بلاغة آيزنكوت.. والتشويش القيمي في الجيش الإسرائيلي

حجم الخط

بقلم: يغيل لافي


يمكن أن يقلق بيان المدعية في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي الجيش. 
يمكن أن يكون قادته العنوان لأوامر الاعتقال التي ستصدرها المحكمة. وبهذا سيتم تقييد حركتهم في العالم. لذلك، من المهم فحص كيف يستعد الجيش للاهاي. نظرة على ذلك وفرها رئيس الاركان السابق، غادي آيزنكوت، الذي ظهر مؤخراً في مؤتمر المعهد الاسرائيلي للديمقراطية.
آيزنكوت معروف بأنه ليس لامباليا بتهديد لاهاي. في الاشارة إلى حادثة اليئور ازاريا، عرضها كحالة من الحالات الكثيرة في السنوات الاخيرة التي في اعقابها تم تقديم جنود للمحاكمة وتمت ادانتهم. وذلك بهدف ضمان السلوك حسب القانون. وقد عرض عشرات القتلى الفلسطينيين غير المسلحين الذين قتلوا في الحرب على الجدار في غزة، كنتيجة مؤسفة، استخلص الجيش منها الدروس من اجل تقليل عدد المصابين في المستقبل.
تفاخر آيزنكوت بالنيابة العسكرية التي تعمل في الوقت الحقيقي لمنع المساس بالابرياء. ويبدو أنه حسب موقف آيزنكوت فان الجيش يستعد للاهاي كما يجب.
ولكن كل ما قيل حتى الآن لم يكن ولن يكون. الآن سنخبركم بما حدث حقا. صحيح أن آيزنكوت قلق، لكن عدم راحته تنبع بالاساس من الانتقاد الذي وجهه اليمين للجيش تحت قيادته. كان ادعاء اليمين أن نشاطات الجيش لم تجر بتصميم كافٍ. وفي حالة ازاريا زاد الانتقاد.
لم يبق آيزنكوت غير مبالٍ بهذه الادعاءات، وقام بتغيير سلوكه في اطار منصبه – في مرحلة ما بدأ يتفاخر بعدوانية الجيش. وما زال هذا التغيير  يظهر لديه حتى الآن. وبالنسبة لقضية ازاريا قال في المؤتمر: «لقد كان هناك عشرات آلاف الحالات التي تم فيها استخدام القوة... وهناك حالة واحدة تمت ادانة جندي فيها». وبذلك أكد فعليا الانتقاد بشأن طمس معالم التحقيق مع الجنود. وليس مثل السنوات الاخيرة، في الانتفاضة الاولى تم تقديم عشرات الجنود للمحاكمة بسبب التسبب بالموت، وبعضهم تمت ادانتهم. ليس الجيش هو الذي طور المناعة الاخلاقية، بل الطريقة هي التي تغيرت.
وواصل آيزنكوت كلامه بنغمة متفاخرة: «عندما أنظر إلى الخلف، إلى السنوات الاربع التي كنت فيها رئيس الاركان، تم استخدام القوة في عشرات آلاف الاحداث، القوة الزائدة! في يوم نقل السفارة (الاميركية) إلى القدس قتل 63 شخصا، مخربون في الاساس، جاؤوا من اجل اقتحام حدود دولة اسرائيل». ودون انتقاد ذاتي، أكد آيزنكوت أنه قتل اشخاصا غير مسلحين، أي اشخاصا لم يعرضوا حياة الجنود للخطر.
وعن النيابة العامة تحدث بسخرية وقال: «أنا لا أذكر أي مكان رفع فيه رجل قانون لنا علما وقال: «اوقفوا الهجوم، أنا لا اصادق عليه»... ليس له أي صلاحية لوقف الهجوم».
بذلك صادق آيزنكوت على انتقاد مراقب الدولة الذي يقضي بأن الاستشارة القانونية اثناء القتال غير فعالة بما فيه الكفاية من اجل «ضمان ادارة القتال حسب قواعد القانون الدولي».
إن بلاغة آيزنكوت تدل على تشويش قيمي للجيش، وهي يمكن أن تخدم الادعاء العام في لاهاي.
وهي تدل على التوتر بين الشرعية الدولية لاستخدام القوة وبين شرعية اليمين لاستخدام القوة. عندما يحسم رئيس الاركان كوخافي بتأكيده على أنه «في الحرب القادمة سنهاجم بقوة الفضاء الحضري»، رغم معرفته أن هناك اشكالية في تطبيق هذا التصريح، سيكون لهذا ثمن بالضرورة. في ظل غياب الانضباط الذاتي، الذي ترافقه جهود لرفع التهديدات ليس من خلال استخدام القوة، فإن المجتمع الدولي هو الذي سيكبح الجيش الاسرائيلي.

عن «هآرتس»