أعربت الولايات المتحدة والناتو عن "قلقهما" من التقارير الواردة حول التعزيزات العسكرية الروسية في سوريا، فيما يتحدث مسؤولون أمريكيون عن نوايا روسية "غامضة" لا يوجد توافق استخباراتي حولها.
أعربت الولايات المتحدة وحلف الناتو عن "قلقهما" من التقارير الواردة حول التعزيزات الروسية المتواصلة في سوريا. وترى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن وجود هذه التعزيزات لا شك فيها لكن نوايا موسكو تبقى غامضة في نظر الأميركيين. وقال مسؤولون أميركيون إن سفينتي إنزال دبابات وصلتا إلى مرفأ طرطوس السوري على البحر المتوسط حيث لروسيا قاعدة دائمة.
وأضافت المصادر ذاتها أن الأميركيين رصدوا شمالا في منطقة اللاذقية نحو عشر آليات لنقل الجنود ووجود عشرات الجنود الروس. ويتمركز الجنود والآليات في مطار باسل الأسد الذي يضم مباني مسبقة الصنع يمكن أن تحوي مئات الأشخاص ومعدات للمراقبة الجوية.
وشدد الناطق باسم البيت الأبيض إيريك شولتز على أن الولايات المتحدة "قلقة جدا" من الوضع. وأضاف "سننظر بتقدير إلى مساهمات روسية "ايجابية" في الفوضى السورية "لكن لن يكون أمرا صائبا للجميع بما في ذلك الروس تقديم دعم إلى نظام الأسد". وحاولت الولايات المتحدة تطويق التعزيزات الروسية بالطلب من اليونان عدم السماح لطائرات الشحن العسكرية الروسية بعبور أجوائها.
غير أن الروس وجهوا رحلاتهم في نهاية المطاف باتجاه الشرق عن طريق القوقاز وإيران والعراق حليف الولايات المتحدة الذي قد يقرر رفض مرور هذه الطائرات.
وفي ذات السياق، أعرب ينس شتولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) عن عدم ارتياحه حيال تقارير عن تنامي التواجد الروسي في سورية.
وعلى هامش زيارة له في العاصمة التشيكية براغ، قال النرويجي شتولتنبرغ مساء أمس الأربعاء: "لا أعرف ما إذا كان هذا سيسهم في حل الصراع".
النوايا الروسية
ويدور السؤال حول ما إذا كان الروس سيكتفون بدور إنساني أم أنهم سيشاركون في المعارك، وضد من سيوجهون جهودهم: تنظيم الدولة الإسلامية فقط أم المجموعات المسلحة التي تقاتل نظام الأسد والجهاديين في وقت واحد؟
وقال مسؤول أميركي الأربعاء "ليس هناك توافق" في هذا الشأن داخل أجهزة الاستخبارات الأميركية. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرح أن مشاركة مباشرة في العمليات العسكرية في سوريا أمر غير وارد حاليا.
ونفت سوريا من جهتها المعلومات حول تعزيزات روسية واتهمت أجهزة "مخابرات عربية وأجنبية" بنشر معلومات كاذبة، فيما أكدت روسيا أنها لم تخف يوما دعمها الجيش السوري بالأسلحة والتدريب "من أجل مكافحة الإرهاب"، إلا أنها ترفض الكشف عما تنقله طائراتها إلى سوريا.