حديث كوخافي عن الحرب القادمة

حجم الخط

بقلم: يوسي يهوشع



عني معظم العنوان من خطاب رئيس الأركان، الفريق أفيف كوخافي أمس بالآثار الجسيمة المتوقعة للحرب التالية على مواطني إسرائيل.
ولكن من أطلق الصاروخ الوحيد أمس من غزة إلى عسقلان حين كان رئيس الوزراء نتنياهو في اجتماع هناك، سمع أساسا ذاك القسم من تصريحات كوخافي عن التسوية بين إسرائيل وحماس. في قول واضح حول الوضع مع حماس، قال كوخافي في خطابه إننا نوجد في لحظة خاصة ينبغي استغلالها كي نتقدم في التسوية بين الطرفين، ولا سيما بعد تصفية كبير الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا الشهر الماضي. وكان أبو العطا والجهاد يعارضان التسوية وحاولا التخريب عليها من خلال إطلاق النار على إسرائيل.
من أطلق الصاروخ في غزة أمس، فضلا عن رغبته في إحراج نتنياهو بعملية مشابهة لإطلاق النار السابق نحو اجتماع رئيس الوزراء في أسدود في أيلول، كان يعرف عن التقدم في المفاوضات في التسوية، وكان قلقا منها.
ورغم ذلك، بعد الرد المتوقع من الجيش الإسرائيلي، فإن الاتصالات بين الطرفين ستتواصل لأن هذه هي إرادة الطرفين في هذه اللحظة.
بعد خطاب القاعدة العسكرية باهد 1 والذي حدد فيه رئيس الأركان أفيف كوخافي القائد كالجهة المخولة الوحيدة لإدارة الإطار العسكري، دون تدخل الحاخامين أو ممارسة ضغوط أخرى، وبعد الخطاب في كلية الأمن القومي والذي حدد فيه مذهبه في موضوع القيم وقول الحقيقة، اختار رئيس الأركان أمس أن يرسم بشكل أكثر وضوحا مفهومه العملياتي.
لقد ألقى كوخافي كلمته في المركز متعدد المجالات في هرتسيليا تحت عنوان «الجيش الإسرائيلي – التحديات والرد»، في مناسبة لذكرى رئيس الأركان الأسبق أمنون ليبكن شاحك.
لزمن طويل تردد كوخافي هل من الصواب تغيير السياسة الإعلامية ولا سيما حيال الجمهور الإسرائيلي حول نتائج الحرب القادمة في لبنان. فالمعضلات جد حادة وواضحة – فإذا ما تحدثتَ عن 1.500 صاروخ تطلق اليوم من الشمال فأنت تعظم العدو وتشدد الخوف لدى الجمهور في إسرائيل.
من جهة أخرى، يفهم رئيس الأركان أنه ملزم بإجراء تنسيق للتوقعات وبسرعة مع المجتمع، الذي اعتاد على جولات قتالية مع حماس بينما توفر القبة الحديدية حماية استثنائية بنحو 90 في المئة من النار.
لقد عني أساس خطاب رئيس الأركان بالاستعداد للحرب القادمة. وقرر كوخافي تغيير سياسة تنسيق التوقعات مع المواطنين، في كل ما يتعلق بالشكل الذي نرى فيه الحرب القادمة في الشمال.
عملية تنسيق التوقعات المتجددة واجبة الواقع، وهي ستتم ببطء وبحذر، وقد بدأت أمس في خطاب كوخافي.
لقد تناول رئيس الأركان إمكانية هجمات أخرى على منظومة الصواريخ الدقيقة التي تهدد إسرائيل من الشمال، وقال إنه ستكون حالات تخاطر فيها إسرائيل حتى شفا مواجهة أو حتى مواجهة لأجل إحباط الصواريخ الدقيقة قبل الأوان.
إن القرار الذي اتخذه كوخافي هو إعداد الجمهور للمخاطر، ولكن دون إفزاعه. نعم الحديث عن التهديد، ولكن بحذر. عن مشكلة الجاهزية لا يمكنه أن يستطرد وكذا الإعلام لاعتبارات الرقابة، ولكن يجدر الانصات لرئيس الأركان في موضوع علاوة الميزانية اللازمة في المدى الزمني الفوري لمجال الدفاع الجوي وتسليح سلاح الجو.
يقول كوخافي: «فلتعلموا أن هذا هو الواقع – فرؤوس الصواريخ ومداها ازدادت. في الحرب القادمة شدة النار على الجبهة الداخلية ستكون كبيرة. وهم يخططون لإطلاق الصواريخ على المناطق المبنية. يجب أن نعرف هذا ونستعد له. في السلطات المحلية وذهنيا على حد سواء».
يعرف رئيس الأركان أن الحرب القادمة في لبنان لن تكون قصيرة مثلما قدروا قبله وكذا أيضا التوقع بالنسبة للمصابين. «لن تكون حرب دون مصابين ولا أعد بحرب قصيرة. سنكون مطالبين بحصانة وطنية هي مضاعف إيجابي للجيش الإسرائيلي. في الحرب القادمة سنهاجم بشدة المجال المديني للعدو. وسنحذر السكان. وفور ذلك سنهاجم أيضا شبكات الوقود، الكهرباء والطرق في الدولة التي تستضيف وتشجع منظمة الإرهاب التي في داخلها».
في لبنان، يشرح رئيس الأركان، «حزب الله يحاول إنتاج وجلب صواريخ دقيقة. نحن نبذل جهودا كبيرة ألا نسمح لأعدائنا بالتزود بسلاح دقيق، نفعل هذا بشكل سري، علني وكذا بمخاطرة للمواجهة». وهو يلمح بشكل واضح كم هو على استعداد بعيد لأن يسير كي يحبط التهديد.
في المرة الأولى يتناول رئيس الأركان العراق أيضا: «أسلحة متطورة تمر في العراق بشكل حر ونحن لا يمكننا أن نسمح بمثل هذا الأمر أن يمر بلا معالجة».
في أقواله عن إيران قال كوخافي إنه يوجد تشديد بالتهديدات من جانبنا، وفي موضوع النووي قال إن طهران تواصل إنتاج الصواريخ التي تصل إلى أراضي دولة إسرائيل.
إن إمكانية المواجهة المتصاعدة مع إيران ليست غير معقولة، وبقدر ما لا يكون رد على التقدم حيال السلاح النووي، من شأن الأمر أن ينتقل من مجال الحوار إلى القدرة الحقيقية.
لقد انتقد رئيس الأركان انتقادا مبطنا الأميركيين الذين لا يردون على العدوان الإيراني. إيران، على حد قول رئيس الأركان، «غيرت سياستها. ففي السنة الأخيرة باتت أكثر فأكثر فاعلية وهجومية، وهذه السياسة أولا وقبل كل شيء موجهة ضد دول الخليج. لا يوجد رد، لا يوجد عمل مضاد، لا توجد عمليات رد ولا يوجد ردع تجاه هذه الأعمال التي يتخذها الإيرانيون».

عن «يديعوت أحرونوت»