائلات بعينها، مثل الجعابيص وأبو جمل من بلدة جبل المكبر ذاتها.

واستعرض شرغاي أهم العمليات المسلحة التي شهدتها جبل المكبر بالقول: "ففي 2001 أطلق مسلحون فلسطينيون النار على أفراد من الشرطة الإسرائيلية، وبعد عام فقط في 2002 ساعد اثنان من سكان البلدة أحد منفذي العمليات الاستشهادية ضد حافلة إسرائيلية، قتل فيها 19 إسرائيليا وأصيب 74 آخرون، أما عملية الكنيس اليهودي عام 2008 فشهدت مقتل 8 من المستوطنين، وإصابة تسعة آخرين.

وأردف: "في السنة ذاتها، شهدت البلدة تنفيذ عملية دعس استهدفت تجمعا للجنود، وأسفرت عن إصابة 17 منهم، وكذلك نجح مسلح فلسطيني آخر في دعس أحد المستوطنين حتى الموت، بجانب عمليات إطلاق النار والطعن بالسكاكين في أحد الكنس اليهودية، حيث قتل خمسة من المستوطنين في تشرين الثاني/نوفمبر 2014، وفي 2015 طعن أحد سكان البلدة أربعة من أفراد الشرطة الإسرائيلية في القدس".

ونوه إلى أنه من الصعب نسيان محاولة تنفيذ إحدى العمليات التي تم التخطيط لها، وتمثلت في فتح أنابيب الغاز الذاهبة باتجاه عدة مباني يهودية للتسبب بإحداث انفجار ضخم، وسقوط هذه المباني على رؤوس ساكنيها اليهود، وقد خطط لترك أحد الإنارات مشتعلة للتأكد من نجاح التفجير.

من جهته، شدد الباحث بمعهد القدس للدراسات السياسية، أراهامي، على أن الأمر في عمومه يعود إلى الأبعاد العشائرية والحمائلية، لأن هناك جملة من القواسم المشتركة مع البلدات البدوية في النقب، مع أن جبل المكبر ليس بلدة فقيرة، ولا ينفذ أفرادها العمليات المسلحة انطلاقا من اليأس من الظروف الاقتصادية الصعبة، لكنها تنطلق من دوافع دينية، كما يتضح في شبكات التواصل الاجتماعي.

وجاء في حديثه: "سكان البلدة يتابعون بصورة دائمة موقع "مكبر نت"، الذي يمتلك تأثيرا كبيرا في أواسط المقدسيين، فهو موقع يقدر عاليا قيم الشهداء، ويحيي الذكرى السنوية للعمليات المسلحة في كل عام، وحين يتم إطلاق سراح كل أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية تشهد البلدة احتفالا شعبيا، يبث مفاهيم الكراهية تجاه "إسرائيل".

من جانبه، أوضح المسؤول السابق عن القدس في جهاز "الشاباك" أريك باربينغ، أن جبل المكبر تعتبر بلدة محافظة تقليدية عشائرية، لديها توجهات دينية راديكالية، يؤم معظم سكانها المساجد، وينشغلون بالدراسات الدينية، وليس لديهم توجهات انفتاحيه باتجاه السكان اليهود في المناطق المجاورة.

وتابع: "رغم أن البلدة كغيرها من البلدات العربية المقدسية تمر بعملية أسرلة، لكن ذلك لا يؤدي إلى الاعتدال والهدوء الأمني، على العكس من ذلك، فإن الكراهية تجاه اليهود آخذة بالتزايد، وهي مغلفة في إطار ديني".