كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية أنّ أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب، التقى الأسبوع الماضي مسؤولين مصريين بالقاهرة، مُوضحةً أنّه أبلغهم تأييده ترشّح عضو مركزية الحركة الأسير مروان البرغوثي للرئاسة الفلسطينية باعتباره شخصية متوافق عليها.
وأشارت الصحيفة في تقرير لها يوم السبت، إلى أنّ الرجوب يشتكي الآن من تحالف يجمع عضو مركزية الحركة حسين الشيخ، ورئيس المخابرات ماجد فرج، ورئيس الحكومة محمد اشتية، الذين يريدون اشتية خلفاً للرئيس محمود عباس.
وأوضحت أنّ الرجوب بادر إلى الاتصال بالبرغوثي في السجن وزيارته أكثر من مرة، مُبيّنةً أنّه لم يعد خافياً وجود خلافات بين شخصيات في المركزية، ظهر بعضها أخيراً على السطح في تغريدات متداولة للشيخ من جهة، والرجوب من جهة أخرى.
ولفتت إلى أنّ حركة حماس ترغب في إدراج البرغوثي بأيّ صفقة مقبلة، وهو ما يتقاطع مع الرؤية المصرية الجديدة، وذلك في وقتٍ تنفي فيه الحركة وجود حراك حالي في ملف التبادل بسبب التعنت الإسرائيلي، ورفض تل أبيب إدراج البرغوثي والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أحمد سعدات، في القوائم.
وفي ذات السياق، بيّنت أنّ زعيم التيار الإصلاحي بحركة فتح محمد دحلان، تواصل مع البرغوثي عدة مرات، وذلك ضمن محاولات لرسم ملامح علاقة مشتركة، تزامناً مع عرض أرسلته "مركزية فتح" للبرغوثي، تساومه فيه على التخلّي عن المشاركة في الانتخابات مقابل ترؤسه قائمة الحركة في الانتخابات التشريعية، وهو العرض نفسه الذي سبق أن قدّمته قيادة الحركة إليه عام 2006، وقَبِله البرغوثي آنذاك نظير وساطات تجريها السلطة للإفراج عنه، لكنّ المساعي لإخراجه في ذلك الوقت لم تلقَ اهتماماً كافياً، بل تعرّض لإهمال الجهات الرسمية، بحسب الصحيفة.
كما كشفت أنّ حركة "فتح" شرعت في تكليف قيادات أقاليم جديدة في غزّة، خوفاً من تسلّل عناصر مرتبطة بدحلان إلى هذه المناصب، خاصة أنّ الانتخابات الأخيرة في الحركة داخل القطاع حققت فوزاً لبعض عناصر دحلان، بالإضافة إلى فوزهم في نقابات مختلفة؛ بينها "الصيادلة" و"العاملون في جامعة الأزهر".
ونقلت عن مصادر فتحاوية قولها: "جرى تكليف قيادة جديدة لإقليم رفح قبل وقت قصير، حيث يجري العمل على تكرار ذلك في أقاليم أخرى كشرق غزّة، إضافةً إلى تعيين إياد نصر متحدثاً باسم فتح في غزّة، تزامناً مع حديث عن ترشيحات محتملة لتعيين ثمانية أشخاص من القطاع في المجلس الثوري للحركة"، مُؤكّدةً على أنّ هذا الأمر يُواجه إشكالات في ظلّ شمول التعيينات قيادات أقاليم واستثنائها أخرى بحكم قربها من قيادة السلطة ومكتب الرئيس.
وكان ممثلون عن جمعيات المجتمع المدني وبعض الفصائل قد طالبوا وفداً من الأمم المتحدة، خلال زيارته لغزّة قبل أسابيع، بالحديث مع الإسرائيليين كي يسمحوا للأسرى عامة بالمشاركة في الانتخابات ترشحاً وانتخاباً، وهو ما تلقّفته المخابرات المصرية التي تبنّت مطلب إدراج البرغوثي ضمن القوائم