يجب إصلاح العلاقات الإسرائيلية ـ الأميركية

659583
حجم الخط

لماذا قررت الآن السفر الى الولايات المتحدة والالتقاء مع رجال الإدارة؟ في الاغنية الشهيرة لجون دنفر، التي تحولت منذ سنوات الى نشيد الفراق على مر الزمن، يغني لحبيبته الوهمية: «لا أعرف متى سأعود». يقول لها ذلك ويلمح الى أنه من الاجدر أن تنتظر.
أنا لست مغنيا لاغاني الحب، وبخلاف دنفر، من الواضح لي متى سأعود من السفر. لكني مثله، على يقين أنه يجدر الانتظار، لأن سفري يحمل في ثناياه الفرصة للاصلاح.
لم أعمل ولا أنوي العمل في التفسير والدعاية، ولا أبحث عن رضى أحد. لست عضوا في الجالية الدبلوماسية بل في الجالية الامنية – الحديث هنا عن أمن الدولة. ولا أنوي الوقوف جانبا ورؤية كيف نبقى مكشوفين من كل الاتجاهات: اتفاق لم نشارك في صياغته، وتضاؤل التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة. أسافر أولا وقبل كل شيء للدفاع عن أمن اسرائيل في وجه الاتفاق بين ايران والدول العظمى الذي أصبح حقيقة. لهذا السبب من الصحيح القول إننا أمام واجب اصلاح ذات البين مع الأميركيين واكتشاف طرق المواجهة المشتركة للتحديات المشتركة.
هناك من يحذر من أن علاقة الدولتين قد تضررت لدرجة أنها ستتفجر بشكل غير مسبوق. لو كانت هذه هي الصورة لما تجرأ أحد في الولايات المتحدة، بما في ذلك اليهود، على دعوة شخصية اسرائيلية منتخبة من اجل الوصول ومناقشة الوضع: لكن الدعوة وصلت، وأنا أنوي الاستجابة لها.
لقد أثبت التاريخ أن الأميركيين يحترمون الاتفاقات الامنية. لو كررت التنبؤات الصعبة، فأنا استطيع تخيلهم وهم يقولون إن هذه الميزة ما هي إلا سيف ذي حدّين. «سيقول اولئك إن هذا يُمكنهم من ارضاء طرفين لهما مصالح متناقضة». وأنا أقول لاولئك المتنبئين: تمهلوا.
هناك عشرات الامثلة على التعاون بين اسرائيل والولايات المتحدة. لذلك لا يضر التفكير المشترك في الموضوع الايراني. وكوني مؤمنا بالمساعدة الامنية الأميركية وكذلك المساعدة السياسية، فمن واجبنا التفكير والعمل من اجل اليوم التالي. الموضوع الفلسطيني قد يصل بشكل أحادي الجانب الى مجلس الامن بوساطة الفرنسيين. ومن سنحتاج الى جانبنا إن لم تكن الولايات المتحدة؟ لهذا لا يجب أن ندفن رأسنا في الرمل ونعمل ضد الشريكة الاستراتيجية الكبيرة، التي قد تكون الوحيدة لنا.
يجب استغلال الفرصة والتحدث مع الجالية اليهودية. يمكن التحدث بأسف لأن الجالية اليهودية في ازمة غير مسبوقة. وهذا بفضل نتنياهو. فهو يعتبر نفسه زعيم الأمة اليهودية ولا يتردد في فعل اشياء تدميرية أمام أميركا الكبيرة بما في ذلك الحاق الضرر باليهود. الآن بالذات يجب القول لليهود الاعزاء إنه توجد سبيل اخرى، وإن نتنياهو وثلته ليسوا قدرا نهائيا.
جميعنا في الجهة ذاتها، وبالتالي يجب ايجاد الطريق لالتئام الجراح. ويهود الشتات يعانون من السياسة الحالية. ان حب الوطن لا يخضع للامتحان. وقبل انطلاقي سآخذ من دنفر سطرا آخر وأقول إنه عندما تكون الحقائب جاهزة فسأملأ قلبي بالأمل بأن هناك من سيسمعني.

عن «معاريف»