أخي القائد المناضل أبو حازم
بعد تحية الوطن المجروح كما قلبك، والمكسور كما قلوبنا، لقد سمعت حنجرتك الغاضبة التي بثت لنا حروف من وجع، فيما نحن نشعر بالخجل وحمرة الوجه بتقصير منا، تشعر أنت في زنزانتك بكثير من الخذلان، وما أصعب أن يخذلك من كنت وفيا مخلصا لهم، يا رجل الوفاء أنت، فقد لمست وفائك في أول مرة التقينا بها منذ أكثر من عشرين عاما، أذكر جيدا قولك ''أهلا بابنة أخي وصديقي أبو خضر"، وكم كنت وفيا لعائلة أخيك أبو خضر فعلا لا قولا، تماما كما كنت وفيا لمئات الأصدقاء، ولَم أنسى الكثير والكثير ممن وقفت بجانبهم، حتى المال حين كان يشح على السلطة كنت تتدبر الأمر، أذكر الكم الهائل من الشخصيات التي كانت تتردد على مكتبك، كل له مآربه، فالمال لديهم له رونق، كبروا كثيرا وتكبروا، وأنت تظن متأملا أن زمن الرجال باق وأن الثورة تحمي رجالاتها، وأن العهد هو العهد والقسم هو القسم، لكن أيها القائد تغير الزمن، وانزاحت مزايا وبرزت رزايا وخفايا قد لا تسر الناظرين، أخي أبو حازم حقك علينا العتب والأحرار يشعرون بالخجل، أدرك كما كل الشرفاء ومحبيك مدى محنتك، ولكن يا أخي المنقذ هو رب العباد وليس العباد، والله قادر لا يعجزه شيء، والدعاء يغير القدر وكل الذين يحبونك هم أوفياء لك، جميعنا نتضرع إلى الله للافراج عنك، لقد ذهب أول أمس حشود وجماهير غفيرة إلى ديوانك الذي كنت تستقبل به الناس ومنه تساعدهم ومنه كانوا يخرجون مجبوري الخاطر، هذا ابتلاءك أخي، ابتلاء بالسجن وابتلاء ببعض ممن خذلوك، أنت قائد ويبقى القائد قائد حتى في أحلك الظروف وأشدها ظلمة، لو خذلك بضع، فإن محبينك والأوفياء والداعين لك هم الوف أبوحازم، وإن كان لا حول لهم ولا قوة حيال أمرك، فهل عينك ستبقى صوب البعض؟ أم الآلاف ؟!
وإن لفرجه لقريب، وليس على الله ببعيد
أختك الداعية لك بالفرج القريب رانية اللوح