الكتلة أهمّ من الحزب: دروس من تجربة نتنياهو

حجم الخط

بقلم: يوسي بيلين


قبيل انتخابات الكنيست الـ 23 بات واضحا أن حجم الحزب سيكون هامشيا في أهميته مقارنة بالكتلة التي يقف على رأسها. فبنيامين نتنياهو، الذي سبق أن انتخب في الماضي (2009) لرئاسة الوزراء، رغم أنه كان يترأس الحزب الثاني في حجمه، يفهم هذا جيدا، ولهذا فمنذ أن قرر تقديم انتخابات الكنيست الـ 21 تركزت جهوده على دمج احزاب اليمين. قبيل الانتخابات الأخيرة نجح رئيس الوزراء في أن يبني كتلة من 55 نائبا، ضمت احزاب اليمين والاصوليين ودفع ثمنا باهظا جدا متمثلا بتعيين نفتالي بينيت في منصب وزير الدفاع كي يضمن الا تتفكك الكتلة. غير أن «الحلفاء الطبيعيين» ليسوا طبيعيين جدا، كون القاسم المشترك بين الاحزاب الصهيونية القومية وبين الاحزاب الاصولية غير الصهيونية لا يمكن أن يكون ايديولوجيا. بالمقابل، في الجانب الليبرالي فان القاسم المشترك بين «أزرق أبيض»، «العمل»، و»المعسكر الديمقراطي» لا يحتاج الى مفاوضات، وهو شبه مفهوم من تلقاء نفسه، بينما القائمة المشتركة، التي تتشكل من احزاب تمثل ايديولوجيات مختلفة بل ومتضاربة، ليست مرشحة للارتباط باليمين. ولكن قبيل الانتخابات القادمة، فان الكتلة الليبرالية ليست مضمونة.
لقد أظهرت الاستطلاعات الأخيرة ميلاً لزيادة «أزرق أبيض» على حساب الحزبين اليساريين الصهيونيين. واذا لم يجتازا نسبة الحسم، فستضيع فرص الكتلة للفوز في الانتخابات. من ناحية غانتس، الذي ثبّت، مؤخراً، زعامته بعد أن تنازل لبيد عن التداول معه في رئاسة الوزراء، من شأن هذا أن يكون ثراء محفوظا لاصحابه في صالحه. وهو ملزم بالدخول في جواهر الامور واللقاء مع عمير بيرتس ونيتسان هوروفيتس وفحص كل الخيارات الممكنة لتقليص خطر تقلص الكتلة.
الخيار الأكثر منطقية هو إقامة تجمع بين هذه الأحزاب. فالفوارق الأيديولوجية بينها لا تبرر المخاطرة بالكتلة الليبرالية. كل حزب يمكنه أن يحافظ على استقلاله، واذا ما رغبت يمكنها أن تنقسم في كل لحظة يفضل فيها اي منها ذلك ولكنها تتنافس في الانتخابات بشكل مشترك وبعدها تقيم كتلة مشتركة تحاول العمل معا. المشكلة هي انه بينما نجد أن المعسكر الديمقراطي مستعد لمثل هذا التجمع، فان «العمل»- «غيشر» بالذات يعرب عن معارضته لذلك، بل ان بيرتس رفض هذه الامكانية، هذا الاسبوع.
تقول الشائعات ان بيرتس يفضل تجمعا بين حزبه وبين «أزرق أبيض». وهو سيجلب معه «مهرا» لا شك فيه من عشرات آلاف ناخبي حزبه الذين في معظمهم قد يصوتون لهذا الاندماج، وبالتوازي سيتوجهون الى الجانب اليساري من الخريطة نحو المعسكر الديمقراطي، ويمكن لهذا الحزب ان يحظى بمصوتي «العمل» اولئك، وربما لجهات اخرى يفضلون قولا ايديولوجيا اوضح بكثير. المشكلة هي رغبة الكثيرين من قادة «أزرق أبيض» في الحفاظ على صورتهم كحزب وسط، وبالتالي فانهم سيمتنعون عن اقامة اطار مشترك لهم وللعمل.
الخيار الثالث، الاكثر تعقيدا والموصى به أقل إلا اذا كان شرطا للسير المشترك، هو السير في طريق نتنياهو. فعشية انتخابات الكنيست الـ 21 طرح رئيس الوزراء على «اتحاد اليمين»، برئاسة الحاخام رافي بيرتس، الارتباط بقوة يهودية، وبالمقابل ضمان مقعد من كان نائب وزير الدفاع، الحاخام ايلي بن داهان، في قائمة «الليكود» للكنيست مع ضمان السماح له بالانسحاب من القائمة والارتباط بـ «اتحاد اليمين» فور الانتخابات.
إن ضمان مقعد لممثل «العمل» في قائمة «أزرق أبيض» قد يقنع قادة «العمل» بالموافقة على الارتباط بالمعسكر الديمقراطي.
يحتمل أن يكون أسهل على غانتس أن يقترح على بيرتس خطوة كهذه من أن يقيم مظلة مشتركة لحزبه ولـ «العمل». على أي حال، يخيل لي أن مستقبل الكتلة يجب أن يشغل، الآن، بال من أوصي منها بان يكون رئيس الوزراء.

 عن «إسرائيل اليوم»