عقّب أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح" ماجد الفتياني، مساء يوم الجمعة، على الشكّل الجديد لمسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار في قطاع غزة ، والذي أعلنت الهيئة الوطنية العليا أمس الخميس، عن البدء في تطبيقه اعتباراً من 1 مارس/آذار 2020.
وقال الفتياني في تصريحات عبر تلفزيون فلسطين رصدتها وكالة "خبر": "هي محطة أخرى تقدم عليها حماس من محطات إعطاء الولاء لدولة الاحتلال والإدارة الأمريكية وشركائها في هذا المخطط من دول الإقليم".
وأضاف الفتياني: "حماس قدمت أوراق اعتماد كثيرة وما أعلنته أمس عن وقف مسيرات العودة، هي عربون لدولة الاحتلال للمضي قدما فيما تعهدت له في وضع بنود التهدئة موضع التنفيذ على الأرض".
وتابع: "نصحنا منذ البدايات أن نعيد النظر في آلياتها وطرق ووسائل عمل مناضلينا الذين يخرجون بشكل سلمي للتعبير عن رأيهم ورفضهم لهذا الاحتلال وما يجري، لكن حماس كانت دائما تصم الآذان".
وأوضح الفتياني قائلاً: "شاهدنا العديد من الإجراءات الميدانية لحركة حماس سواء علاقاتها الداخلية مع الفصائل المتواجدة في قطاع غزة وهذا القمع والقهر الذي مارسته، وأيضا القبول بالفتات الذي قُدم كالمستشفى الميداني الذي هو بالأساس مستشفى لجيش الاحتلال الإسرائيلي المتحرك من مكان إلى مكان وليس أمريكيا كما يشاع، وأيضا الوعود الوهمية لحركة حماس بأنها ستحصل على الميناء والمطار وستنجوا بفعلتها عندما "انقلبت" على السلطة الرسمية وتهرب بالقطاع نحو انفصال تام لتقويض المشروع الوطني الفلسطيني الذي قادته منظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 1988 حتى يومنا هذا".
واعتبر الفتياني أن حركة حماس "وأدت هذه الفكرة النبيلة التي لجأ إليها أهلنا في قطاع غزة؛ للتعبير عن صوتهم وقهرهم ومعاناتهم سواء من حماس التي استولت على القطاع بقوة السلاح أو من إجراءات الاحتلال التي لن تزول حتى بهذا الوهم الحمساوي الذي تمارسه على الأرض".
وأكّد على أن إجراءات الاحتلال "لن تزول إلا بإرادة فلسطينية واحدة، ووحدة وطنية على أسس وطنية لكل أبناء شعبنا الفلسطيني".
وأردف الفتياني: "حماس إذا كانت تعتقد أن وقف هذه المسيرات سيتم وفقا لرؤيتها، نحن نقول أن هناك شعب فلسطيني قدم مئات الشهداء ليس فقط في هذه المسيرات وعشرات آلاف الجرحى والمعاقين الذين سقطوا على أرض القطاع؛ إيمانا منهم بحتمية الانتصار وبوحدة هذا المشروع الوطني الفلسطيني الذي تحاول حماس بفكرها "الانعزالي الإخواني" لتقويض مشروعنا وفصل قطاع غزة عن أرضنا الفلسطينية".
وحسب الفتياني: "لو التزمت حماس باتفاق 2017 الذي قدمه المصريون للمضي قدما في إنهاء ملف الانقسام، فإن في ثنايا هذا الاتفاق ما هو أفضل بكثير لأبناء شعبنا في قطاع غزة من "هذه التهدئة الباهتة المشروطة المقننة بموافقة إسرائيل على توسيع مساحة الصيد ميل من هنا وميل من هناك، وإدخال هذه المواد التموينية".
وذكر أنه "لو كانت حماس حريصة فعلاً على مصلحة شعبنا الفلسطيني، والتزمت بالاتفاق الذي وُقع، لكنا قد قطعنا شوطا أبعد"، مستدركاً بقوله: "لكن هذه الحركة (حماس) لا تؤمن بالفكر الوطني الجامع".
وقال: "الآن هذا القرار الحمساوي بعد هذا الترحيب الإسرائيلي الذي شاهدناه. هو هدية لنتنياهو بفوزه برئاسة حزب "الليكود" مساء أمس، وأيضا حتى لا ينزعج اليمين الإسرائيلي في دعايته الانتخابية التي سيستخدم فيها قرار حماس الأخير للفوز بالانتخابات القادمة في إسرائيل".
وختم الفتياني حديثه بالقول: "هذا القرار الحمساوي برسم الإجابة من الفصائل الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، ونقول لهم إلى متى ستبقون رهينة هذه القوة القائمة على أمر قطاع غزة، عليكم أن تجيبوا أهلنا وشعبنا في القطاع وأن تقولوا لحـماس ماذا بعد وإلى أين تقودين هذا الشعب المكلوم المظلوم الذي دفع ضريبة 13 عاماً على أرض قطاع غزة وأنت تنظرين في دائرة ضيقة، لا أحد فيها سوى حماس".