الرئاسة لا تأتي عبر "معركة تكسير العظام"

"الرجوب" يدعو لحوار وطني شامل عقب إصدار المرسوم الرئاسي لإجراء الانتخابات

الرجوب
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

أكد أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، على ضرورة إجراء حوار وطني شامل في اليوم التالي لإصدار المرسوم الرئاسي للدعوة للانتخابات وقبل إجرائها، بهدف التوصل إلى اتفاق حول البرنامج السياسي الفلسطيني وكيفية إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وعلى ضرورة وجود سلطة وسلاح وقانون واحد في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ورفض في حوار صحفي مساء يوم الخميس مع صحيفة "إندبندنت عربية"، مخاوف بعض المراقبين من أن تردي الانتخابات إلى تكريس وشرعنة الانقسام، قائلًا: "إن الانتخابات ستكون بوابة لتحقيق المصالحة الوطنية، معتبراً أنها "أفضل الطرق لمسح عار الانقسام".

ولفت إلى أن هناك اجماعاً وطنياً فلسطينياً على إجراء الانتخابات "كمدخل لإنهاء الانقسام الذي لا يستفيد منه أي طرف سوى إسرائيل التي تعتبره مصلحة لها".

وأضاف أن الحاضنة الإقليمية للانقسام لم تعد موجودة اليوم كما كانت في السابق، فهناك إجماع عربي على تحقيق وحدة الفلسطينيين، رافضًا اتهام الحركة بالتهرب من إجراء الانتخابات العامة عبر ربط إصدار المرسوم الرئاسي لإجرائها بالموافقة الإسرائيلية.

وأشار إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة "فتح" مصممان على إجرائها "كمحطة مفصلية لإنهاء الانقسام وتجديد شرعية النظام الساسي الفلسطيني".

وجزم الرجوب باستحالة موافقة "إسرائيل" على السماح بإجراء الانتخابات في القدس قبل الانتخابات الإسرائيلية في مارس المقبل، داعياً المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغوط على تل أبيب لإجبارها على ذلك.

وقال إن الانتخابات العامة "قادمة والقيادة الفلسطينية تعمل على خلق عناصر ضاغطة على إسرائيل لتسمح بإجرائها في القدس المحتلة"، واتهم "إسرائيل" بالسعي لإفشال الانتخابات "بسبب حرصها على استمرار الانقسام بين حركتي "فتح" و"حماس" لضرب المشروع الوطني الفلسطيني".

وتعهد الرجوب بأن يكون لحركة "فتح" قائمة واحدة على أن تُشكل بما يضمن فوزها، مضيفاً أن الحركة "تعلّمت من تجاربها السابقة"، وأكد على أن اللجنة المركزية لـ "فتح" اتفقت على أسس لاختيار مرشحيها وأنه "لن يتم استبعاد أي شخصية مؤهلة للفوز وتحظى باحترام وثقة الشعب الفلسطيني".

وكان عدد من أعضاء اللجنة المركزية لحركة "فتح"، قد أعلنوا أن الرئيس عباس هو مرشح الحركة الوحيد للانتخابات الرئاسية رداً على تصريح للرجوب أشار فيه إلى أن عباس لا يرغب بالترشح، وقال الرجوب إن ذلك يشير إلى وجود الديمقراطية في داخل الحركة مشدداً على أن عباس هو من سيقرر إن كان سيترشح أم لا. 

وأضاف أن اللجنة المركزية للحركة معنية بفوز مرشحها، وأنها هي من سيختار اسم مرشحها الرئاسي، ونفى مناقشة اللجنة المركزية اسم مرشحها في الانتخابات الرئاسية مشدداً على أن هذا الأمر سابق لأوانه.

وشدد الرجوب على أن الرئيس الفلسطيني المقبل يجب أن يأتي كنتاج لتوافق فتحاوي ووطني وليس عبر "معركة كسر عظم"، وفي موقف قاطع أعلن أنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية أو التشريعية، مضيفاً أنه يحتاج إلى خمس سنوات لإنجاز ملف الرياضة الفلسطينية الذي يشرف عليه.

وكمؤشر على وجود تباينات بين قادة حركة "فتح" بخصوص مرشح الحركة للانتخابات، أشارت مصادر فلسطينية إلى وجود اتفاق بين حركة "حماس" ومروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" على ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة.

والبرغوثي معتقل في السجون الإسرائيلية منذ 18 عاماً وتمنحه استطلاعات الرأي فرصاً مرتفعة للفوز بالانتخابات. لكن الرجوب استبعد وجود هكذا اتفاق بين البرغوثي وحركة "حماس" مشيراً إلى أنه "من غير المعقول أن يقدم البرغوثي على هذه الخطوة من دون الرجوع إلى اللجنة المركزية لحركة فتح" واصفاً البرغوثي بأنه "ثروة وطنية فلسطينية".

وعن مدى استمرار قناعته بحل الدولتين على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 في ظل عدم وجود شريك إسرائيلي مستعد لإنهاء الاحتلال، أوضح الرجوب أنه "مؤمن بأن ذلك هو الحل الوحيد لإنهاء الصراع مع إسرائيل"، مشيراً إلى أنه عقب إقامة الدولة الفلسطينية، سيتم خلق علاقة جديدة بين "إسرائيل" والدول العربية وفق مبادرة السلام العربية، وأكد الرجوب أن المقاومة الفلسطينية ضد الاسرائيليين يجب أن تكون شعبية إلى جانب مواجهة "إسرائيل" إقليمياً ودولياً.

ونوه الرجوب إلى وجود حالة رفض عالمية لسياسات "إسرائيل" والإدارة الاميركية تمثلت بموقف مجلس النواب الأميركي "غير المسبوق المؤيد لحل الدولتين وقرار المحكمة الأوروبية بوسم بضائع المستوطنات الإسرائيلية وإعلان المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية عزمها فتح تحقيق في الأراضي الفلسطينية حول ارتكاب جرائم حرب فيها". 

ولفت الرجوب إلى وجود "تحول إيجابي دولي ونضج عالمي غير مسبوق حول القضية الفلسطينية ويجب البناء عليهما"، وقال إن نتنياهو لم يترك وسيلة إلا واستخدمها لإنهاء القضية الفلسطينية، مضيفاً أنه لن يقرر مصير الشعب الفلسطيني المصمم على البقاء على أرضه.

وبخصوص سيناريوهات إلغاء منظمة التحرير للاتفاقيات كافة مع "إسرائيل" إن ضمت الأخيرة غور الأردن، أشار الرجوب إلى أن الفلسطينيين كانوا على أرضهم قبل اتفاق "أوسلو"، وأن نضالهم لن يتوقف على الأرض حتى تقرير مصيرهم.