بقلم: محمد عاطف المصري

الانتخابات بالقدس ومن المعطل؟!

محمد عاطف المصري
حجم الخط

غزة - وكالة خبر

يفهم من موقف حركة حماس ان الاحتلال اقل عائقا او ليس هو المعطل الحقيقي لإجراء الانتخابات بالقدس،  بل ان المعطل الحقيقي هو الرئيس محمود عباس بعدم إصدار المرسوم، هذا الاستنتاج يُفهم من خلال إصرار حماس على إصدار مرسوم الانتخابات قبل إزالة عوائق الاحتلال،  ويصاحب ذلك في ذات الوقت الاستهتار والاستخفاف بالمنع الإسرائيلي،  وكأنه مجرد إصدار  المرسوم الامر سينتهي وبهذا ضمنا نجاح الانتخابات، ويشعروك ان هناك حل سحري يملكونه، لكن يحتاج إصدار المرسوم ليتم تفعيله. 

وموقف الرئيس مبنية على التعامل باتفاقيات سابقة مع الاحتلال يحاول الزامه بها من خلال ضغط الوسطاء الدوليين.. بكل تأكيد لا يمكن إجراء الانتخابات بغزة الا بموافقة حماس ولا يمكن إجرائها بالضفة الا بموافقة السلطة، وكذلك لا يمكن إجرائها بالقدس الا بموافقة سلطة الاستيطان الإسرائيلي هذه حقيقة مرّه للأسف الشديد، والخطورة بإصدار المرسوم الآن قبل ضمان القدس تكمن انه سيكون محدد تاريخ البدء بها بمعنى لو استنفد الوقت دون الفوز بالقدس يعني خسارتها ومن ثم الضغط على السلطة بإجرائها بالضفة وغزة فقط وتأجيل او إلغاء القدس. 

وكمواطن فلسطيني ومتابع للأحداث أرى ان  الادعاء بفرض الانتخابات بالقوة والاشتباك الميداني والسياسي مع الاحتلال تعني الربح او الخسارة،  وهذه مخاطرة ومعركة خاسرة خاصة ان الكل يترك اهل القدس وحدهم بمساندة كلامية إعلامية لا ميدانية لهم،  ورغم اهمية اللقاءات لكن شاهدنا إتفاقات المصالحة التي تم التلاعب بها، والتقاط صور السيلفي بابتسامات عريضة.. والاشتباك الميداني بالقدس تعني مواجهة المقدسيون لجنود الاحتلال وهنا تكمن خطورة اخرى تتمثل باعتقال الاحتلال للناخبين، واللعب بالانتخابات لصالح ما هو غير وطني، خاصة ان إجراء الانتخابات تحتاج مناخات ايجابية حتى تتم بشفافية ونزاهة،  ومن عطل هذا الاستحقاق الديمقراطي الانتخابي عشر سنوات يستطيع الصبر شهور آخرى.