التوبة لمن ؟ وعلى اي قاعدة ؟

حجم الخط

بقلم سميح خلف

 

 ثمة ماهو مهم ان نقف عليه ونتأمل في مناخات احياء الذكرى الـ55 لانطلاقة الثورة الفلسطينية التي فجرتها عملية عيلبون عائلة الدلكي والشهيد احمد موسى الدلكي التي غابت ذكراه في الاحتفال المركزي الذي احيته حركة فتح المؤتمر السابع والتي بالطبع شارك فيه كل الفتحاويين في قطاع غزة سواء معارض لنهج الرئيس عباس او متفق معه ، فهو احياء ثورة كان يمكن لها ان تنجز ولكنها لم ... لاسباب كثيرة نشهد من صورها ماهو قائم الان .

غابت عن هذه الانطلاقة اعلام فلسطين في حين ان فتح هي وسيلة وليست غاية ، وسيلة تعاقد عليها نخب ورعيل من الشهداء مضوا الى ربهم وما بدلوا تبديلا ، غاب عن هذا الاحتفال صور القادة الاوائل مؤسسي الكفاح المسلح وجناح العاصفة وهو العمود الفقري لحركة فتح ، ولولا هذا الجناح وعملياته وكوادره المتقدمين لما كان هناك ذكر لهذه الحركة فلا انفصام بين جناح العاصفة وحركة فتح بكل مؤسساتها ، فان وجد جناح العاصفة وجدت فتح ، وعندما غاب جناح العاصفة غابت فتح على امل ان تعود مرة اخرى بجناحها العاصفة وبادبياتها ، غاب عن الذكر ابو علي اياد وغاب عن الذكر كمال عدوان وكمال ناصر وابو يوسف النجار وسيد الشهداء للكفاح المسلح ابو جهاد الوزير الذي دفع ثمنا غاليا ايضا ً من اجل تمسكه بالبندقية والكفاح المسلح وقناعاته بعد الخروج من بيروت بان هناك خطأ ما يحدث داخل حركة فتح لا نريد ان نتحدث عنه الان وكان ايمانه عميقا بعملية التصحيح في مسارات حركة فتح ومنظمة التحرير والثورة الفلسطينية بعد ان تاكد ابو جهاد رغم شكوكه سابقا بان هناك اختراق كبير في هذه الحركة يجب ان ينتهي ، غاب ماجد ابو شرار وغاب ايضا ً الدنان من مؤسسي حركة فتح وغاب ايضا ابو اياد وً كثير من الرعيل الاول الذي اختلفوا على كثير من القضايا وذهبوا الى مواقع اخرى في الساحة الفلسطينية ، كل هؤلاء لم يذكروا في هذا الاحتفال وكان فتح هي محمود عباس او من خلال شخصيتين فقط وهذا ما يؤسس ويدعم التاريخ المغلوط الذي دونت فيه حركة فتح ومازال يدون هذا التاريخ بشكله الغير منصف والغير حقيقي ، فمن رحلوا هم ذات اهمية اكبر بكثير ممن وجدوا ولولا التصفيات التي تمت سواء من اسرائيل او غير اسرائيل هي التي مهدت لهؤلاء الذين يعتلوا منصة القرار الحركي الان في عملية ممنهجة لاحتواء هذه الحركة وتدجينها وتحديد مساراتها من خلال عقلية من يقودها الان .

حقيقة في هذا الاحتفال وهذا المهرجان الذي حضر فيه جموع كبيرة من الشعب الفلسطيني في غزة حضروا لهذا الاحتفال لكي يكونوا مخلصين لحركة تحرر وليس لرئيس حركة يتحدث عن ان التنسيق الامني مقدس ! ويتحدث على انه لم يحمل مسدسا في حياته ! وهذا ما يتعارض مع البند التاسع عشر في فتح الذي يتحدث على ان الكفاح المسلح استراتيجية وليس تكتيك في حين ان الرئيس الفلسطيني نبذ الكفاح المسلح حتى لو كان تكتيكا ً ، ويتحدث هذا البند ايضا على ان غاية الكفاح المسلح هي تصفية الكيان الصهيوني وتحرير كامل الارض الفلسطينية ، فاين انتم من هذا ؟! وانتم تدعون انكم الشرعية وتطلبون من غيركم ان يتوب ؟! على ماذا يتوب الاخرين الذين تعنونهم ؟! اهم الذين خرجوا خارج الاطار ؟ ام كانت هناك حفلة تغول على كثير من كوادر غزة واستهداف غزة بشكل اساسي سواء بعملية الاقصاء او الفصل او سواء بقطع الراتب او التشويه وغيره من السلوكيات التي تعودنا عليها من هذا النهج .. والله عيب يا ابو ماهر حلس تتحدث عن التوبة ! اين انتم من النظام الذي تدعي على الجميع ان يلتزم به ؟! هل انتم ملتزمون بالنظام الاساسي والادبيات ؟ هل انتم من حملة الكلاشن كوف والمولوتوف والبندقية ؟! اذا كنتم قد فتشتم شنط تلاميذ المدارس قبل دخلوهم بحثا عن السكاكين التي يمكن ان يحملها هؤلاء الاطفال لمهاجمة الجنود الاسرائيليين والمستوطنين الذين احتلوا الارض ، من الذي يتوب ياسيد ابو ماهر حلس ؟! انه زمن غريب حينما يطلب من المناضلين التوبة ليعودوا لموقع التعامل مع اسرائيل ونهج التعامل وبكل الطرق والمكيفات وكان اسرائيل اصبحت من شرائع هذا النهج مطلوب حمايتها وتصفية المناضلين من داخلها لكي يسود حكم وقرار الظالم المستبد الذي بكل الاحوال وبكل قراراته التي اصابت فتحاويي غزة لم تثنيهم اليوم للخروج لكي يعبروا عن لحظة تمرد على واقع المهزلة وواقع اليأس وواقع الفقر والبطالة والقرارات المتتالية التي لم تصيب احد بل اصابت ابناء فتح فقط .

كثير منكم امتهن المغيبات والتسطيح الثقافي ، من متى يا سيد ابو ماهر حلس فتح تقول غلابة يا فتح وتلحق بجملتها " اللي تبايع رجاله " اي رجاله يا سيد ابو ماهر حلس ؟! فتح قالت غلابة فتح يا ثورتنا غلابة غلابة الايد اللي تفجر " دبابه " وليس رجاله كما قلتم ! قد عشقت تلك الاغاني التي اذعتموها اليوم واصابني المغص حقيقة من تلك الجملة التي تبايع فيها رجاله فنحن لا نعبد شخص ولا نعبد اصنام ولا نمتثل لمن اعتلوا على تلك المنصة ليطلقوا شعلتها وهم الخانعين المطبعين المتورطين في لجان الاتصال بالمجتمع الاسرائيلي والمتغوطين في جمع المعلومات عن كثير من ابناء حركة فتح وابناء الحركة الوطنية ، يا ليتك يا ابو ماهر حلس ما خرجت واعتليت هذه المنصة لكي تسوق لك جملك ما يمكن ان يرضى به عباس عنك ! وبعض الجغرافيين في الضفة الغربية ، الذين لو اشعلت اصابعك العشرة لن يرضوا عنك هكذا هي طبيعتهم وقد جربناهم كثيرا عبر مسيرة هذه الثورة ، هل نسيت يا ابو ماهر حلس كم شوهوك وكم هم فضحوا ملفك في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية واعترافاتك وهل نسيت منفاك في اريحا لعدة شهور ؟ ان امرك لغريب واعذرني على شدة هذه الابجديات فانت ابن غزة وابن فلسطين وكنت اتمنى ان ينطلق الشعار بالروح بالدم نفديك يا فلسطين كما رددها ياسر عرفات ... ففتح دائما هي فلسطين وفلسطين تحتاج لفتح ...فتح الكفاح المسلح ..فتح الثورة ، وليست فتح الولاء لمن خان ادبياتها واهدافها ومنطلقاتها وفي حد ذاته خان القسم وكنا نتمنى ان يكون خطابك وحدويا ً ومدافعا عن فتحاويي غزة وليس بكلمات الرثاء والصبر والمجاملة بوعود ان مكثها ولي المقاطعة ومن حوله اكثر من مرة .

وفي الخاتمة فتح لكل ابنائها ولكل من التزم بادبياتها نصا وروحا ً وليس ادعاءاً .