أردوغان يُخطط لاغتياله

دحلان: نسعى لاستعادة وحدة فتح على أسس ديمقراطية عادلة

دحلان: نسعى لاستعادة وحدة فتح على أسس ديمقراطية عادلة
حجم الخط

أبو ظبي - وكالة خبر

وصف زعيم التيار الإصلاحي بحركة "فتح"، النائب في المجلس التشريعي محمد دحلان، شخصية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بـ"الدونكيشوتية"، وهو الشخص الذي يريد أنّ يُصبح بطلًا فارسًا رغم أنه لا يملك أدنى مقومات البطولة ولا الفروسية.

وأوضح في حوار مع صحيفة "الوطن"، أنّ "أردوغان" شخصية تفتعل وتصطنع معارك خارجية وهمية ليعتاش عليها داخليًا، مضيفًا: "وفي الواقع عندما يتعلق الأمر بي وبأني تدخلت أو أتدخل في الشأن الداخلي التركي، فهو يكذب أو يصدق ويردد أكاذيب من هم حوله من الإخوان وغير الإخوان أو كليهما معًا".

وتابع: "بكل بساطة لا يعرف تركيا ولم يزرها يومًا، ولا يعرف أتراكًا سياسيين كانوا أو مواطنين عاديين"، مُنوّهًا إلى أنّ "أردوغان" يشعر بالجنون من مواقفه الفلسطينية والعربية الواضحة والقاطعة، وفق حديثه.

ووجه حديثه لـ"أردوغان"، قائلًا: "أقول له معركتك هنا يائسة لأني لست ممن يغيرون مواقفهم تحت الضغوط ولك أن تسأل أصدقاءك الإسرائيليين عن فرص كسر أو إضعاف إرادتي تحت الضغوط أو حتى تحت التعذيب الشديد".

وأردف: "هنالك جانب آخر للموضوع، فنحن كتيار وطني فتحاوي نكاد نكون الطرف الفلسطيني الوحيد الذي يتصدى علنًا وعلى رؤوس الأشهاد لأكاذيب وألاعيب وأطماع "أردوغان" في المنطقة".

وفيما يتعلق بالمكافأة التي قام برصدها "أردوغان" والتي تقدر بـ1.7 مليون دولار، لمن يدلي بمعلومات عن القيادي "دحلان"، أوضح أن المقصود بها مكافأة لمن يقتله لحساب "أردوغان"، مشيرًا إلى أن هذه مسألة سيشرع في مقاضاة نظام "أردوغان" عليها، مكررًا نصيحته له بأن ينفق هذه المبالغ على علاجه النسي وصحته العقلية المختلة.

وقال: "رغم ما يبدو في الجملة من خفة دم، أقول لا لم تكن على سبيل السخرية بل معلومات موثوقة واختلاله الذهني والعصبي معروف بدقة لدى دول عديدة وهو يخضع لعلاج طويل ومتواصل منذ سنوات وفقًا لمعلومات جهات موثوقة".

وبشأن توجهات "أردوغان" لاغتيال القيادي "دحلان" أو التخطيط لذلك، أكد دحلان على أنّ "أردوغان" شخص غادر وخائن بطبيعته، مُردفاً: "لننظر إلى ما فعله بأقرب رفاقه وشركائه فى الحزب والحكم، ولننظر كيف انقلب بدموية وعنف على شريكه القديم السيد جولن، وتذكر أنه قتل آلاف الأتراك ويشرد ويسجن عشرات الأطفال بينهم قرابة 2000 سيدة و700 رضيع وطفل، كما أن تركيا فى عهده أصبحت أكبر سجن لأصحاب الرأى وحملة الفكر والأقلام".

وحول ما يريده "أردوغان" والذي يدور بعقله حيال قضايا المنطقة، بيّن النائب "دحلان" أنه سيكشف سرًا أن أردوغان ولا أحد غيره رئيس التنظيم الدولي للإخوان المسلمين منذ سنوات، مشيرًا إلى أنه لا داعي للبحث في عقله المريض، إذ بتبع خطواته وخططه تستطيع أن ترى بوضوح بأنه يحاول تنفيذ ما خطط له هو والإخوان لمنطقتنا بكاملها، ولولا همة وثورة الشعب المصرى العظيم فى 30 يونيو لكان المخطط كله سيمر تحت غطاء الدخان المضلل لما سمى بـ"ثورات الربيع العربى"، لذلك ما يريده "أردوغان" هو ما أراده الإخوان دوماً من تفكيك لدولنا الوطنية وتحطيم حدودها السيادية ومقدراتها الاقتصادية والطاقة وتحويل شعوبنا مجدداً إلى عبيد للإخوان والسلطان المجنون.

وشدّد على أنّ رهانات الإخوان في المنطقة لم تنته، فهم يحاولون تنفيذها معًا وبقيادة "أردوغان"، ومن وجهة نظرى على العرب، خاصة مصر، الاستعداد لمرحلة جديدة من الصراع المفتوح مع الرئيس التركى والإخوان، فهذه العصابة بقيادته تحاول تطويق مصر ومواردها من الطاقة سواء من داخل الأراضى الليبية أو من البحر المتوسط مع خلق بؤر عسكرية فى دول أفريقية قريبة، وعلى المواطن المصرى أن يتذكر فى هذه الأيام حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال السنوات الأخيرة على تحديث وتطوير قدرات الجيش المصرى بأحدث الأسلحة والإمكانيات.

وحول أهداف تيار الإصلاح في حركة "فتح"، أشار دحلان إلى أنّ التيار كتلة فتحاوية وطنية صلبة، والتيار يجسد روح فتح وقيمها وثوابتها الأصيلة ويستند بالأساس إلى قواعد نشطة ومتفانية خاصة فى قطاعى المرأة والشباب، والتيار يجسد السعى الدائم لإنهاء الانقسام الوطنى واستعادة الوحدة الفلسطينية على أساس سياسى متوافق عليه، وبانتخاب رئاسة ومؤسسات تشريعية فلسطينية نزيهة وتحت رقابة عربية دولية كاملة، وقبل كل ذلك التيار يسعى بكل السبل الممكنة لاستعادة وحدة حركة فتح على أسس ديمقراطية عادلة ووضع حد لحالة التفرد والإقصاء والتهميش التى ميزت السنوات الأخيرة من عمر الحركة.

وتطرق إلى الأزمة السياسية في فلسطين بين "فتح" و"حماس"، مؤكدًا على أن الخلاف والاختلاف كانا قائمَين على الدوام بين الحركتين، لكننا فى زمن "أبوعمار" وبحكمته كنا نتعايش بطريقة معقولة ومقبولة على قاعدة تحريم وتجريم الاقتتال الداخلى، وفى 2006 قررت حركة حماس المشاركة فى الانتخابات التشريعية وفازت بها عن جدارة، وهنا بدأت ملامح خلاف وصراع جديدين لأن البعض فى فتح شعر بالفزع من تسليم مقاليد إدارة الحكومة فعلياً لحماس. 

واستدرك: "أنا شخصياً أعلنت بوضوح فى حينه بقبول إرادة الناخب الفلسطينى وطالبت فتح بتسليم الحكم فوراً لحماس، والانتقال إلى صفوف المعارضة الإيجابية، لكنى كنت صوتاً وحيداً شارداً من إرث ومسلكيات اعتاد عليها البعض طويلاً، وكل ما حصل لاحقاً من استئثار واستقطاب واقتتال إنما حصل لدوافع الحكم والتحكم والمصالح الذاتية وبالتأكيد ليس لدوافع تخص القضية الوطنية وتحرير فلسطين".

أما عن كونه بديلًا أو الرجل المناسب لقيادة فلسطين في الفترة المقبلة، قال دحلان: إنّ الشعب الفلسطيني غني بالقدرات القيادية الخلاقة، وقبل التفكير فى الأشخاص والأسماء، علينا أن نتوافق على تحديد ملامح المرحلة، ونتفق على الواجبات وفى ضوء ذلك يمكن الحديث عن سلسلة القيادة مع التذكير بأن شعبنا لن يقبل، (أكرر «لن يقبل») إلا بالتجديد الفعلى وبالانتخابات الديمقراطية الحرة الشفافة سبيلاً.

وأفاد بأن الانتصارات الدبلوماسية هي نسائم من عبق الماضى، وفلسطين حظيت دوماً بالأغلبية الساحقة فى الجمعية العامة للأمم المتحدة بحكم المواقف التقليدية لشعوبنا العربية وشعوب آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية والجنوبية فى دعم شعبنا وقضيتنا، وكذلك بفعل الحراك الدائم والمكوكى للرئيس الراحل ياسر عرفات فى قارات العالم حشداً للدعم والتأييد.

وأوضح أن المشهد يختلف اليوم كليًا، فنحن نلحظ إهمالاً للعلاقات الدولية، وذلك الإهمال بدأ يتسبب فى خسائر استراتيجية ملموسة فى قضايا حساسة مثل ملف القدس والاستيطان ومقاطعة "إسرائيل".

وإن كان التحرك الدبلوماسي الفلسطيني كافٍ أم يحتاج دعمًا ومجهودًا أكبر، أكد "دحلان" على أن هناك جعجعة دبلوماسية فلسطينية وسفر وإنفاق مكلف لكن لا يمكن الحديث عن إنجازات جوهرية، متابعًا: "دعنى أقُل لكم السبب، دول العالم لديها مواقف ولكن أيضاً لديها مصالح، والداعمون للقضية الفلسطينية بلا شك يزيدون دعمهم حين يرون قيادة وسياسة فلسطينية جريئة ومقدامة، قيادة لديها خطة حراك وبرنامج مواجهة للاحتلال، ولكن حين يراك الصديق متردداً خاضعاً لقواعد المحتل مقدساً للتنسيق الأمنى، محجماً عن المواجهة، فسيقوم ذلك الصديق بالتريث وإعادة الحسابات، فكما لدى القيادة الفلسطينية حساباتها الحمائية الذاتية، فإن لأصدقاء فلسطين حساباتهم الذاتية".

وحول الدور العربي في القضية الفلسطينية في آخر 10 سنوات، أشار إلى أن شعار العرب هو قبول ما يقبله الجانب الفلسطينى، وفى السنوات الأخيرة الجانب الفلسطينى لم يطلب أكثر من بيانات الدعم وبعض الأموال، ومواصلة السلطة التنسيق الأمنى الحميم مع الاحتلال يفتح هامشاً واسعاً أمام سعى "إسرائيل" لتوسيع شبكة علاقاتها العربية، متسائلًا: " قل لى مَن يكون المُلام فى هذه الحالة؟"

ولفت إلى أنّ جميع الدول العربية تعتبر مؤثرة، ولا غنى لفلسطين عن دعم أي دولة عربية، وليس من مصلحة فلسطين خسارة أى طرف عربى، ولكن حين تحجم فلسطين عن إدانة الاحتلال التركى لدول عربية، والتدخل الإيرانى فى دول أخرى، فإن علينا تقبل هذا البرود العربى. أما الدولة الأكثر تأثيراً فهى طبعاً وبلا أى شك مصر والأردن، والتميز المصرى الأردنى قائم على شراكة التضحيات والدماء والجغرافيا والواقع الفعلى.

وبالحديث عن ملف المصالحة الفلسطينية، أكّد على أنّه من العبث البحث عن انتصارات خارجية وهناك حريق فى بيتك وجدرانه متهاوية ونوافذه محطمة، طبعاً هنالك عوامل عديدة لهذا الانفلات والتوغل الإسرائيلى الواسع، لكن تراخى القيادة وتعايشها مع سلوك ومخططات الاحتلال من جانب، وهشاشة التماسك الداخلى بفعل الانقسام من جانب آخر، عوامل شجعت نتنياهو على المضى عميقاً فى استباحة الأراضى الفلسطينية وفرض وقائع جديدة فى القدس تحديداً والضفة الغربية عموماً.

وأوضح أن نتنياهو أكمل عملية تدمير حل الدولتين، تراجع إمكانية تحقيق السلام وحل الدولتين بدأ من نهاية عام 2000 على يد إيهود باراك، ونتنياهو أكمل المهمة القذرة، متابعًا أنه واقعيًا اليوم ليست هناك أى إمكانية جغرافية واقعية لإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس دون إزالة كل المستوطنات والتراجع عن كل الإجراءات فى القدس والغور، وبالتالى لا حل فى الأفق خاصة مع تبنى القوى السياسية الإسرائيلية الكبرى لنفس النهج والمنهج، واستمرار هذا الواقع يفتح طريقاً واسعاً نحو حل الدولة العنصرية الواحدة.

وأضاف: "إدارة ترامب جاءت بشكل واضح مؤيدة للموقف الإسرائيلي عندما اعترفت بالقدس عاصمة للاحتلال، معللًا ذلك بقناعات الرئيس ترامب من جهة ومصالحه الداخلية من جهة أخرى، ولا ننسى أن ترامب فى بداية عهده وجد أمامه قيادة فلسطينية مرتعشة تستجدى لقاء أى مسئول أمريكى فى أى مكان وبأى شروط، كما أن ترامب وجد أمامه نظاماً عربياً ضعيفاً ومنقسماً وكل دولة مشغولة بأوضاعها الداخلية، فأعلن انحيازه الفظ والشامل إلى جانب الاحتلال الإسرائيلى بكل قواه وقدراته لإنهاء كل مقومات وأسس حل الدولتين".

وحول موقف العرب من القضية الفلسطينية في ظل الأزمات التي تشهدها المنطقة في السنوات الأخيرة، أكّد دحلان على أنهم ابتعدوا وأبعدوا، وتم تحجيم الدور العربى واختزاله بدفع بعض المال والمصادقة على البيانات اللفظية من الجانب الفلسطينى.

وعن موقف الجامعة العربية، بيّن أنّها في كل مرحلة من المراحل تؤكد على أنها نتاج الواقع العربى، والواقع العربى الراهن لا يسمح بأكثر من هكذا جامعة عربية لا تستطيع حل الأزمات العربية ولا حتى إدارة الأزمات، مُردفاً: "انظر إلى من يدير ويتحكم فى الملف السورى ستعرف عندها أن الجامعة موجودة فقط لتكون موجودة، ودور الجامعة فى القضية الفلسطينية لا يتخطى قدراتها فى الملفات الأخرى".

وحول أثر خروج البعض عن الصف العربي على أزمات المنطقة والتي عانت منها الشعوب، أوضح أن البعض عانى ويعانى من صدمة وإحباط خسارة معركة أخونة العالم العربى وتفكيك الدولة الوطنية، فقرر أن يتحالف مع من أمكن بما فى ذلك الشيطان نفسه، هذا البعض اليوم ليس أكثر من ماكينة ATM لسحب الأموال بهدف دعم الإرهاب وتمزيق العالم العربى، ولكن لو شئنا وكانت لدينا إرادة عربية حقيقية، فذلك البعض سيصبح هامشياً ولا وزن له إلا بقدر ما يدفع لأردوغان وإيران.

وفي حديثه عن موقف الغرب، أشار إلى أنّ الغرب لا يرى أمامه قيادة فلسطينية شرعية منتخبة وممثلة للجميع أو على الأقل للأغلبية الفلسطينية، وبالمناسبة التلويح بالانتخابات سواء حقيقية أو مناورة جاء نتيجة لضغوط أوروبية فعلية على قيادة السلطة.

وختم دحلان حديثه، بالقول: "إنّ الغرب وتحديداً أوروبا قبل التعايش مع الوضع القائم ما دام التنسيق الأمنى مستمراً وأنا أسمع ذلك كثيراً من مسئولين ودبلوماسيين غربيين، وأخيراً أقول لك بصراحة هم لا يعرفون ماذا تريد هذه الإدارة الفلسطينية غير الزيارات المتلاحقة لرئيسها من وقت لآخر، وربما هنالك فجوة أجيال هائلة بين قيادات أوروبا الحالية وبين رأس إدارة السلطة الفلسطينية"، متسائلًا: "تخيل معى كيف سيكون المشهد بين رئيسة وزراء فنلندا (35 سنة) وبين رأس إدارة السلطة (85 سنة)"؟