بقلم: علاء الدين عزت أبو زيد

غيابة الجُب مصير توصيات الباحثين

علاء الدين عزت أبو زيد
حجم الخط

غزة - وكالة خبر

الناظر إلى  مخرجات العملية التعليمية في الجامعات الفلسطينية, وخصوصاً طلبة الماجستير فى العلوم السياسية  يلاحظ أن توصيات الباحثين فى نهاية أطروحاتهم لنيل درجة الماجستير كانت لها دلالة وطنية, والأهم من كل ذلك أن جميع الأطروحات لا تكاد تخلو من توصية هامة لصانع القرار السياسى الفلسطينى فى الضفة الغربية وقطاع غزة, فحوى هذه التوصية يدور حول: العمل بجدية على إنهاء ملف الانقسام بين حركتى فتح وحماس, لأن الانقسام من العوامل الرئيسية فى ضياع المشروع الوطنى, وتبدد الحُلم الفلسطينى بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وأذكر هنا على سبيل المثال أطروحتى لنيل درجة الماجستير في الدراسات الإقليمية مسار دارسات عربية من جامعة القدس أبو ديس, بعنوان (التحول فى السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية فى ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب 2016 – 2019)

فقد خلصت الدراسة إلى أن قرارات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس, والاعتراف بها عاصمة موحدة لإسرائيل, ووقف المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية والأونروا, واغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن, وشرعنة الاستيطان لم يكن بفعل عوامل داخلية أمريكية فحسب، وإنما كان نتاج عوامل داخلية, وإقليمية, وفلسطينية على حد سواء، وتتجسد العوامل الإقليمية فى الضعف العربى الذي استثمره الرئيس ترامب فى اتخاذ هذه القرارات، والعوامل الفلسطينية تجسدت فى الانقسام الفلسطينى الذى أضعف القرار الوطنى الفلسطينى في مواجهة الصلف الأمريكى.

وبناء على ذلك قدم الباحث مجموعة من التوصيات لصانع القرار السياسى الفلسطينى, وكان أحد هذه التوصيات: 
الإسراع فى المصالحة والانتخابات، والعمل الوطني بطريقة استراتيجية تصب فى المصلحة العامة وخدمة القضية، وتجنب الفشل فى إتمام المصالحة بالعمل الجدي على إنهاء الانقسام الفلسطينى.

وهى التوصية التى تكررت فى جميع أطروحات زملائى خريجين العلوم السياسية من جامعة القدس أبو ديس, وأجزم القول أن جميع  خريجين العلوم السياسية  فى كافة جامعات الوطن منذ الانقسام وحتى الأن قد أوصوا بنفس التوصية.

 فإلى متي ستبقى القيادة لا تنظر إلى مخرجات العملية التعليمية, وتبقى الأبحاث والدراسات متكدسة فى المراكز البحثية, والمكتبات, وشهادات لا يجنى أصحابها إلا أسمى آيات التهانى والتبريكات, والصفات المبجلة, دون أن يستفيد منها الوطن؟

أقولها بصدق وموضوعية أن ذلك يُعد تجاهلاً للعلم, والعلماء, ونكران للعمل الدؤوب للباحثين فى الدراسات العليا, وجهودهم فى الرقى بالوطن, والنهوض به, والحث على استخدام أفضل الوسائل والطرق وأقصرها لتحقيق ازدهاره.

وأختم بالقول أن تجاهل هذه الدراسات, والتوصيات, يقود الوطن وبسرعة إلى التيه فى غيابة الجُب.