كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية النقاب عن أن كلاً من قيادة المنطقة الجنوبية وسلاح البحرية في جيش الاحتلال يتوقعان أن تتجه "كتائب القسام" إلى تنفيذ عملية استراتيجية تستهدف خطوط الملاحة البحرية الإسرائيلية، التي يمر خلالها 90% من التجارة الخارجية.
وحسب السيناريو الذي أشارت إليه الصحيفة، فإن محافل التقدير الاستراتيجي في إسرائيل تستند إلى معلومات استخبارية تؤكد أنه من ضمن مخططات كتائب القسام اقتحام موانئ إسرائيلية مهمة، وتنفيذ عمليات تفجير فيها، من أجل إلحاق ضرر استراتيجي بها.
ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله إن ميناء أسدود على رأس بنك الأهداف الذي تخطط حماس لضربها في المواجهات السابقة مع الاحتلال.
وذكر موقع المجد الأمني التابع لكتائب القسام أن ما يزيد من خطورة تنفيذ عمليات في الميناء ومحيطه، حقيقة أنه محاط بمعامل ومصانع كيماوية وبتروكيماوية، مما يعني أن المس به سيفضي إلى حدوث كارثة بيئية تنتج عن تصاعد سحب من الغازات السامة تغطي مناطق واسعة في دولة الكيان.
ويخشى الاحتلال من قدرات الكوماندوز البحري التابع لحركة حماس، ومن إمكانية أن يتمكن عناصر الكوماندوز من السيطرة على أحد حقول الغاز الضخمة التي اكتشفتها الشركات الإسرائيلية في عرض البحر الأبيض المتوسط خلال العامين الماضيين.
وحسب السيناريو الذي أشارت إليه صحيفة معاريف في عددها الصادر في الثالث من أيلول الجاري، فإن مقاتلي الكوماندوز البحري يمكن أن يصلوا إلى حقول الغاز التي يهيمن عليها الاحتلال عبر ضفادع بشرية أو حتى متخفين في قوارب صيد ومباغتتها والسيطرة عليها.
ونقلت الصحيفة عن قائد سلاح البحرية الضابط رام روطبيرغ قوله إن سيناريو الرعب الذي تخشاه تل أبيب يتمثل في إمكانية أن يتمكن مقاتلو الكوماندوز من أسر العاملين في الحقل وتحويلهم إلى رهائن لمبادلتهم بأسرى في سجون الاحتلال، إلى جانب إمكانية أن يقوموا بتفجير الحقل، الأمر الذي يعني إسدال الستار على استثمارات بمليارات الدولارات دفعتها شركات التنقيب عن الغاز الصهيونية والأمريكية التي تعمل في هذا المجال.
وحسب روطبيرغ فإن حقيقة أن مساحة المياه الاقتصادية تبلغ ضعف مساحة "دولة الاحتلال" سيشكل إغراء لمقاتلي حماس لاستهداف المصالح الإسرائيلية فيها، وعلى رأس ذلك استهداف حقول الغاز".
وكشف روطبيرغ النقاب عن أن سلاح البحرية الإسرائيلي قد أجرى مناورات ضخمة لمحاكاة صد هجوم يمكن أن ينفذه عناصر الكوماندوز البحري على حقول الغاز في عرض البحر، منوهاً إلى أنه تم توظيف تجهيزات وتقنيات طورت مؤخراً لمواجهة مثل هذا السيناريو.
وأبدى روطبيرغ شكوكه إزاء الأهداف وراء قيام حركة حماس بإطلاق الصواريخ باتجاه البحر قبالة شواطئ غزة. وأضاف أن الاحتلال لا يعلم على وجه اليقين سبب عمليات إطلاق الصواريخ التي تنفذها حماس، وما إذا كانت تهدف لإصابة حقول الغاز أم لمجرد تجريب الصواريخ التي انتجتها الحركة حديثاً.
وكانت مجلة "الدفاع الإسرائيلي" قد كشفت النقاب عن أن تل أبيب قد طورت منظومة مضادة لصواريخ أرض بحر، وصواريخ بحر - بحر تقوم على توظيف أجهزة استشعار بالغة الحساسية تمكن من الإنذار حول عمليات إطلاق الصواريخ، حيث تتمكن هذه الأجهزة من رصد الصاروخ وهو على بعد 30 كلم من المرافق البحرية الحساسة، سيما حقول الغاز.
ونقلت المجلة عن مصدر عسكري إسرائلي قوله إن منظومة التحكم التي يطلق عليها "باراك 8" تطلق صواريخ على الصواريخ التي تطلقها الجهات المعادية، سواء كانت صغيرة أو كبيرة وتفجرها في الجو قبل الوصول إلى أهدافها.
ولا تقتصر المخاوف الإسرائيلية من عمليات حماس المرتقبة على البحر، فقد كشفت الإذاعة العبرية مؤخراً النقاب عن تخوفات من إمكانية تسلل عناصر من الحركة إلى سيناء عبر ما تبقى من أنفاق والتسلل من هناك لتنفيذ عمليات داخل جنوب النقب ومدينة إيلات.
وأشارت الإذاعة إلى أن وحدة "هولتر" العسكرية المسؤولة عن تأمين إيلات من عمليات التسلل قد أجرت مناورات في المدينة ومحيطها لمواجهة إمكانية تعرض المدينة لعمليات تسلل تنفذها تنظيمات جهادية.
ونوهت الصحيفة إلى أن وحدة "هولتر" كثفت من تدريباتها خشية استغلال "التنظيمات الإسلامية" الأعياد اليهودية التي ستحل بعد أسبوعين لتنفيذ عمليات مداهمة واختطاف كبيرة.