10 أيلول 2015
المستشفى ليس مكانا للمرضى. يوم الأحد رافقت أمي لفحص في مستشفى شيبا، واحتاج الفحص الى وقت حتى تصحو. تم تحويل أمي الى غرفة يوجد فيها شاب روسي ذُبح في عنقه، كان يتحدث مع زوجته بدون توقف بصوت حديدي خرج من صندوق الكتروني. ومُسن صامت أكثر من العامل الفلبيني الذي رافقه. العامل الفلبيني ساعد المُسن في ارتداء ملابسه، والزوجة ساعدت زوجها على شرب الماء، وأنا ساعدت أمي كي تتعافى. لكن المهمة الرئيسة لنا كمرافقين كانت استيعاب الواقع المسمى «مستشفى».
والدي، آدم باروخ، المتوفى لفظ أنفاسه في تل هشومير، وبسبب ذلك كنت حساسة بشكل خاص، ولهذا تزعزعت عندما سمعت بكاء طفل في غرفة الانعاش. كان هذا دمجا بين الصراخ والبكاء، ليس بأي لغة، ومع ذلك فان الألم والخوف لدى الطفل كانا كونيين بشكل مطلق. عندما اتجهت نحو صوت البكاء لاحظت أن الروسي غير موجود، وقد وضعت ممرضة في مكانه سريرا عالي الجوانب لوضع الطفل فيه. لاحظت أمي التجهم على وجهي وقالت «اخرجي للخارج»، اقترحت علي.
«ماذا؟» سألتها. بكاء الطفل لم يتوقف لكن أحدا لم يأبه به.
«اخرجي للخارج اذا كنت لا تقدرين على سماع ذلك، سأكون بخير».
«لا» قلت لها، نظرت حولي. البكاء مزق الغرفة. أين والدي هذا المسكين؟ أي أم هي التي تترك ابنها وحده لاجراء عملية؟ هل يوجد في العالم أهم من الامساك بيد الطفل الصغيرة وملاطفة رأسه؟ قلبي تفطر. «هل أذهب وأحمله؟» اقترحت.
أمي هزت رأسها بالموافقة، «نعم، اذهبي».
اقتربت من سرير الطفل. رفعت الممرضة رأسها من خلف طاولة الاستعلامات بشكل غريزي. «هل يمكنني حمله؟»، سألت.
خرجت الممرضة بسرعة من خلف الطاولة لتسد طريقي بجسمها. «لا، لا، لا، محظور لمسه بأي شكل. بعد قليل ستأتي جدته».
تنازلت، لكنني بقيت أقف في منتصف الطريق ورأيت الممرضة وهي تتجه نحو سرير الطفل. سمحت لنفسي بالاقتراب والقاء نظرة. ولاحظت أنه في جيل اربع سنوات تقريبا. ومن المكان الذي وقفت فيه رأيت رأسه فقط الذي كان مضمدا بشكل كامل. ومن بين الضمادات أطلت عيناه وحروق. اعتقدت بخوف أن هذا حادث بيتي. يا الله احمي أولادي.
عندما رأى الطفل الممرضة هدأ قليلا. قالت له بالعبرية والعربية إن جدته ستصل قريبا. فتوقف عن البكاء بالتدريج. وفكرت، لتأت الجدة وبسرعة.
بعد وقت قصير خرجت أمي من غرفة الانعاش، وطول اليوم لم أكف عن التفكير بهذا الطفل التعيس. إن التفكير بأن ابنك قد يبكي ويتألم دون أن يتوجه اليه أحد هو كابوس كل أب وأم. وفي اليوم التالي في الطريق الى اجتماع أو لقاء سمعت في الأخبار عن موت رهام دوابشة التي تم احراقها في العملية الارهابية في قرية دوما في نهاية حزيران. وأعلن مستشفى شيبا أن كل الجهود مركزة الآن على أحمد ابن الاربع سنوات.
عن «هآرتس»