المطران عطا الله حنا

حجم الخط

بقلم حمادة فراعنة

 

 حينما نتذكر المطران عطا الله حنا، نتذكر المطران الراحل كبوتشي، والمطران ميشيل صباح، وكل رجال الدين من مسلمين ومسيحيين الذين عملوا من أجل فلسطين وقضايا أمتهم، في مواجهة الاحتلال والاستعمار، وضد الصهيونية والإمبريالية وأدواتهم وأعوانهم.

المطران عطا الله حنا، مطران عربي فلسطيني من أتباع السيد المسيح حقاً، وابن شعبه حقاً، وابن الجليل الأشم حقاً، ولهذا لم يتردد ولم يكن إلا في خندق إيمانه المسيحي يتبع الفلسطيني الأول السيد المسيح الذي أتى بالسلم ضد الظلم، وبالعدالة ضد التمييز، وبالأخوة بديلاً للكره، ولأن الاحتلال هو الظلم والتمييز والكره، كريه في طرد نصف الشعب الفلسطيني خارج وطنه، وكريه في استعمار نصفه الباقي الصامد على أرض وطنه الذي لا وطن له سواه، لهذا يقف المسلمون والمسيحيون في خندق واحد ضد الاحتلال.

المطران تعرض للأذى والسم المتعمد لإسكات صوته أو على الأقل لتوجيه التحذير له كي يصمت، كي ينحني مثل العديد من رجال الدين المسلمين والمسيحيين الذين لاذوا بالصمت، والمطران يأبى لأن رسالة الإسلام والمسيحية ضد الظلم، في مواجهة الاستعمار، ومن أجل وحدة المؤمنين نحو السلام والاستقرار والطمأنينة، لأنه ونحن معه نفهم رسالة المؤمنين من أجل الحرية والكرامة والمساواة والعدالة لبني البشر، لذلك لم يصمت عطا الله حنا، ولن يصمت حاملاً رسالة السيد المسيح، رسالة الإيمان، من أجل حرية شعبه واستقلاله وكرامته على أرضه، ومن أجل عودة اللاجئين إلى بيوتهم التي طردوا منها عام 1948، إلى اللد والرملة ويافا وحيفا وعكا وصفد وطبريا وبيسان وبئر السبع، واستعادة ممتلكاتهم منها وفيها وعليها.

محاولة اغتيال المطران والمس به، كما وصفها ليست فقط المس بشخص المطران ورجالات الكنيسة، بل هي محاولة إسكات المسيحيين مع سائر شعبهم ضد الاحتلال وضد الظلم المجسد بالمشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، وحكومته، بل وحكوماته الاستعمارية المتعاقبة التي تعيش كما قال نتنياهو « يومها الأسود» بصدور قرار المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية بن سنودا، بتوفر الشروط المناسبة والحيثيات المطلوبة لبدء التحقيق بجرائم الحرب، وجرائم ضد الإنسانية التي قارفتها مؤسسات ورموز حكومات المستعمرة وأجهزتها وجيشها ضد الشعب الفلسطيني، وبذلك لن يفلتوا من العقاب كما حصل مع النازيين والفاشيين في أوروبا.

كأردنيين نستقبل المطران عطا الله حنا في بلادنا، للاستشفاء مما علق به من سموم وأذى كيميائي ليعود محصناً شافياً مرفوع الرأس إلى وطنه وإلى كنيسته في القدس وبيت لحم والناصرة، بما يليق به كفلسطيني مناضل، مصحوباً بدفء الأردنيين ومحبتهم، لأن نضاله في فلسطين مع سائر شعبه هو دفاع عن الأردن وخياراته الوطنية والقومية.

لتبق القضية الفلسطينية وشعبها على أرضهم، ويبقى الأردن وطناً للأردنيين، وللأردنيين فقط سنداً ودعماً ورافعة ومظلة وطنية قومية للنضال الفلسطيني من أجل الحرية والمساواة والعودة لفلسطين وشعبها.

السلام والطمأنينة والإنصاف والعدالة لفلسطين، والسلام والأمن والاستقرار للأردن، والشفاء للمطران الباسل الشجاع