علامات طلاب المدارس الدينية المعطى الأكثر سرية في إسرائيل !

حجم الخط

بقلم: ميراف ارلوزوروف



أثار الكشف بأن الجيش الإسرائيلي أخطأ أو زوّر معطيات التجنيد للمتدينين، عاصفة.
وقد ظهر رئيس قسم القوة البشرية، الجنرال موتي الموز، هذا الأسبوع، في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، وقال أمام أعضاء الكنيست والعدسات: "نتعامل مع الأصوليين، لكننا فعليا ننشغل بثقة الجمهور بالجيش الإسرائيلي. أنا لا أعرف أي شيء آخر عدا عرض الحقيقة، مهما كانت سارة أو أقل سرورا. أنا لا أرى أي واحد تحت إمرتي أو الى جانبي أو كان قبلي، كمسؤول. فقط أنا المسؤول عن هذا الأمر".
يجب علينا القول لصالح الجيش الإسرائيلي بأنه يتحمل المسؤولية عن فشل معالجة موضوع الأصوليين.
يصعب قول ذلك عن وزارات في الحكومة، وهي ليست أقل حجماً من الجيش. في وزارة التعليم، ميزانيتها السنوية 58 مليار شيكل (الوزارة الثانية بعد وزارة الدفاع)، فإن بيانات الأصوليين أكثر سرية من الأسرار العسكرية.
وخلافا للجيش الإسرائيلي، في وزارة التعليم يتبعون ذلك منذ سنوات، وليس هناك أي إشارة واضحة للعيان عن استخلاص العبر أو تحمل للمسؤولية.
إنجازات جهاز التعليم للأصوليين هي كما يبدو المعطى الأكثر سرية في إسرائيل. حاولوا العثور في الـ 134 صفحة للتقرير الذي يلخص "مقاييس النجاعة والنمو في المدارس"، الأخير (كانون الأول 2018) على كلمات "طلاب متدينين" أو "طالبات متدينات". حتى لو بذلتم جهودكم فلن تجدوا. بيانات المدارس الدينية، التي يشارك القليل منها في مقاييس النجاعة والنمو في المدارس، مخفاة بشكل جيد، من أجل أن لا يعرف أحد - لا سمح الله - أو يرى علاماتهم الحقيقية.
لحسن الحظ فإن الدولة أخطأت قبل عقدين واختارت الانضمام إلى الامتحانات الدولية "بيزا" التابعة لـ "OECD"، وفي منظمة الدول المتقدمة لا يخفون البيانات.
وفي تقرير عن بيانات "بيزا"، نشرت قبل أسبوع وأثارت عاصفة كبيرة، هناك تطرق للمدارس الدينية التي يتم تطبيق اختبار "بيزا" فيها. والأكثر صحة القول، التطرق لغيابها المطلق هناك.
في اختبار "بيزا" الأخير، الذي أجري في أوساط الطلاب في أعمار 15، شاركت 22 مدرسة دينية، 15 مدرسة للإناث و6 مدارس للبنين ومدرسة واحدة مختلطة (ما يضع علامة استفهام على وصفها كدينية). مشاركة البنات كانت سليمة، والعلامات كانت معقولة. في المقابل لم تكن مشاركة البنين سليمة.

المكان الـ 40 في أفضل الحالات
المدارس الدينية للبنين، التي شاركت في اختبار بيزا، هي أقل بكثير من المطلوب، من أجل تمثيل نسبتهم في السكان – بدلا من 90 في المئة، نسبة الطلاب المتدينين كانت 2 في المئة. إضافة إلى ذلك، المدارس الست هذه وافقت على دخول الاختبار بعد أن رفضت الـ 21 مدرسة دينية للبنين، التي جاءت من قبل في العينة، المشاركة في الاختبار. على ضوء ذلك يمكن الافتراض بأن المدارس الست التي وافقت على دخول الاختبار هي مدارس أكثر ليبرالية وانفتاحا.
وليس من يمثل متوسط المدارس الدينية الصغيرة (المدارس الثانوية للبنين المتدينين).
السلطة القطرية للقياس والتقييم في وزارة التعليم تعترف بذلك بوضوح. "ربما أن هذه المؤسسات الست كانت من البداية متفوقة من ناحية البرامج التعليمية والدينية والايديولوجية، وتختلف عن معظم مؤسسات التعليم الدينية. مثلا، ربما في هذه المدارس يعلمون مواضيع مختلفة عن المواضيع المقبولة في هذا القطاع، وحتى مواضيع علمانية مثل الرياضيات واللغة الانجليزية. بسبب هذا الاستثناء للمدارس التي شاركت فعليا في الاختبار، وعددها الصغير، لا يمكننا أن نرى في المبحوثين سوى عينة تمثل طبقة الأولاد المتدينين، كتبت الهيئة في ملخص تقرير "بيزا" في 2018.
في المقابل، البنات المتدينات ممثلات بشكل جيد في اختبار بيزا وعلاماتهن مقبولة. علاماتهن في اللغة العبرية أفضل بقليل من علامات التعليم الرسمي، وفي العلوم والرياضيات علاماتهن أقل جودة بقليل.
بالإجمال. الفجوة في العلامات غير كبيرة. الأولاد المتدينون في المقابل، يوجد لهم تمثيل ناقص، ويبدو أنه متحيز جداً. لذلك ترفض سلطة القياس والتقييم نشر علامات الطلاب في مدارس البنين التي شاركت في اختبار بيزا. وهناك مجال للشك بأنه لو كان الأولاد المتدينون ممثلين كما هو مطلوب، فإن متوسط العلامات لإسرائيل في البيزا ما كان ليحتل المرتبة الـ 40 على مستوى العالم، بل ربما المرتبة الـ 50 أو الـ 60.
هذا الشك يمكن تأسيسه على العلامات المخفاة لسلطة القياس والتقييم، هناك حيث لا توجد رقابة الـ "OECD" فإن وزارة التعليم تفعل كل ما في استطاعتها من أجل إخفاء البيانات، ومن أجل الوصول إلى العلامات الخاصة بالمتدينين يجب تجميع العلامات للمدارس الدينية في كل البلدات وعمل متوسط حسابي بصورة يدوية، وأيضا هذا المتوسط سيكون إشكاليا ومتحيزاً. 

الأفضل في القراءة
اختبارات النجاعة والنمو خلافا لـ "بيزا" يتم إجراؤها في أعمار المدارس الأساسية في الصف الخامس والصف الثامن، وفي أربع مواد هي: اللغة الانجليزية والعلوم والرياضيات واللغة العبرية. جميع المدارس في إسرائيل مطلوب منها إجراء هذا الاختبار بصورة عينة، باستثناء المدارس الدينية. هم ببساطة يفعلون ما يريدون.
حتى العام 2015، لم يقدم المتدينون اختبارات النجاعة والنمو، وفي هذا العام كان هناك حدث تاريخي: المحاسب العام لوزارة المالية كتب تقريرا انتقاديا في شبكة نبع التعليم التوراتي (الآن تسمى "أبناء يوسف") التابعة لـ "شاس". وضبط الشبكة متلبسة بعدم النظام. من أجل الخروج من المأزق، وافقت الشبكة على أن تتحمل المسؤولية عن الإشراف الأكثر صرامة من قبل وزارة التعليم، بما في ذلك الموافقة على إجراء اختبارات مقاييس النجاعة والنمو.


72 % فشلوا
منذ ذلك الحين يتم إجراء اختبارات النجاعة كل سنة في 100 مدرسة دينية، معظمها في شبكة "المعيان". ولكن الاختبار يكون فقط في الصف الخامس، وفقط باللغة العبرية والرياضيات. وحتى هذا في اختبارات مرت بعملية ملاءمة مع ثقافة المتدينين. في عدد غير قليل من الصفوف فإن عدد المفحوصين قليل جدا، ما يثير علامات استفهام حول اختيار انتقائي لطلاب يشاركون في الاختبار.
على كل الأحوال، الأغلبية الحاسمة للمدارس الدينية، مدارس شبكة التعليم المستقلة ليهدوت هتوراة ومدارس تيار الإعفاء، يعفون أنفسهم ولا يفحصون في اختبارات النجاعة.
عينة اختبار النجاعة للمتدينين هي جزئية ومنحازة جدا. حسب أقوال وزارة التعليم فإنه فقط 100 مدرسة دينية تشارك في اختبار النجاعة كل سنة، وفقط من شبكة واحدة، فلا يوجد أي سبب لنشر بيانات اختبارات النجاعة للمتدينين، لأن هذا المعطى ليس عينة تمثيلية ولا تمثيليا. لذلك، في وزارة التعليم يفضلون إخفاء العلامات في اختبار النجاعة للمتدينين.
دون مناص هناك حاجة إلى الارتكاز على فحوصات خارجية من أجل فهم ما الذي يحدث هناك. د. نيري هوروفيتس، من المعهد الديني لأبحاث السياسات، فحص علامات اختبار النجاعة لمئة مدرسة شاركة في الفحص، وقد اكتشف أن العلامات صادمة: متوسط علامات البنات هو في الـ 10 في المئة الثانية أو الثالثة (من الأسفل) في توزيع العلامات في إسرائيل. متوسط علامات البنين هو في الـ 10 في المئة الأدنى جدا. فحص مشابه أجراه ليئور ديتل، مراسل "ذي ماركر"، أظهر أن نسبة الراسبين في اختبار النجاعة في الرياضيات للطلاب المتدينين هي 72 %. أجل، 72 % فشلوا.
هذا معطى يمنحنا نوعا من الإشارة إلى ما كان سيحدث لو أن الطلاب المتدينين شاركوا في اختبارات البيزا.
إلى أي درجة متدنية كانت إسرائيل ستتدهور في مكانها المتوسط. ولكن يجب التحفظ: يوجد مكان للشك في اقوال هوروفيتس بأنه حتى شبكة التعليم المستقلة تعفي نفسها من اختبارات النجاعة والبيزا، وهذا بالذات لا يدل على مستوى تعليمي منخفض أكثر. بالتأكيد، ربما أنه في المدارس الدينية للاشكناز يعلمون بدرجة أعلى من شبكة "معيان"، نبع التعليم التوراتية التابعة لـ "شاس"، وببساطة ليس لطيفا في نظرهم أن الدولة تدخل إلى مدارس الشبكة، وتفحص ما الذي يجري هناك.
فقط في ظل غياب أي معطى عن مستوى التعليم في المدارس الدينية، يمكن فقط التخمين إلى أي درجة المستوى هناك متدنٍ (وربما لا).

2.7 مليار شيكل دون رقابة
الصورة هي أنه لا يوجد لوزارة التعليم بشكل خاص، ولدولة إسرائيل بشكل عام، أي فكرة حول مستوى التعليم للأولاد المتدينين. أيضا المدارس الأساسية (عينة اختبار النجاعة غير تمثيلية) وكذلك في المدارس الثانوية (هم يرفضون المشاركة في اختبارات بيزا). وبخصوص البنات المتدينات ليس لدينا أي فكرة عن مستوى التعليم في المدارس الاساسية (مرة اخرى العينة في اختبار النجاعة صغيرة جدا)، لكن بالتحديد لدينا فكرة مشجعة حول مستوى التعليم في المدارس الثانوية (علامات بيزا سليمة).
حقيقة أن الأصوليين لا يتقدمون لاختبارات وزارة التعليم، وهم يرسلون هذه الوزارة الكبيرة للبحث عنهم، تدل على مستوى الإشراف للوزارة على المدارس الدينية. بكلمات بسيطة، لا توجد رقابة. هناك نحو 230 ألف طالب متدين في إسرائيل، وهم يتعلمون في أنظمة تعليم تحصل على ميزانيات تقدر بـ 2.7 مليار شيكل في السنة من الدولة. ما الذي يفعل بهذه الأموال؟ والى أي درجة تستخدم لإعطاء مؤهلات للعالم الحديث (المواضيع الأساسية)؟ لا يوجد لأحد أي فكرة. بالتأكيد ليس لوزارة التعليم التي تحذر من طرح أسئلة صعبة، ولا لجهاز التعليم الديني.
نذكر بأن شبكتي التعليم الأصوليتين، نبع التعليم التوراتية والتعليم المستقل، تحظيان بعلاقة تفضيلية من أموال الدولة. حيث إن ميزانيتهما تشبه ميزانية جميع أولاد إسرائيل، أي من أجل الحصول على حقوقهم من الميزانية العامة فان الطلاب المتدينين متساوون، لكن من اجل الوفاء بالواجب – الرقابة والدخول لامتحانات وزارة التعليم وتعلم المواد الاساسية، الاصوليون معفون من ذلك.
هكذا هو الأمر عندما يكون الجهاز السياسي منشغلاً في خدمة الأحزاب الدينية ويمكنها من التضحية بـ 230 ألف طالب على مذبح المصالح الحاخامية الضيقة.

عن "هآرتس"