ليبرمان منح نتنياهو طوق الإنقاذ!

حجم الخط

بقلم: إلوف بن


يظهر بنيامين نتنياهو قدرة مؤثرة على البقاء. ثلاث لوائح اتهام، وثلاث حملات انتخابية، وليس لديه ائتلاف أو ميزانية، لكنه ما زال يسيطر على الدولة، ولا يذهب إلى أي مكان. لا شك في أن رئيس الحكومة هو سياسي مؤهل ومجرب، لكن أيضاً الزعيم الأقوى والأكثر دهاء وتحايلاً، بحاجة إلى مساعدين من أجل إنقاذه في وقت الشدة.
من حسن حظ نتنياهو يوجد لديه مساعد كهذا في قلب النظام السياسي وهو أفيغدور ليبرمان. أجل، الشخص ذاته الذي يعتبر عدوه اللدود، الذي حل له ائتلاف اليمين والأصوليين قبل سنة تقريباً ومنعه منذ ذلك الحين من تشكيل حكومة جديدة، هو الذي يبقي رئيس الحكومة على الكرسي. لقد كانت لليبرمان فرصة من أجل استبدال السكان في شارع بلفور لو أنه أيد تشكيل ائتلاف برئاسة بني غانتس، لكنه رفض ذلك. غانتس أعاد في 20 تشرين الثاني التفويض لتشكيل الحكومة، وتلاشت إمكانية استبدال الحكومة.
يواصل ليبرمان سحر المراسلين منذ سنوات كثيرة. وهم يصفونه بأنه «شخص قوي» ذو أعصاب فولاذية ودهاء، وهو يقرأ نتنياهو مثل جهاز الـ أم.آر.آي ويعرف كيفية الضغط على رئيس الحكومة في المكان الذي يؤلمه. وما لم يقولوه عنه هو أنه شخص مفاجئ، فقط هو يعرف ما الذي ينوي فعله ويحمل في رأسه بعض الذكاء السياسي المدهش. ومن يكرهونه في وسائل الإعلام يستخدمون صيغ تفضيل مشابهة، فقط من الاتجاه المعاكس. ويعرضونه على أنه أكبر الفاسدين الذين تملصوا من القضاء، وأنه خادم لمصالح أجنبية مجهولة.
هذه الصفات هي صفات مبالغ فيها. فليبرمان سياسي له مؤهلات، وصل بقوته الذاتية إلى المناصب العليا، وزير خارجية، ووزير دفاع، فقط من أجل أن يكتشف بأن سيارة الليموزين خاصته فارغة، وأنه في حكومة نتنياهو يوجد فقط شخص واحد يتخذ القرارات وهو رئيس الحكومة. الأمر لا يحتاج إلى خمس وحدات في الرياضيات من أجل الفهم أن نتنياهو يفضل عليه الأصوليين الذين قوتهم في الكنيست هي ضعف قوة «إسرائيل بيتنا». لذلك، ليبرمان محق في عدم الانضمام كزينة لـ «كتلة اليمين – الأصوليين». ولا يمكن التهديد كل الوقت بحل الحكومة، ومن يبدأ ككفة الميزان يمكن أن ينتهي مثل ملاحظة هامشية محزنة، كما حدث مع موشيه كحلون.
راهن ليبرمان بصورة صحيحة عندما أيد حل الكنيست بعد الانتخابات في نيسان، وزاد قوة حزبه ووسع قاعدة تأييده من أسدود وكرمئيل حتى رمات هشارون وهرتسيليا. عندها حصل على فرصة استبدال نتنياهو بغانتس. ولكن تحطيم هذا التوازن كان يحتاج من ليبرمان الانضمام إلى كتلة اليسار التي توجد في مركزها القائمة المشتركة، الحزب الذي وصفه ليبرمان بـ «الطابور الخامس» و»الخونة الذين يؤيدون الإرهاب». شخّص نتنياهو نقطة الضعف هذه – وجهاز دعايته ركز على إبراز العلاقة المتوقعة بين ليبرمان وأيمن عودة وأحمد الطيبي. في الوقت ذاته تراجع ليبرمان وتنازل عن أوراقه وأبقى نتنياهو على كرسيه حتى إشعار آخر.
يمكن مدح ليبرمان على الوفاء بوعوده للانضمام فقط إلى حكومة وحدة. وها هو يوجد لدينا سياسي صادق مثل شعاره الصادق «الكلمة هي كلمة». مع ذلك، في لحظة الحقيقة تبين أنه غير قوي بما فيه الكفاية من أجل إسقاط نتنياهو، حيث في المعركة الثنائية بينهما قام بيبي باستلال سلاحه أولاً وفاز. جميع تغريدات وهجمات ليبرمان على نتنياهو بأنه يركز على نفسه ويهتم بحصانته ولا يهتم بالدولة، سمعت مثل الطفل الذي خسر في الشجار وصرخ من مسافة آمنة: «سأرد لك الصاع صاعين، أبي شرطي».
يا للخسارة.

عن «هآرتس»