أكّد أمين عام الهيئة الإسلامية والمسيحية لنصرة القدس والمقدسات، حنا عيسى، على أنّ اقتحام مستوطن كنيسة القيامة بالحي المسيحي للبلدة القديمة بالقدس المحتلة وبحوزته سكيناً، يأتي في سياق انتهاج حكومة الاحتلال الإسرائيلي سياسية جديدة تستند على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بتهجير المسيحيين من المدينة المقدسة، الأمر الذي نمى التطرف الديني داخل إسرائيل.
وقال عيسى في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "منذ أمس تم إرسال رسائل لكل الجهات المعنية بدءًا من الفاتيكان الفرنسيسكان والروم الأرثوذكس أي روسيا الاتحادية وكلاً من أوروبا الشرقية والغربية؛ كي لا تمر الجريمة التي تسببت في إرهاب المصليين الآمنين مرورالكرام".
وأضاف: "على إسرائيل أنّ تُعاقب المجرم الذي اقتحم الكنيسة أو أنّ يُحال إلى محكمة الجنايات الدولية"، مُشيراً إلى أنّ مزاعم "إسرائيل" بأنّه "مجنون" أمر لا ينطلي على أحد.
وتابع: "إذا كان مجنون فليودع في مصحة نفسية، وإذا كان مجرمًا فليذهب إلى السجن"، مُوضحاً أنّ الاحتلال لجأ إلى حيلة "الجنون" لتبرئة مواطنيه المجرمين أثناء إحراق المسجد الأقصى عام 1969، وعند ارتكاب مذبحة الحرم الإبراهيمي عام 1994.
وكانت القناة “13” العبرية قد قالت يوم أمس الأربعاء: "إنّ شرطة الاحتلال أوقفت مستوطناً اقتحم كنيسة القيامة بالحي المسيحي للبلدة القديمة بالقدس المحتلة، لافتةً إلى أنّ المستوطن كان يحمل في يده "سكين مطبخ كبيرة" واقتحم المكان المقدس في ذروة احتفالات أعياد الميلاد.
وبيّنت أنّ هجوم المستوطن على الكنيسة، تسبب في حالة كبيرة من الزعر بين روادها، لكنّه لم يُؤدي إلى وقوع إصابات، دون كشف مزيد من التفاصيل عن الحادثة.
وبشأن منع الاحتلال الإسرائيلي مسيحي قطاع غزّة من التوجه إلى مدينة بيت لحم لأداء الصلوات في كنيسة المهد، شدّد حنا على أنّ هدف "إسرائيل" من ذلك هو فصل قطاع غزّة عن الضفة الغربية؛ للحيلولة دون إقامة دولة فلسطينية.
كما حذّر من خطورة السياسية الإسرائيلية الرامية إلى تفريع الأراضي المحتلة عام 1967 من المسيحيين؛ الأمر الذي يُهدد بتحويل الصراع من سياسي على الحقوق المشروعة إلى ديني بين اليهودية والإسلامية، مُستدركًا: "نحن كمسيحيون نرفض ذلك جملاً وتفصيلاً".
ونوّه إلى أنّ "إسرائيل" قلّصت أعداد المسيحيين الذين يغادرون القطاع أثناء فترة الأعياد إلى بيت لحم، منذ الانقسام الفلسطيني عام 2007؛ بذرائع أمنية فارغة.
واعتبر عيسى أنّ منع المصليين من الوصول إلى أماكن عبادتهم سواءً المسيحيين إلى كنيستي المهد والقيامة في بيت لحم والقدس، والمسلمين إلى المسجد الأقصى بالقدس، "جريمة حرب" بحسب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يؤكد على حرية العقيدة والعبادة والتنقل.
ويبلغ عدد المسيحيين في غزّة أكثر من 390 عائلة بمجموع 1313 فرد منهم 636 ذكر و 677 أنثي، وذلك حسب أخر إحصائية لكنيسة الروم الأرثوذكس في القطاع.