عممت وسائل إعلام محلية، شهادات الأطباء والممرضين في المحكمة الخاصة بقضية الفتاة المتوفاة إسراء غريب من بلدة بيت ساحور قضاء مدينة بيت لحم في الضفة الغربية.
واستمعت المحكمة لأقول تسعة شهود من الأطباء والممرضين الذين أشرفوا على علاج إسراء قبل وفاتها، وذلك في الجلسة الثالثة التي عقدتها بداية بيت لحم، يوم الاثنين الماضي، للنظر في قضية إسراء غريب، والتي كانت علنية، بحسب وكالة "وطن" المحلية.
ورفعت محكمة بداية بيت لحم، جلسة النظر بقضية المغدورة إسراء والتي استمرت لأربع ساعات متتالية، إلى يوم الثلاثاء 21/1/2020.
وتلخصت شهادات الأطباء والممرضين حول مدى الكسور في عمودها الفقري، والحالة النفسية التي كانت تعاني منها، والهلوسات التي سيطرت عليها أثناء رقودها في مستشفى بيت جالا الحكومي.
وقالت الممرصة في مستشفى بيت جالا منار يوسف أبو عمرية: "أعرف إسراء من خلال عملي في مستشفى بيت جالا في قسم الجراحة، وكنت أقدم الرعاية الطبيعية لها كأي مريض أخر، شاهدت الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل عند النيابة، هذا الفيديو عبارة عن صورة مركبة على صوت".
وأضافت: "لم أسمع اي صوت صراخ أو ضرب لإسراء اثناء مناوبتي، ولما أنتبه لجسمها إن كان عليه كدمات أو ضرب، ولم أتذكر إن قالت أشياء سواء أنها كانت تقول إنها مريضة ومتعبة، وكان يتواجد في غرفتها شقيق واحد، وخرج مشوار بسيط ثم عاد".
وتابعت: "عندما كنت أعطيها السوائل لم أكن ألاحظ ان شقيقها يتحدث معها، وقالت مرة أمامي إنها لا تريد أن ترى الدكتور علاء الحروب لأنه يذكرها بمن كان يؤذيها، كما أنه والدتها كانت ترافقها في المستشفى".
من جانبها ذكرت الممرضة في مستشفى بيت جالا ختام يوسف قراقع: "شاهدت المتهمين في المستشفى يوم عيد الأضحى، واستلمت القسم الذي تواجدت به إسراء وكانت مجموعة شباب داخل غرفة إسراء، وكانت إسراء تتحدث بأشياء منها التركيز على الدكتور محمود إبراهيم وكانت تطلب منه عندما يريد فحصها أن يقرأ القرآن، حديثها كان غير متزن، وعندما سألها اللأطباء كيف سقطتي؟، كانت تجب أن شخص قال لها القي بنفسك، وكانت تتحسس من أي أحد يريد الكشف عليها".
وأوضحت: "نصحت الأب بأن إسراء تحتاج إلى طبيب نفسي فقال لها، (البنت معموللها عمل). إسراء كانت تتحدث كثيرا أن صوتًا مجهولًا يقول لها أن تقفز من الشرفة"، مردفة: "أبلغنا الشرطة بحالة إسراء كاشتباه بأن تكون حالة انتحار، وفعلا حضرت الشرطة".
وبينت: "إسراء كانت تقول اطلعوا برا ما عدا شخص اسمه محمد ، وكانت تقول "الجميع يخرج من الغرفة بلاش أقول شو عملوا فيا"، خلال مناوبتي أحسست بأن أهلها خائفون عليها، وعندما استلمت المناوبة قال الممضرون لي إن إسراء كانت تصرخ طوال الليل، وأهلها قالوا إنها ملبوسة من الجن، وفي هذه الحالة يجب أن يتواجد أحد من عائلة إسراء ليسطر على حالتها".
واستدركت: "كان هناك كدمات على جبينها، ورجلها اليسرى كانت "مجبصنة"، وقالوا إنها كسرت من السقوط، ولم تقل إسراء أنها تعرضت للضرب، ولم أسمع إسراء تصرخ لكن طردت الموجودين وفعلًا خرجوا من الغرفة، وأعتقد أن والدتها بقيت معها".
وجاء في حديقها: "قالت إسراء عندما سألناها عن حالها، قالت إن هناك صوتًا يتحدث إليها وهو الذي أمرها أن ترمي بنفسها، وقالت إن الجن موجود بداخلها، وقد طلب الدكتور محمود طبيب نفسي لشكوكه أنها حالة انتحار" .
من جهته بين الطبيب في مستشفى بيت جالا الشاهد علاء حروب: "كنت مناوبًا في قسم الجراحى وكانت إسراء في ذات القسم، واستدعيت إليها لمرة واحدة بحضور دكتور نفسي وطلب مني أن أدخل معه إلى المريضة إسراء وكانت معنا آمال الساحوري وهي ممرضة، حيث قالت لي إسراء (مش مرتاحة الك) وقمت بالخروج من غرفتها، حيث شاهدتها لثوانٍ معدودة ولم أسمع صوت صراخ لاسراء، وعندما دخلت لغرفتها كان فيها شخص ادعت أنه خالها، ولا أذكر إذا كان المتهمون موجودن معها في الغرفة".
أما الممرضة في مستشفى بيت جالا ألمى عوض أفادت بأن: "لم أسمع صوت صراخ أو ضرب أثناء مناوبتي في المستشفى التي كانت فيها إسراء، ولم تأخذ إسراء استثناء بأن يكون معها لأي مراقب من الرجال، ولنا رئيسة قسم التمريض، ولا لأعرف إن كان أحد قد بات في غرفتها، ولم أذهب إلى غرفتها ولم أبلغ عن وجود رجال معها".
بينما قال الطبيب مأمون بصيلة: "حضرت في وقفة عرفة واستقبلتها في القسم العاشرة مساءً ، وشاهدتها في الممر والغرفة وكان معها ذويها، وعددهم حوالي ستة أو سبعة أشخاص، وكان معهم تقرير وقال أهلها أنها تعاني من كسر، وقد ابلغوني انها سقطت من علو".
ونوه إلى أنه: "لم تطلب مني ان اخرج احد من الغرفة ، ولم تخبرني انها تعرضت لعنف ، ولم اكشف على جسدها لاعرف ان كانت تعرضت لعنف، والجرح في الجبهة ناجم عن سقوطها من ارتفاع، ولم يخطر ببالي أنها تعرضت لضرب ، وكانت والدتها خائفة على حالتها وكان أهلها يجادلونني للحصول على تحويلة طبية وقلت لهم لا يوجد لديكم تأمين، ولو تم تحويلكم ستدفعون كأي مستشفى خاص".
وأشار إلى أنه كان وجه إسراء شاحبا عند وفاتها، مستكملًا بالقول: "أتذكر أن طبيبا شرعيا شاهدها لكن لست متأكدا من ذلك، وقد طلبت من الموظفين عمل تخطيط للقلب وصور طبقية لجسدها كاملا ، وتوقعت أن تكون إسراء تعرضت لجلطة رئوية بسبب المكوث الطويل في الفراش، حيث أن هذه الحالة عندما يكون الجسم مسطح يؤدي الى تخثر الدم ومن ثم الوفاة".
ولفت إلى أن "أعراض الجلطة قد تؤدي إلى ظهور ألوان متنوعة على الجسم كاللون الأحمر، حيث أنه بعد وفاة أي شخص من 4-6 ساعات إذا وضع المتوفى على نقالة سيظهر علامات على جسده وازرقاق على جسده".