الإجهاض قرار يتخذه الطبيب؛ لإنهاء عملية الحمل ولأسباب صحية؛ أن تكون الحامل مصابة بمرض خطير ما، أو لخطر متزايد على القلب، أو خوفاً من ولادة طفل مصاب بعاهة جسدية أو تخلف عقلي.
وفي كل الحالات للإجهاض مضاعفات، على كل حامل التعرف عليها، ويخبرنا بها الدكتور "وائل البنا"، اختصاصي نسائية وتوليد، مدير مستشفى حواء كلينك بحي المنيل، في نقاط توضيحية.
النزف: يكون عادة خفيفاً، وقد يستمر من عدة أيام إلى أسبوع، وقد يكون من الشدة بحيث تحتاج الحامل إلى نقل دم، وقد يحتاج الأمر إلى جراحة لإيقاف النزيف، ومن الضروري التأكد من حالة الدم قبل إجراء الإجهاض؛ لأن خطورة النزف تكون أشد إذا كانت حالة الدماء غير طبيعية.
الالتهاب: من المألوف أن يحدث هذا الالتهاب، حتى وإن اتبع الجراح أحدث وأكمل وسائل التعقيم؛ فالالتهاب قد يصيب الجدار الداخلي للرحم، ويكون العلاج هنا بالمضادات الحيوية، أما إذا أصاب الالتهاب الأنابيب أو المبيضين فهنا يحتاج الأمر إلى دخول الزوجة إلى المستشفى؛ فإذا تكوّن الخراج فإن البذل الجراحي يكون هو العلاج، أما إذا زاد وتكوّن الخراج الكبير فإن الأمر قد ينتهي إلى ضرورة إزالة بعض أو كل الأعضاء الداخلية في الحوض.
ثقب في الرحم: وهو يحدث من خلال استعمال أية آلة خلال إتمام عملية الإجهاض؛ فالرحم يكون طرياً، ويسهل إحداث الثقب فيه، وهنا الزوجة تكون في حاجة إلى رعاية مستمرة ليلاً ونهاراً؛ ترقباً لظهور أية علامة تدل على حدوث النزف أو الالتهاب، أما إذا حدث الثقب نتيجة استعمال خاطئ لمكحت شافط أو حاد فإن هناك احتمالاً لإصابة أعضاء أخرى مثل المثانة أو القولون، وهنا يكون النزف شديداً، واحتمال حدوث الالتهاب أكبر، وفي مثل هذه الحالة يجب أن يبدأ العلاج بعمل منظار، بل وقد يحتاج الأمر إلى عملية استكشاف، ويصبح شق البطن أمراً مطلوباً.
تمزق عنق الرحم: ويحدث ذلك إذا تم توسيع عنق الرحم بعنف، فإذا حدث ذلك فإن كفاءة عنق الرحم في أداء دوره تقل، ويصبح غير قادر على حمل طفل حتى تمر فترة الحمل كاملة.
الخصوبة: بعد حدوث الإجهاض فإن هناك احتمالاً أن تتأثر خصوبة الزوجة، فإذا حدثت الالتصاقات داخل الرحم بسبب الإصابة بالالتهاب، أو إذا جرى الكحت بعنف، فإن الحمل قد يحدث بصعوبة بعد ذلك؛ حيث إن الالتصاقات يمكن أن تسد قناة فالوب آو تحرف مسارها، وهكذا تقل فرصة حدوث الحمل، بل وتزيد أيضاً من احتمال حدوث الحمل خارج الرحم، وقد يتم تدمير عنق الرحم خلال توسيعه، وهكذا فإن عنق الرحم يتسع بسهولة، بحيث لا يمكنه حمل الجنين طوال فترة الحمل فيحدث الإجهاض.
حساسي الدم: ويحدث ذلك إذا كان دم الزوجة سلبياً والزوج إيجابياً، هنا يكون الجنين إيجابي الدم. ويتسبب في تكوين الأجسام المضادة عند دخوله إلى الدورة الدموية للأم، وفي الحمل التالي وبعد حدوث الإجهاض تهاجم الأجسام المضادة الموجودة أصلاً من الحمل السابق، فتتهدد سلامة الجنين الجديد وحياته قبل أن يولد، لذلك فإذا كانت الحامل سلبية الدم، وحدث لها إجهاض فيجب أن يتم حقنها بحقنة خاصة تمنع حدوث هذه الحساسية.