انتصار نتنياهو سهم سيرتد إلى نحر "الليكود"

حجم الخط

بقلم: بن – درور يميني


لدينا في إسرائيل - الحمد لله - سلسلة غير بسيطة من المواضيع قيد الخلاف. كان يخيل أن الموضوع الأكثر اشتعالا هو «يهودا» و»السامرة»، الفلسطينيون، والمستوطنات. ولكن ينبغي النظر إلى ما اجتازه جدعون ساعر في الأسابيع الأخيرة كي نعرف بأننا في عصر آخر ينبغي أن نصلي كي ينتهي هذا. ساعر رجل اليمين. أكثر يمينية من نتنياهو. عندما تحدث نتنياهو في خطاب بار إيلان في 2009 عن «دولة فلسطينية مجردة من السلاح»، كان ساعر من أبرز المعارضين. عندما كان ساعر وزير التعليم، بادر إلى جولات للتلاميذ في الخليل. عندما أجرى «الليكود» بحثا في الاستيطان في «المناطق» كان ساعر احد الأصوات الأبرز التي دعمت مشروع الضم. لقد كان نتنياهو، في العقد الأخير، أقرب إلى الدولة الفلسطينية ليس فقط تصريحيا، بل أساسا عمليا. ففي المحادثات مع وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، تبلورت مسودة تفاهمات لو أنها أصبحت علنية فقط لأحدثت هزة أرضية في «الليكود». ساعر، كما يمكن الافتراض، كان سيقف على رأس المعسكر المعارض لتنازلات نتنياهو. يخيل أنه من ناحية مكانه السياسي ساعر أقرب الى «البيت اليهودي» مما لنتنياهو.
ولكن كل هذا لا يساوي سوى قشرة ثوم؛ لأن ساعر أصبح في الأسابيع الأخيرة رديفا لشمعون بيريس وشاي نيتسان. وهذا ليس لأنه أعرب عن موقف مؤيد للنيابة العامة أو ضد نتنياهو. لا شيء. ولكن مجرد تنافسه أمام نتنياهو، دون أن يقول ضده كلمة واحدة، جعله عدو الشعب. فقد صخبت الشبكات الاجتماعية ببوستات تحت الحزام. كانت هذه حملة بشعة ومنفرة. وحتى غيئولا ايفن، المرأة التي معه، ضُمّت إلى الاحتفال.
يمين؟ يسار؟ مستوطنات؟ فلسطينيون؟ كل هؤلاء ازيلوا عن جدول الأعمال. أصبح ساعر اليسروي ليس بسبب أي موقف، بل لأنه تجرأ على الادعاء بأن له فرصا أكثر لتشكيل حكومة. في أوساط أعضاء «الليكود» هذا ينجح. فلا يمكن الجدال مع انتصار بمعدل 72.5 في المئة. ولكن 27.5 في المئة من منتسبي «الليكود» يفهمون بأن شيئا سيئا يمر على حزبهم. مندوبوهم، من معسكر ساعر، أطلقوا بالطبع تصريحات عن الوحدة. ولكن الحملة البشعة خلفت ندبة. وإضافة إلى ذلك، فإن 50 في المئة من منتسبي «الليكود» بقوا في البيت. بعضهم بسبب حالة الطقس. بعضهم لاعتبارات النفور. هذا النفور لا بد انه موجود لدى أولئك الـ 27.5 في المئة ممن انتخبوا ساعر. هم ليسوا في جيب نتنياهو. هكذا بحيث إن الانتصار في معركة الانتخابات الداخلية هو سهم مرتد في حملة الانتخابات العامة.
إسرائيل بحاجة إلى حملة انتخابات تعنى بالمواضيع المركزية. ليس فقط نعم بيبي – لا بيبي. هذا لا يعني ان الخلاف حول علل جهاز القضاء ليس مهما. ولكن المسألة المركزية كانت ولا تزال: إلى أين تسير إسرائيل؟ لليمين يوجد اتجاه. ضم ودولة ثنائية القومية. للوسط يوجد اتجاه آخر. في المنافسة «الليكودية» الداخلية شطب الخلاف السياسي. من المحظور أن يحصل هذا أيضا في حملة الانتخابات العامة.

عن «يديعوت»