عن ترامب والارهاب والاحتلال

حجم الخط

بقلم : ابراهيم دعيبس

 

قامت اميركا بجريمتين في وقت واحد: الاولى اقتحام المجال الجوي العراقي بدون استئذان او حتى المشاورة والثانية اغتيال القيادي قاسم سليماني وعدد من القادة والمرافقين الاخرين.

وقد بررت واشنطن ذلك بالقول ان سليماني كان يخطط لعمليات ضد مواطنين اميركيين كما قتل سابقا عشرات الاميركيين.

سليماني هو جنرال ايراني ويترأس «فيلق القدس» وهو جزء من الحرس الثوري الايراني، وله دور كبير في تطورات الاحداث السابقة في العراق وسوريا وكان يخطط لدور اكبر ويرى كثيرون فيه الرجل القوي الثاني في ايران

ان الادارة الاميركية تجعل من نفسها حكما وقاضيا وجلاّدا فهي تقرر من هو الارهابي وما هو عقابه واذا استطاعت تنفذ ولا يختلف اثنان على ضرورة محاربة الارهاب ووقف مصادر تمويله وتشجيعه، ولكن السؤال الاكبر ما هو الارهاب أساسا، وكيف ترى اميركا هذا الارهاب؟

والجواب سهل وبسيط وهو ان المصالح الاميركية هي المقياس وما لا تراه اميركا في مصلحتها تراه ارهابا .. ولعل ابرز الامثلة على هذا التناقض الاميركي هو الاحتلال الاسرائيلي.

اميركا تدعم اسرائيل ولا ترى في المستوطنات امرا غير قانوني وتعترف بالقدس عاصمة ابدية لاسرائيل وتقدم الدعم بكل اشكاله السياسية والاقتصادية والعسكرية لها، وتتجاهل كل الحقوق الوطنية وترى بالمقاومة الفلسطينية ارهابا وخروجا على القانون.

انه المنطق الاعمى والمنحاز والراكض وراء المصالح وليس القوانين والحقوق التي اقرتها المؤسسات الدولية.

وهذه السياسة العمياء ، قد تساهم في انجاز قضايا خاصة ولكنها على المستوى الدولي العام تؤدي الى مزيد من التوتر والعنف لاسالة الدماء وستعود بالعداء لاصحابهاوالقائمين عليها.

ان الاحتلال هو اكبر ارهاب لانه يقتل حقوق شعب كامل ويحاول القضاء على المستقبل وتزييف الماضي، وهو لا يدوم بالتأكيد، كما رأينا في امثلة التاريخ المختلفة ومصيره الزوال طال الزمان او قصر ..!!

الغاز ... والاحتلال

بدأت اسرائيل بتصدير الغاز الى الاردن مما اثار تظاهرات كبيرة ضد ذلك في شوارع عمان وغيرها من المدن الاردنية.

ومن المقرر تصدير الغاز الى مصر ايضا خلال الايام القليلة القادمة. وقد وقعت اسرائيل اتفاقية مع كل من اليونان وقبرص لتمديد خط بحري من اسرائيل الى اوروبا لتصدير الغاز. ومن المعروف ان اسرائيل تزود السلطة الفلسطينية بالغاز ايضا.

وهكذا تصبح اسرائيل مصدرا كبيرا، ويكاد يكون وحيدا، للغاز في المنطقة، وتزيد بذلك من سيطرتها غير المباشرة، وتزداد غطرسة وعنجهية وتمسكا بكل أشكال الاحتلال وندفع نحن الثمن، اولا وقبل اي طرف آخر.

السؤال الكبير الا تستطيع الدول العربية وخاصة مصر البحث عن الغاز واستخراجه؟! الا يوجد مصدر آخر لشراء الغاز الا اسرائيل؟ الا يخدم هذا الاحتلال ويزيده إمعانا في التنكر لكل القوانين والحقوق ؟!

التهدئة في غزة .. ووهم ابتلاع الضفة

رغم ان حماس المتطرفة في نظر اسرائيل هي التي تسيطر على قطاع غزة، فأن اسرائيل تعمل جاهدة لتحقيق تهدئة طويلة الامد معها. ورغم ان فتح المعتدلة هي التي تسيطر على الضفة فأن اسرائيل تعمل جاهدة للتضييق على كل ما هو فلسطيني سواء بالقدس او بقية انحاء الضفة.

والسبب بسيط وواضح، وهو ان اسرائيل التي انسحبت من غزة تعمل بكل قوة لابتلاع الضفة وتهدئة القطاع، على افتراض اقامة الدويلة الفلسطينية المقترحة هناك وتحويل سكان الضفة، وهم الشوكة الوحيدة في حلق الاحتلال، الى القطاع او الدويلة المأمولة هناك، وهكذا تحقق ما تسعى اليه ضم الضفة بدون السكان والتخلص من عبء هؤلاء السكان واقامة ما يمكن اعتباره «دولة» فلسطينية.

هم واهمون بالتأكيد، والوجود الوطني الفلسطيني في القدس والضفة وحتى داخل حدود ١٩٤٨، لن تقدر قوة على ازالته او التخلص منه.

الاضراب في الجامعات ليس الحل للازمات

ما ان تطرأ اية مشكلة في الجامعات حتى تسارع بعض الاطراف، وخاصة الكتل الطلابية، الى اغلاق المداخل واعلان الاضراب المفتوح الذي قد يستمر طويلا، كما يحدث حاليا في جامعة بيرزيت.

ان الكل يتفهم مطالب اتحادات الطلبة ويتجاوب معها، كما ان الكل يتفهم اسباب مواقف ادارة الجامعات.

ويبقى السؤال اين الحل وكيف يكون ذلك. والجواب يبدو سهلا وبسيطا .. رغم الصعوبات والتعقيدات.

اولا يجب ان يكون الحوار الايجابي هو المفتاح لحل اية خلافات حتى وان كان ذلك امرا صعبا، ويجب ان يتجاوب كل طرف مع مطالب وظروف الطرف الاخر.

ثانيا اذا كان الحل مستحيلا او صعبا للغاية فان على الجهات الرسمية المسؤولة ان تتدخل وتجد الحل الذي تفرضه على الجانبين اللذين عليهما ان يقبلاه وينفذاه.